Site icon اسفير نيوز

أسامة عبدالماجد يكتب.. استقالة عرمان .. (13) ملاحظة

 

★ *أولاً:* تبين من استقالة عرمان من منصب المستشار السياسي لرئيس الوزراء أنه لا يأبه لعامل الزمن ..بعكس ادعاءاته أنهم في سباق لأجل تحقيق التغيير الحقيقي والديمقراطية وغيرها من الشعارات .. عرض عليه حمدوك العمل معه في فبراير الماضي .. وقبل المهمة بعد خمسة أشهر.
★ *ثانياً:* كشفت الاستقالة عدم نضج ياسر سياسيٱ رغم وجوده زهاء (42) عامٱ في مضمار السياسة ..استفزه تجاهل حمدوك له عقب خروجه من المعتقل وكان ينتظر دعوته للقاء اخير .. أو إتاحة الفرصة لشرح تباين المواقف بينهما.. وكذلك فات على ياسر أنه لا (حردان) في السياسة.
★ *ثالثاً:* المفاجأة في الاستقالة ايراد ياسر للمسائل الشخصية .. أو ربما هذا ديدنه في التعامل مع الوظيفة .. تطرق كثيرٱ للمخصصات ‚الراتب ‚السكن وحتى السيارة .. وذكر عدم تقاضيه اي مرتب أو اجر طوال فترة عمله .. واستغلاله سيارة الحكومة أربعة أيام فقط ودار نقاش حول مسألة سكنه .. ولم يتبق لعرمان إلا الحديث عن الوقود وفاتورة هاتفه.
★ *رابعاً:* ناقض عرمان نفسه بقوله (لم اقبل التعيين بحثٱ عن المناصب والمخصصات).. الان طالب باستحقاقاته.. باعتزامه الاتصال بمكتب حمدوك بشأنها.. بل إنه يحرج حمدوك ومكتبه باعلانه التبرع بأية مخصصات له لصالح مستشفى بمنطقة أهله .. وكذلك عاتب ياسر حمدوك لعدم سؤاله خلال مدة عمله معه عن ما اسماها ب (القضايا الشخصية المتصلة بأداء مهامه).. وقبلها ذكر أنه دخل في نقاش مستفيض قبل قبول المنصب شمل (المهام والواجبات والوسائل) .. والأخيرة لا تحتاج لتفسير..
★ *خامساً:* يتوقع أن أنصار عرمان صدموا فيه .. أو ظهر الرجل على حقيقته .. وهو يتباكى بالقول (طوال فترة أدائي لمهامي كنت أقوم باستخدام سيارتي الخاصة .. ولم امنح منزل حكومي).. وهو حديث لا يليق بمسؤول شغل منصبٱ رفيعٱ.
★ *سادساً:* بدت أولى مهام منصب عرمان غريبة بعض الشئ .. وتتمثل بحسب قوله في ( المساهمة في استعادة علاقات متينة بين رئيس الوزراء والحركة الجماهيرية التي صنعت الثورة) .. وهذا يوحي بأن عرمان خدع حمدوك وأوهمه أن بينه و(شارع قحت) قطيعة أو جفوة.. وهذا غير صحيح لأن (شارع قحت) طالب بعودة حمدوك عندما كان متحفظٱ عليه بمنزله لأجل سلامته.. والحقيقة أن علاقات حمدوك توترت مع عدة قطاعات وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية بتعيينه عرمان مستشاراً..
★ *سابعاً:* فضح عرمان نفسه باستقالته المكتوبة ‚أن السلام ليس في أولويات مهمته كمستشار سياسي .. حيث حل الملف في المرتبة الثالثة ضمن مهامه الأربع الرئيسة التي اوردها .. وحتى إنفاذ السلام كان هدف عرمان منه هيكلة الجيش.. بحسب مواقفه وماجاء في الاستقالة .. كما أن عرمان غير مؤهل لاستكمال السلام للخلاف بينه وعبد العزيز الحلو.
★ *ثامناً:* تأكد سعي عرمان للمناصب رغم اعلانه رفضه لها منذ أيام الإنقاذ .. والمعلوم أن الرئيس السابق عمر البشير رفض ترشيحه مستشاراً له ضمن حصة الحركة الشعبية الجنوبية رغم توسط المستشار الأسبق الراحل د. منصور خالد.
★ *تاسعاً:* استكمالاً للنقطة أعلاه .. تبدو الأنباء عن ترشيح عرمان لوزارة الخارجية في وقت سابق غير دقيقة .. والاقرب أنه سعى المنصب وفشل .. فمن ضمن مهام عمله الأربعة ‚كانت الاخيرةً كما كتب (تعزيز العلاقات بين بلادنا وقوى الثورة والمجتمعين الإقليمي والدولي) .. وهي كانت محاولة يائسه منه للعب دور خارجي رغم وجود (دبلوماسية القصر ووزارة الخارجية ومستشار لحمدوك للشؤون الخارجية) .. لكن ربما حن عرمان لماضيه عندما كان مسؤولاً عن العلاقات الخارجية بالحركة الشعبية الجنوبية.
★ *عاشراً:* حاول عرمان إيهام الرأي العام بأهميته أو كأنه المنقذ لأزمات البلاد .. بقوله ( أن تعييني جاء بعد مايقارب العامين من بداية الانتقال وفي اوضاع معقده) .. وأنه قبل المنصب بعد أن رأى أن المرحلة الانتقالية تكاد أن تنزلق الى هاوية.
★ *أحد عشر:* كشف عرمان عدم تطابق رؤاه وفي كثير من القضايا مع حمدوك منذ بداية تعيينه ..ولم تشفع له علاقته به منذ ثلاثة عقود .. وتفسير ذلك وجود خلل بائن – إن لم يكن ضعفٱ- في أداء عرمان أو حمدوك أو الاثنين معٱ.
★ *اثنا عشر:* عجز عرمان ومن خلال استقالته المطولة في ايراد أي إنجاز له خلال عمله .. سوى لقاء قاعة الصداقة الشهير وادعاء توحيد قوى قحت ..بينما يكاد يجزم الجميع أن اللقاء المذكور كان بداية تشظي قحت
★ *ثلاثة عشر:* واضح ان حمدوك غير راغب في وجود ياسر بجانبه.. لذلك بدأ الحزن واليأس في لغة عرمان وهو يذكره بعلاقه السنوات بينهما وتشاركهما رؤية السودان الجديد – وهم يعيش فيه عرمان- فناشده في ختام استقالته ان لا ينقطع حبل الود بينهما.. قبل أن يتمنى ياسر التوفيق لحمدوك وأسرته.
★ ومهما يكن من أمر فإن عرمان وباستقالته كتب نهايته السياسية.
*سبب جديد*
نكتب غدٱ ان شاء الله عن (اخوان تركيا).

Exit mobile version