★ ظللت اتابع منذ نحو عامين اهتماماً فوق المعدل من قبل البعض ‚بالسودانيين من أبناء الحركة الإسلامية المقيمين بتركيا .. الاهتمام ينصب في متابعة اخبارهم بصورة اقرب للتلصص ونسج القصص غير المحبوكة ..والتي لا تخلو من تضخيم.. مع أن السكن والاقامة في تركيا ارخص من السودان
★ الذي يدعو للدهشة أن الانشغال باخوان تركيا لم يكن من لجنة إزالة التمكين – سيئة الذكر – .. والتي لم تثبت تهمة فساد على أي اسلامي بتركيا أو غيرها .. وهو ذات حالها في كل أعمالها منذ تكوينها .. وحتى حلها غير مأسوفاً عليها.
★ لكن تقفي الاثر وخلق حالة من التشويش ولفت الأنظار بشان الإقامة في استانبول يأتي من إخوانهم في السودان .. وهو أمر غريب .. وفيه قدر كبير من التحامل والتجني عليهم وعلى أسرهم.. مع إغفال متعمد لدورهم طيلة الحقبة الانقاذية.. مع العلم أن أرفع ثلاثة شخصيات بعد المشير البشير مباشرة لايقيمون بتركيا.. ولا صاحبي أرفع منصبين تنظيميين (الحركة والحزب).. وبالتالي (النجيهه في شنو)؟.
★ بصراحة حديث البعض في الخرطوم عن إخوانهم واخواتهم باستانبول لا يخلو من الحسد والتشهير بهم دون سبب مقنع.. وهي حالة سودانية في تنامي ملحوظ.. قاعدتها أن البعض ينسى خطاياه ويستعظم خطايا غيره.. يعاتبون إخوانهم بالإساءة اليهم.. مع يقينيقي أنهم ليسوا فوق النقد الموضوعي.
★ أن تحين التعريض باخوان تركيا واحدة من تجليات أزمة الإسلاميين .. وتؤكد جلياً مواصلتهم لسياسة الكيد والحفر .. والانشغال بأنفسهم لا الاخرين والتي أوردت المشروع الإسلامي مورد الهلاك .. لم (يستفيقوا) حتى اللحظة ويدركوا أن قحت (حكمت) والانقاذ (ذهبت).. ولم (يستفيدوا) ليقيموا التجربة هل (كسبت) ام (خسرت).
★ عندما تحاصر أحد منتقدى اخوان تركيا بالاسئلة عن اي جرم (اقترفوه) أو مال (نهبوه).. أو سر لقحت ( افشوه) .. أو زحف (أفشلوه).. أو إسناد للدعم السريع (قدموه) .. يجيبك وبارتباك يغطي وجهه (ماناس حاره).
★ وكأنه لا يهدأ له بال الا ليرى معتز موسى أو الدكتورين فيصل حسن ابراهيم وفضل عبد الله فضل.. أو السفيرين محمد عطا المولى وسناء حمد مع شيوخهم في سجن كوبر .. دون تهم أو محاكمات.. ليكون المصير لا أحد يسأل عنهم ولا يتفقد أسرهم .. بل ولا يكلف نفسه بالمشاركة في وقفة احتجاجية مناصرة لهم.
★ يجهل أولئك ان القاموس السياسي يخلو من عبارات (هربوا) و (ماناس حاره) .. أو حتى الشعور تجاههم (بالخجل) إزاء اختيارهم الإقامة بتركيا.. السياسة (كر) و(فر) .. ومثل فرض الكفاية .. إذا قام اخوان الداخل باي (حراك) يسقط عن من هم بالخارج.. وقحت لا تحتاج كثير جهد يدفع اخوان تركيا للعمل التنظيمي .. لذلك تجدهم تفرغوا لأعمالهم الخاصة وجميعهم يحملون درجات علميه رفيعه وأصحاب خبرات.
★ أن اللجوء للخارج ليست بدعة اخوان تركيا .. بل هي أدبيات معروفة في العمل العممل السياسي ‚أما لممارسة المعارضة أو اتقاء كيد النظام الجديد ‚ وما اعظمه ظلم قحت.. وقبل عقود اختار الشريف حسين الهندي معارضة مايو من لندن وطرابلس .. حتى لاقى ربه بأحد فنادق العاصمة اليونانية.
★ كان الشريف متحالفاً مع الإسلاميين الذين قادوا من الخارج ضمن تحالف حركة (يوليو 76).. التي أرغمت نظام مايو على المصالحة الشهيرة في (7/7/1977).. وتدون دفاتر التاريخ مغادرة الامام الراحل الصادق المهدي البلاد سرأ الى إريتريا في 1996 يوم زفاف كريمته عبر عملية (تهتدون) في 1996.. عاد بعد نحو أربعة سنوات ب (تفلحون).
★ وفي الشقيقة الجزائر اضطر عبد العزيز بوتفليقه لمغادرتها في الثمانينات بعد تجريده من حقيبة الخارجية وطرده وأسرته من فيلا الحكومة مفضلاً المنفى الاختياري ليعود بعد سنوات ويبدأ رحلة الصعود .. حتى حكم بلاده لسنوات طويلة.
★ أما في تونس لايزال رئيسها السابق
المنصف المرزوقي في حالة كر وفر مع أنظمة بلاده .. عارض نظام زين العابدين بن على الذي زج به في السجون .. وخرج ليختار العيش في المنفى الاختياري في فرنسا.. لتدور الايام ويخلف بن على في السلطة.. ليحزم حقائبه صوب باريس مجدداً معارضاً وبقوة الرئيس قيس سعيد .. الذي أصدر الشهر الماضي مذكرة توقيف في حقه.
★ ومهما يكن من أمر ‚دعوا اخوان تركيا وشأنهم .. حتى لا تنطبق عليكم مقولة مالك بن نبي ( في العالم أكداساً من الكراهية والحقد لابد من تصفيتها).