▪️لا أحد يشكك في أن القوة المشتركة العاملة بدارفور ستنتصر في كبح جماح الفوضى ووقف الإقتتال القبلي والتفلتات الأمنية، لكن الكثيرين يتساءلون عما إذا كُنّا سنربح السلام الذي يلي ذلك.
▪️هناك شئ لم يتم التفكير فيه ملياً بعد، وهو أننا ما زلنا أسرى لنظريات وإستراتيجيات قديمة بشكل النزاعات وعمليات الأمن الداخلي والحروب الداخلية، ففي هذا الصدد نحن بحاجة لفكر جديد بعيداً عن المفهوم السائد بأن “الحرب هي نتاج لفشل السياسة والوفاق داخل دولة ما”، فالتجارب أثبتت أن الحروب داخل الدولة الواحدة لا تحل شيئاً، فمع تطور المفاهيم وتقاطعات القوى الكبرى المهيمنة على العالم بات لدينا اليوم عولمة لكل الأمور، فحتى مسائل السيادة والقرارات والحروب الداخلية أصبحت تخضع لمقاييس وضغوط ومقاربات وتدخلات، وبالتالي فربما يصبح من الملائم التفكير من جديد بشأن استراتيجيات وأهداف عمليات الأمن الداخلي والحروب الداخلية، فالمسألة أصبحت لا تتعلق بما إذا كان شعب دولة ما، يرغب في تحقيق المزيد من الديمقراطية ونيل قدر أكبر من الحريات، أو ما إذا كان يرغب في أن تكون له مصلحة في مستقبل مستقر، المسألة أصبحت لها أبعاد أخرى تستغلها الدول الكبرى لتكريس مزيد من الهيمنة وتسيير الأمور لتتماشى مع مصالحها الخاصة.
▪️أن تحقيق الهدف وإعادة السلام والأمن لدارفور لن يتم إلا بتضافر جهود ضخمة ومشتركة تقوم بها مختلف أجهزة الدولة ومؤسساتها وبمعاونة الإدارات الأهلية والمواطنين، وأن تكون هناك خلية أزمة خاصة بدارفور تتابع وبشكل مستمر كل التقارير وأعمال القوة المشتركة وأن تدرس وتساير تطور الأحداث حتى لا تفاجئ الدولة بتورطها في صراع مسلح جديد دون إعداد جيد ومدروس.
▪️إن جميع التدابير والإجراءات والجهود التي يجب أن تتخذها الدولة عبر القوة المشتركة في سبيل تحقيق خاتمة مظفرة لما يدور بدارفور يجب ان لا يخرج عن إطار الهدف السياسي الإستراتيجي للدولة، ويجب أن تُبنى خطة القوة المشتركة حال تدخلها على أساس مهام العمليات المتوقعة والمنتظرة وطبيعة الصراع القبلي والإقتتال حول الموارد والمسارات وحماية المواطنين في القرى ومراكز النزوح، وفق قواعد إشتباك جديدة مع التشديد على قادة القوة بإتخاذ الأسلوب الصحيح لقيادة قواتهم والسيطرة عليهم في أقسى الظروف فمعظم أفراد هذه القوات من دارفور ومن أبناء بعض القبائل المقتتلة فيما بينها.
▪️أيضاً يجب الإهتمام بمجموعة الأعمال التي تستهدف التأثير على القوة المشتركة ومواطني دارفور، وتلك الأعمال التي تهدف لتحطيم وحدة الجبهة الداخلية وخلق التناقضات حيال مشكلة دارفور والتي يقوم بها البعض ممن لديهم أجندة مريبة ويستفيدون ويتربحون من مشاكل دارفور بواسطة وسائل الدعاية والشائعات وسائر المنصات الإعلامية المصممة للتأثير على الآراء وإتجاهات الرأي العام، فمن الملاحظ أن الشائعات في السودان أصبحت أداة تساعد على تأجيج الأزمات وبخاصة مشكلات دارفور وفي كثير من الأحيان تتم تعبئة المواطنين هناك بشائعة مجهولة تؤدي إلى وقوع بعض الأحداث الفردية ومن ثم ينطلق على أثرها تسلسل إنفجار الأوضاع.
▪️ *من المؤكد أننا لا نتعلم من دروس الماضي ولذلك يبدو أن ما يدور في دارفور من أحداث وكأنها إعادة لفيلم قديم ردئ.