Site icon اسفير نيوز

عميد م/ ابراهيم مادبو يكتب.. شَتَّانَ بَيْنَ الإسْتِقالَهُ ومَقْعَدُ النَّجَاةِ

EJECTION SEAT

في سنة 1944م قام السيد مارتن والسيد بيكر وكلاهما بريطانيا الجنسية والأصل، بالتفكير في إختراع وتصميم جهاز هروب من الطائرة النفاثة يمكن به إنقاذ حياة الطيارين، وإنصب التفكير على تصميم جهاز للهروب والفرار من الطائرة المتهاوية بطريقة عمودية وسريعة عكس اتجاه السقوط، وكانت الفكرة الأولية بإستعمال بعض الطلقات التي تولد ضغطاً كافياً لدفع الكرسي والطيار عمودياً وبسرعة إلى خارج الطائرة لتفادي إصطدام الطيار بمؤخرة أو ذيل الطائرة، وللتسهيل على القارئ وخاصة الذي ليس لديه خلفية فنية لنتصوّر أن كرسي النجاة عبارة عبارة عن طلقة عادية، وظرف الطلقة هو الطائرة نفسها، والرصاصة والتي هي المقذوف هو الطيار والكرسي، والطيار الذي يخرج من الطائرة بمثل هذه الطريقة فهو سيعود حتماً إلى قيادة طائرة أخرى فالبطولة والتضحية والعزم تسري في دمائه وسيظل يحارب، وحتى إذا تعطل كرسي النجاة فسيموت ويستشهد وهو يؤدي الواجب في طائرته، عكس الساسة والمسؤولين الذين يهربون ويعتزلون السياسة ويقدمون استقالاتهم مستخدمين مقعد النجاة عند أول المنعطفات الوطنية الحرجة، والمسؤول الذي يفعل ذلك قازفاً نفسه بعيداً عن مشاكل بلده إنما يُعبر عن مواقف إستسلام وانهزام.

في الجيوش طاقم الدبابة يموت داخل دبابته والطيار داخل طائرته والكابتن البحري يغرق مع سفينته وقبطان الغواصة لا يغادرها فتصبح له تابوت، فأركزوا أيها المسؤولين لا تهربوا من المسؤولية وموتوا مع أوطانكم فموت الجماعة عرس والتحية لأبطال الجيش في الفشقة.

 

 

Exit mobile version