من عجائب ومفارقات المشهد السياسي السوداني أن أمريكا تنافق قوي الثورة المصنوعة حتي آخر لحظة قبل التصريح بقرارها النهائي بعد قراءة ما ستسفر عنه مسيرة يوم غد السبت وهي التظاهرة التي يقف خلفها المكون العسكري ومناصروه بكل قوتهم
وإمكانياتهم في إستدعاء يشابه ماحدث لثورة المصريين التي تم نشلها لصالح قوي الدولة العميقة التي حملت السيسي إلي قصر الرئاسة ووضعت الدكتور محمد مرسي أول رئيس منتخب في تاريخ مصر داخل السجن حتي إنتقل إلي ربه شهيداً..
هل تذكرون كيف هددت أمريكا وتوعدت السيسي بالويل والثبور إن لم يتخذ خطوات إلي الوراء لإعادة الحكم إلي الحكومة المدنية المنتخبة؟!
عادت أمريكا للتعامل مع السيسي وأغلقت أعينها عن قضية الحريات والديمقراطية في مصر .. وهذا عين ما سيحدث لقوي الحرية والتغيير 1 ..
لن تجد من يبكي معها عندما يستقوي البرهان بالسلطة وتقع حكومة المدنيين الضعيفة في هاوية النسيان التي حفرتها معهم أمريكا ثم تركتهم يسقطون عندما اكتشفت أنهم هواة سياسة ..وليسوا رجال دولة !!
هذا زمان البراغماتية العابرة للحدود !!