➖ قال أحد الحكماء: إن السياسة ليست بشيطنة الآخر والعداء والتجني، ولكنها بما وقـر في القلب من وطنية وديمقراطية وحرية وسلام وعدالة، وصدّقـه العقل واللسان والعـمـل.
➖ نحن نعذر الجميع في حالة الإستبداد التي أفرزت نوعاً بغيضاً وسالباً من الروح العدائية نحو الآخر وأدت إلى شيوع حالة من عدم الثقة والتوجس والخوف والهلع والتي أصبحنا ندور في فلكها، وصدقوني لن ينصلح الحال إلا بمفارقة الاستبداد مرة واحدة وإلى الأبد والسعي نحو الديمقراطية ومتطلباتها برضا واقتناع، فالديمقرطية كتابٌ كبير أول فصل فيه قبول الآخر، والحُرية نار ونور، فمن اراد نورها فليصطلي بنارها.
➖ إن التحديات الجسيمة التي تواجهها البلاد تتطلب منا جميعاً العمل معاً للقيام بعملية إصلاح شاملة وعميقة، بالتركيز على أهم الأولويات، وفي مقدمتها تحسين الخدمات الضرورية، والاهتمام بمعاش المواطن، والعمل على إرساء دعائم السلام، وفرض هيبة الدولة، وإيجاد مخرج لحالة الاحتقان السياسي بخلق أرضية مشتركة يلتقي فيها الجميع دون إقصاء وتحقيق العدالة الإنتقالية بمحاكمة من أجرم وأفسد وقتل، دون تركيز على تقسيم (عسكريين ومدنيين)، ولعل مبادرة السيد رئيس الوزراء، تُمثل مخرجاً للتأسيس عليه مع استصحاب الأفكار والآراء والمبادرات الأخرى.
➖ يجب علينا أن نتكاتف ونوحّد الجهود لنعمل معاً، لتجاوز خلافاتنا السياسية والحزبية والجهوية والقبلية، يجب علينا مواجهة أخطائنا بشجاعة لنبني مستقبل أجيالنا القادمة، يجب علينا الانتقال من الخوف من بعضنا البعض، إلى الثقة في بعضنا البعض، لا بد من الإيمان بالقيم التي تربطنا وبالوطن الذي يجمعنا وبالشعب الذي ينتظرنا، كذلك يجب علينا أن نثق ونقدر المؤسسات التي تخدمنا وتحمينا.
➖ هل عندما ينقسم الشعب السوداني أو تتناحر مكونات الجبهة الداخلية يُشكِّل هذا الفعل غاية في حد ذاته؟!، أنني بقدر ما أن أعتقد الهدف منها هو دق ناقوس الخطر بشأن الاستهداف الممنهج الخارجي والداخلي الذي يطال الأمة السودانية اليوم، بل ويطال وحدة السودان كوطن، وهذا يجب أن يدفعنا للبحث في تأمين مستقبل البلاد والعمل على إنقاذها من “الزوال” ومحاولة إخراجها من حالة الموت الإكلينيكي التي تعيش فيها.
➖ نحن نقف أمام مقاربة سياسية مريبة لم ينتبه إليها أحد، ونخوض غمار نمط جديد من الخداع لتغيير النظام وإستلام السلطة، وهو الذي لا تستخدم فيه الأسلحة الفتاكة ولا تموت فيه الديمقراطية على أيدي العسكر، وإنما يتم قتل الديمقراطية على أيدي رجالات السياسية غير المنتخبين ويساندهم النشطاء والثوار دون وعي، ففي السابق كان الخطر الذي يتهدد الدولة هو الإنقلاب العسكري ولكن الآن ظهر نوع جديد من الإنقلاب يمكننا أن نطلق عليه بكل وضوح أنقلاب مدني وقد يكون في قلوب فاعليه المخدوعين أنه تحول ثوري بينما هو في حقيقة الأمر مجرد إنقلاب بالزي المدني.
➖ بلا شك نحن نعيش اليوم أزمة وجود وأنها مهددة بالموت، وأنني أحمل وزر ما يحدث لجميع المسؤولين بمجلسي السيادي والوزراء وكل السياسيين رؤساء الأحزاب والتجمعات والكتل والقوى السياسية، بل كل العاملين في الحياة السياسية السودانية من نشطاء ودعاة ورعاة منظمات المجتمع المدني ورجالات الإدارة الأهلية، كلكم مسؤولون عن وضع الديمقراطية في البلاد، سواء كنتم أحزابًا أم أفرادًا أم مؤسسات، لقد أهملتم مسؤوليتكم وفشلتم في خلق الرشد والوعي للشعب، لقد أفتقدنا الرجل الرشيد الذي يقود البلاد إلى بر الأمان، أفتقدنا الزعامات التي تظهر عند الملمات والكريهة وتعيد التوازن وتثبت إهتزاز البلاد، إفتقدنا الوطنيين أهل الأعراف السياسية التي تقوم على الحكمة والمرونة السياسية، بما يساعد الفرقاء السياسيين والشعب على حماية النظام من الانزلاق نحو أشكال غير ديمقراطية تؤدي إلى إندلاع الحروبات الأهلية وفتح أبواب الفوضى الخلاقة.
➖ ما زال هناك أمل أن نهاية النفق المظلم نورٌ ساطعٌ، وأن هناك وطنيين يستطيعون كسر المستحيل على شواطئ الإرادة والصمود، وأنهم سيأتون من كل فج عميق يحلّقون في سماء السودان بإصرارهم ويتحدون الموت عند المحن ويمطرون الأرض حريةً.
أبحتوا معي عمن يوحّد السودانيين أبحثوا عن مّوحِّد القطر السوداني، ولا ضير في أن يكون من أهل 16 أكتوبر أو 21 أكتوبر، فلا أفرق بين السودانيين فمنذ بواكير حياتي وحتى الان لم ادلي بصوتي لجهة سياسية أو حزب، واعتبر نفسي قومي أقف على مسافة واحدة من الكل ومستعد للموت من أجل أي سوداني حتى وإن كان متحزباً ومؤدلجاً حتى