يوسف عبدالمنان يكتب.. ترك في قصر غردون ..
جاء في الاخبار أن الزعيم الاهلي والعشائري الأشهر في السودان سيد محمد الأمين ترك بات قريبا من دخول القصر الرئاسي الشهير بقصر غردون باشا لازائرا لسكان القصر من الحكام والسلاطين ولا باحثا عن حلول مشاكل أهله البجه خاصة وشرق السودان عاما ولكنه سيلج عتبات المبنى الرمادي الذي شيده الصينيين ببراعة من يتكاون على حضارة الكنفوشية المتحزرة في أرض التنين والبغال وهو القصر الذي يصنع التغيرات ويحكم بلاد المليون ميل قبل أن تنتقص من جنوبها سيجلس الرجل النحيف الملتحي على مقعد عضو المجلس السيادي وربما نائبا لرئيس المجلس عن المكون المدني ويضيف ترك قيمة جديدة لمجلس السيادة مع رفيقه الآخر رجل الأعمال الثرى أبوالقاسم برطم الذي صنع اسمه بعرق جبينه ومواقفه إبان العهد السابق اما ترك الذي تجاوزت زعامته تلكوك وهداليا وسنكات وحبيت وبورتسودان وهيا وعقيق فقد أصبح ترك زعيما قوميا يمثل الزغاوة في فوراوية وعين سيرو ويمثل الهبانية في الكلكه والقمر في صليعه والحمر في صقع الجمل وخماس الدونكي والسعاته الزرقا ويمثل البديرية في ام رماد والابيض ويمثل الحوازمة في الكويك والنوبه في كيقا وكركراية وكلدجي وكلكده ويمثل القمز والبطاحين في ابودليق ويمثل المثقفين والجنود المقاتلين وباءعات الكسره في سوق سته وطلاب الخلوي في طيبه الزعيتير وود دوليب في خرسي
انتزع ترك مقعده بعرق جبينه وخدمة ضراعه بعد أن تمرد على حكومة حمدوك الثانية وساهم في إسقاطها بعد أن خنقها وامسك بعنقها حتى( رفست) برجليها وتبولت على فراشها ومهد ترك للفريق البرهان الانقضاض على حكومة الأحزاب الأربعة التي قدمت أداء باهت وعجز كلي عن إدارة الدولة فسقطت ولم ياسئ عليها غير ( شلة المنتفعين) وقليل من الطائفين حول قصور السلطة وبيوت الحاكمين
وجود سيد محمد الأمين ترك في القصر الجمهوري يمثل الكثير جدا للسلطة الانتقالية التي تفتقر لوجود شخصيات مثل ترك وبرطم وهي شخصيات تختلف عن أعضاء المجلس السابق حيث كان الشرق يمثله السيد حسن شيخ إدريس وهو رجل كهل فقد القدرة على العطاء وبات خارج الخدمة بينما مثل الشمال الصبي محمد الفكي سليمان احد المنشقين عن الحزب الاتحادي الديمقراطي وكلاهما لا مقارنة بينهم والأعضاء الجدد ترك وبرطم
ربما صدرت بعد الاعتراضات الباهته من بعض المتمسكين بإلغاء مسار الشرق كمطلب لبعض قادة وقواعد الإقليم قبل الدخول في ترتيب المشاركة في السلطة ولكن وجود ترك في القصر من شأنه المساهمة الكبيرة في معالجة قضية مسار الشرق التي أصبحت محل مزايدة من الجميع
مرحبا بترك في قصر غردون حاكما بأمر الجماهير التي حملته على اعنقاقها حتى أسقط الرجل حكومة حمدوك الثانية أخشى أن يبرز في الساحة ترك جديد في بابنوسة أو كسلا ويسقط حكومة حمدوك الثالثة وقد أصبح حمدوك مثل الصادق المهدي في الديمقراطية الثالثة تتبدل حكومته وهو ثابت في موقعه مع انه رمزا للفشل التنفيذي مثل حمدوك الذي لم يعبر أو ينتصر لكنه تدجرج ببلادنا إلى درك سحيق وبدت كمن يمشي على حافة الهاوية ويتجنب السقوط في قاعها