Site icon اسفير نيوز

حليم عباس يكتب.. بين القحاتة و الكيزان .. ما الحل ؟ 

 

ما أسهل أن يكون المرء في موقع المظلوم المضطهد المستضعف، و ما أسهل الثورة من هذا الموقع و المطالبة بالعدالة و الحرية. ما أسهل أن تخرج مطالباً بالعدالة و الحرية و الديمقراطية و تكون محقاً.

عندما خرجت ثورة ديسمبر و تحت قيادة قحت و احزابها و ناشطيها، فقد كانت على حق، كانت ضد الظلم و الفساد و القمع، فليس هناك ما هو أسهل من أن تكون صاحب قضية عادلة.

و اليوم يخرج الناس ضد سلطة ثورة ديسمبر او بالأحرئ سلطة قحت، ايضاً بقضايا عادلة. فمن الذي ينكر أن هناك ظلم و اضطهاد و قمع للآخر و من الذي ينكر أن هذا النظام نظام فاسد و يجب إصلاحه (حتى القحاتة لا ينكرون هذه الحقيقة و لكنهم يريدون إصلاحها من الداخل).

 

أن تكون في موقع المظلوم لا يجعل منك عادلاً بالضرورة. هذا كان صحيحاً في ثورة ديسمبر و هو صحيحٌ الآن أيضاً. من السهل أن تكون ضحية، و أن تكون صاحب قضية بالتالي. مثلما جعلت الإنقاذ من معارضيها أصحاب قضية كذلك فعلت قحت. دعك من الآخرين الذين هم من قوى ثورة ديسمبر. و لكن حتى “الكيزان” الذين يخرجون اليوم ضد قحت، هم يخرجون لأنهم يشعرون بالظلم و بأن هذه السلطة ليست عادلة تجاههم، و هذا حقيقي تماماً. هل يعني هذا أن هؤلاء الكيزان قد أصبحوا أخياراً لمجرد كونهم مظلومين ؟ لا طبعاً. هم ليسوا أخياراً و لا أشرار، هم فقط أصحاب قضية و يريدون رفع الظلم عن أنفسهم. كذلك بالضبط لم يكن القحاتة أخياراً و لا أشرار و هم يعارضون الإنقاذ، هم كانت عندهم قضية صحيحة.

أنا لا أقول الكيزان أو القحاتة أشرار أو أخيار بإطلاق. و لكن عندما تكون في السلطة و تظلم الآخرين فأنت تجعلهم أصحاب قضية. هذا ما أقوله.

 

لا يمكن الخروج من هذه المعضلة إلا بالتركيز على بناء دولة المؤسسات و القانون و العدالة و الديمقراطية. و هذا غير ممكن بدون حوار و توافق و وحدة وطنية. غير ممكن بدون آنهاء حالة الاحتكار الحصري للحق و للخير و الوطن.

Exit mobile version