Site icon اسفير نيوز

ابراهيم عربي يكتب.. (وينو السلام وينو) … دارفور بتنزف دم ..!

 

(وينو السلام وينو .. دارفور بتنزف دم ..!) إنها كلمات حق أريد بها باطلا ، لا يا هؤلاء ياتحالف الحرية والتغيير (قحت) المهلهل ويا تجمع المهنيين (تجم) ذراع الحزب الشيوعي ، ويا ثوار ويا حكومة ويا معارضة ، أين السلام يا شركاء السلام ..؟!، ومن المسؤول عما يدور في دارفور من نزيف دامي ؟! يا مناوي ويا جبريل ويا الهادي إدريس ويا حجر ولماذا أنتم هاهنا ؟! ، أين أنت ياحاكم دارفور ..؟! .

لقد ظلت دارفور تنزف دما منذ أمد بعيدا مرورا بعهد الديمقراطية الثالثة في عملية ليست هي إلا تبادل أدوار لمكاسب وأجندات خاصة لذات القوي السياسية التي ظلت تسيطر علي مقاليد الحكم في البلاد (الدولة العميقة) كما سماها مناوي مرورا بالعام 2003 في عهد الإنقاذ التي تتحمل بلا شك الوزر الأكبر لقضية دارفور والتي تحولت لصراعات قبلية مميتة ، حرب لم توقفها مفاوضات أبشي وأبوجا وبرلين والدوحة وجوبا وغيرها ، ولم توقفها التصالحات والأعراف الأهلية والتي أصبحت بذاتها جزء من الأزمة الدارفورية بسبب الحمية والأجندات وسياسة تقاطعات المصالح .

(السلام وينو ..؟!) التي هتف بها الثوار في شوارع الخرطوم إنها فرية لغرض خاص بهم ! ، إنها ذات العبارات التي واجه بها ثوار دارفور وفد (قحت وتجم) بالفاشر ونيالا عندما تنكر هؤلاء للسلام في الخرطوم وذهبوا أديس أبابا فالقاهرة وجوبا وجاء هؤلاء إلي دارفور بطريقة ماكرة للتكسب وتسابقا لسرقة رصيد الحركات المسلحة شركاءهم الذين أسموهم زورا شركاء السلام ..!.

لقد ظل مصير أهل دارفور طوال مسيرتهم الوطنية هكذا لم يجدوا إلا مزيدا من التنكر والخزلان ، رغم إنهم كانوا سباقين لأجل الوطن وبل كانوا وقودا للثورات المتراكمة ولكنهم لم يجدوا إلا الغدر والخيانة من القوي التي كانت تدعي الوطنية فكان مصيرهم التنكيل بهم وإستباحة أراضيهم وممتلكاتهم وإرثهم علي مسمع ومرأي الحكومات لا سيما حكومة الإنقاذ ، مع الأسف عندما هبت ثورة ديسمبر 2019 كان أهل دارفور شعلتها عشما في الأمن والإستقرار ، فتغني لها الجميع (يا عنصري يا مغرور .. كل البلد دارفور) ولكن ..!.

مع الأسف كانت جميعها مجرد كلمات معسولة وبداخلها الغدر والخيانة ، وأخيرا أدرك أهل دارفور أنهم راحوا ضحية لمكاسب سياسية وبل أدركوا أنهم كانوا مجرد أداة في أيدي هذه الفئة التي إختطفت ثورة ديسمبر وباعت القضية بحفنة من الدراهم واليورو والريالات والدولارات من أجل كرسي السلطة ، وبالتالي أصبحت دارفور مجرد قضية للمزايدات السياسية ، يتاجر بها هؤلاء سلعة للبيع ..! .

لازالت الهجمات تتواصل والمجازر ترتكب بشكل يومي وهمجي تحت قوة السلاح (مليشيات ، حركات وغيرها) في كافة محليات ومناطق دارفور والقتل الممنهج في القرى والمعسكرات وفي الريف والبادية حيث تتناثر الجثث في الطرقات في غربها وشمالها وجنوبها مئات الشهداء والجرحى وحرق القرى والممتلكات الخاصة والعامة وتشريد الأسر قسرا مابين لاجئين ونازحين وكل ذلك مع الأسف في عهد السلام وفي ظل السلام ولذلك حقا نتساءل (السلام وينو؟!) .

إنها جرائم لا إنسانية تصطرع الخرطوم حول كرسي السلطة وتشتغل لها دارفور حربا عبثية بفعلهم ، وقد ظلت مستمرة هكذا تكرارا لذات المأساة في دارفور ، تؤكد فشل إتفاق مسارات جوبا الذي توقف عند محطة المحاصصات وتوزيع المناصب ، وقد سبق أن تنبئنا بذلك فلازال عبد الواحد نور بعيدا والريح مصطفي كذلك وعبد الله بندا أبعد ما يكون فيما إنشقت بعض الحركات التي وقعت علي السلام بجوبا لمجموعات بسبب الخلافات حول كرسي السلطة فاستنسخت لنفسها حركات مسلحة جديدة لتستمر ذات المعاناة وذات الدائرة الشريرة في دارفور .

بلا شك أنما يحدث في دارفور يؤكد فشل الإتفاق وفشل شركاء السلام وفشل الحكومة وخاصة الأجهزة النظامية في توفير الحماية للمواطنين وبالتالي يؤكد فشل البرهان وفشل حميدتي وفشل حمدوك وفشل بند الترتيبات الأمنية والتي تعتبر أهم بنود إتفاق السلام الموقع في جوبا من أجل مواطن دارفور وقضاياه ومطالبه في الحياة والعيش الكريم والأمن والتنمية المتوازنة والمواطنة والمساواة وليس بعض الأعيان والإدارات براء منها ، ولذلك ندعو بشدة لبسط هيبة الدولة وفرض سلطة القانون وتكوين القوات المشتركة ونزع السلاح وإيلاء الإدارات الأهلية في ذلك دورا وطنيا مع قيادة حملة دعم كبري شاملة بالمساعدات المادية والمعنوية والإحتياجات الإنسانية والمجتمعية والطبية لدعم المناطق المتأثرة عاجلا ، شبع أهل دارفور من الوعود الجوفاء ، كفاية وكفاية نريد أفعالا وليس أقوالا .

حقا السودان في وضع خطر مهدد بالإنزلاق الشامل ويتطلب من الجميع إعلاء كعب الوطنية والتنازل لأجل أن يكون السودان أو لا يكون ، وليس إتفاق (البرهان – حمدوك) بالمثالي ولكنه إتفاق حسم عملية إنسداد الأفق بدلا عن الدخول في مرحلة الخيارات الصفرية ، ليس هنالك مكانا وطنيا لاكاذيب وإدعاءات الحزب الشيوعي بتجمه وتابعية بلاءاتهم الصفرية الثلاثة (لا تفاوض ، لا شراكة ، لا مساومة) .

ندعو الجميع للتوافق والتواثق علي برنامج وطني يقود المرحلة الإنتقالية بصورة سلسة نحو إنتخابات حرة ونزيهة يقول فيها المواطن كلمته ويفوض فيها من يفوضه لقيادة البلاد ديمقراطيا ..!.

 

Exit mobile version