(1)
كشف مجلس الصاغة أمس في حديث لـ “الإنتباهة” أن الذهب مازال يُهرَّب إلى دول الجوار…في السابق على أيام نظام البشير المخلوع كنا نسمع أن أكثر من 50% من إنتاج السودان من الذهب يتم تهريبه إلى دولة خليجية واحدة وعبر مطار الخرطوم الدولي وعلى عينك يا تاجر ولا أحد يسأل أحداً… أما الآن وفي ظل ثورة الشعب السوداني التي تفجرت من أجل وضعُ حدٍ للفساد وحماية موارد البلاد من التهريب والإهدار، توسعت عمليات التهريب لتعم كل دول الجوار براً وبحراً وجواً…!!!! يحق لك صديقي القاريء أن تبكي بقلب صديع…
(2)
في يناير2018 كشف وزير الصناعة موسى كرامة، عن تفاصيل عمليات تهريب الذهب عبر مطار الخرطوم إلى خارج البلاد خلال العام 2015م، وقال أمام البرلمان يومها، إن الإنتاج الحقيقي من الذهب يبلغ (250) طناً في العام وليس (100) طن كما أعلنت الحكومة، وأضاف أن المعلومات تشير إلى أن الإنتاج (70) طناً والصادر (25) طناً، وقال أن الحقيقة الماثلة أن هناك حوالي (102) طن يتم تهريبها إلى دبي… عندما تكذب الحكومة وتضلل الرأي العام ومؤسسات الدولة الأخرى بأن الإنتاج لايتجاوز الـ (100) طن في العام بينما هو أكثر من (250 ) ، وأن الصادر 25 طناً بينما المُهرَّب إلى دولة واحدة يصل إلى 102 طن ، عندما يحدث هذا من الحكومة، فلك أن تتصور حجم الفاجعة، ويحق لك أن تزرف دماً بدل الدموع…
(3)
وفي تقرير صدر في سبتمبر من العام 2016- قدر خبراء بالأمم المتحدة أن الذهب المُهرَّب من السودان إلى دولة خليجية في الفترة ما بين 2010-2014 بلغت قيمته 4,6 مليارات دولار…
(4)
وفي ورشة عُقدت بالخرطوم أشار وزير الصناعة موسى كرامة إلى أن تهريب الذهب يتم عبر كل المنافذ، خاصةً مطار الخرطوم، والذي اعتبره أكبر منفذ تهريب، إلا أن التهريب لمصر عبر الطريق البري أصبح يُشكِّل هاجسا أكبر…هكذا المسؤولون يكتفون إزاء هذه الكارثة بـ (التعبير عن القلق والهواجس) مثل بيانات الأمم المتحدة إزاء مجازر إسرائيل للفلسطينيين ، لم يتبق للمسؤولين إلا أن يطلبوا من الشعب السوداني (ضبط النفس) حيال التهريب الذي تحول إلى نصل مسموم في خاصرة الإقتصاد السوداني…
(5)
ووفقاً لتقرير صحافي سابق ، كشف أفراد من العاملين في أمن النقل الجوي وعمال الشحن والتفريغ وموظفين بالشركات العاملة بالمطار، عن وجود شحنات من مخلفات التعدين دخلت المطار معبأة في براميل بلاستيكية على أساس أنها عيّنات رمال في طريقها للتحليل بألمانيا ، وسبق أن غادرت شحنتان من تلك المُخلفات، وصلت كميتها إلى 4 أطنان، وفي المرة الثالثة ، في أغسطس من عام 2017، منعت المناوبة الليلية بالمطار مغادرة شحنة رمال معتادة عبارة عن طنّين بقيادة ضابط جمارك برُتبة نقيب، ساورته الشكوك وطالب بفحص الشحنة بالمعمل المركزي للهيئة العامة للجمارك ، وعلى الرغم من أن المستندات الرسمية للشحنة أفادت بأن الشحنة عينات رمال تخص شركة تعدين يملك الراحل “عبدالله حسن أحمد البشير”، شقيق الرئيس المعزول، أسهمًا فيها، لكن الفحص العينات كشف أنها مخلفات تعدين بها نسبة عالية من الذهب الخام.
وتم نقل النقيب الذي منع مغادرة الشحنة بعدها إلى إحدى الولايات الحدودية بعد الواقعة بيومين، حسب إفادات زملائه بمطار الخرطوم.
(5)
من المفارقات أيضاً وفي فبراير الماضي أكد نائب رئيس المجلس السيادي حميدتي، أن هناك جهات لم يسمها قد أوصلت تهديدات له بالقتل، محذّراً مما سماها “مافيا تهريب الذهب” ومعها جماعات تعمل على تعطيل مسيرة اقتصاد البلاد…ولك أن تتخيل حجم “الحكاية” عندما يصل الأمر إلى تهديد حميدتي (ذات نفسو)…بينما هناك الكثير من أصابع الإتهام تشير إلى أن حميدتي يستولي على ذهب جبل عامر دون حسيب أورقيب…
(6)
وفي 23 أكتوبر 2021 كشف عضو لجنة إزالة التمكين “المجمدة” صلاح مناع عن تدخل رئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان و رئيس الأركان ومنعهما تفتيش طائرة بمطار الخرطوم تحمل صناديق يشتبه أنها تحمل ذهب مهرب رغم أن أمر التفتيش صدر من النيابة والمباحث…وفي منحى آخركان مدير الشركة السودانية للمعادن مبارك أردول يشتكي من مسؤولين حكوميين متورطين في تهريب الذهب ويحظون بحماية الحكومة ويطالب برفع الحصانة عنهم….المشكلة أننا لم نسمع بمحاكمة أحد ولا حتى مساءلة ،وبالطبع لا براءة ولا إدانة..(بالله نحن مُش ناس مختلفين…حكومة وشعب مين زينا، مين زيَّنا…!!! …اللهم هذا قسمي فيما املك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله وثق أنه يراك في كل حين.