★ حزمة من المؤشرات ’ تشئ بوجود علاقة بين الحزب الشيوعي واحتجاجات (19) ديسمبر بل كل التظاهرات.. وبشكل أكثر دقة يبدو المحرك لها والفاعل في تفاصيلها.. أو المستفيد الأول من وقوعها.
★ *أولاً:* الترتيب والتنظيم للاحتجاجات خاصة بعد اتفاق (البرهان/حمدوك) دلالة على أنها مسيسة ليس من جانب قحت .. بل جهة متمرسة وهنا يبرز الحزب الشيوعي .. خاصة وأنه ضد شراكة العسكريين والمدنيين .. وظل يسهم في تحريك الشارع وفي أحايين كثيرة دون سبب.. مما كان يسبب قلقاً للحكومة وقحت وحرجاً دولياً لهما بتساؤل كيف يخرج شارع ضد حكومته؟ .. سيما وفي مرات كثيرة تكون التظاهرة دون هدف وتحت شعار مدعاة للدهشة .. لكن القصد المحافظة على لياقة وحماسة الشباب.
★ *ثانياً:* الشيوعي مؤسس (لجان المقاومة) منذ احتجاجات 2013 ويكاد يكون قبلها.. لذلك التنظيم الدقيق للجان المقاومة مؤشر لوقوفه وراءها .. وبالطبع لا نقصد أن كل اللجان تحت سيطرته أو مسيسة .. لكن على الأقل بعض قياداتها تنتسب اليه ..تحرك وتوجه المواكب.. وتبث الحماسة وتردد الشعارات التي تجذب الشباب.
★ *ثالثاً:* أصبحت مايسمى بلجان تنسيقيات المقاومة هي صاحبة الدعوة للخروج إلى الشارع لا تجمع المهنيين كما كان يحدث في السابق .. رغم الأخير في نسخته الثانية تحت قبصة الشيوعيين .. بالتالي اي تفاوض في المستقبل‚ الرابح منه الشيوعي الذي يتخفى وراء لجان المقاومة.. وبدأت اسهم اللجان ترتفع وقد اجتمع بها رئيس البعثة الأممية السياسية بالسودان.
★ *رابعاً:* اختار الشيوعي المعارضة مبكراً في وقت هرول الآخرون نحو السلطة.. مع خلو المشهد من لاعبين كبار يعرفون طريقه تفكيره أمثال الامام الراحل الصادق المهدي .. لكن الشيوعي تعامل بذكاء ودفع بعناصره في المواقع الحيوية مثل وكلاء ومدراء ادارات بالوزارات ومدراء مؤسسات.. لذلك كان أكثر المعارضين وبشراسه لاجراءات البرهان في 25 اكتوبر .. والتي كنست اثاره وحزب البعث في الخدمة المدنية.. ولذلك كثرت التظاهرات مؤخرٱ
★ *خامساً:* يبدو أن الشيوعي عمل على إقصاء أحزاب قحت ..والتي حرر بعضها شهادة وفاته أما باللهث وراء السلطة مثل التجمع الاتحادي (حاز على مناصب أكبر من حجمه مثل عضو السيادي ووالي الخرطوم وغيرها) .. وكذلك تولى قائده بابكر فيصل مقررية اللجنة – سيئة الذكر- (التمكين) .. أو المؤتمر السوداني الذي ظلت قياداته تتعرض للطرد عند المشاركة في الاحتجاجات مثلما حدث للوزيرين المقالين ابراهيم الشيخ وخالد عمر أمس.
★ *سادسا:ً* وصلاً لاعلاه ‚ المستفيد الأول بل الأوحد من ابعاد وطرد السياسيين هو الشيوعي – هذا إن لم تكن عناصره هي التي نفذت تلك الممارسات المرفوضة- .. تبدو عملية الطرد في ظاهرها مقنعة بان الشباب كفروا بالأحزاب .. وبذلك ينفرد الشيوعي بالشارع معتمراً قبعة لجان المقاومة.
★ *سابعاً:* بمرور الأيام بدأت قحت في التلاشي .. وسددت لها (إجراءات 25 اكتوبر) ضربة قاضية واجهز عليها (اتفاق 21 نوفمبر) وقبلهما بروز (قحت الميثاق) .. سعت للعودة للمشهد بندوة شمبات.. رمت بثقلها لإنجاحها بحشد ابرز قياداتها .. حاول ياسر عرمان ايداع رسالة في بريد لجان مقاومة شمبات التي رفضت قيام الندوة ..ارتدى (تيشيرت) أحمر ..فشلت الندوة فشلاً ذريعاً . وكان ذلك من مصلحة الشيوعي لأن قيادات قحت كانت ستتقدم المحتجين أمس .. وعلى غير العادة لم تتهم قحت ’ النظام السابق بافشال الندوة.. ربما لمعرفتها بالعقل المدبر.
★ *ثامناً* يعرف المؤتمر الوطني جيداً كيف يفكر الشيوعي .. لذلك سارع رئيسه إبراهيم غندور – الذي يقبع في المعتقل دون محاكمة – وبذكائه المعهود لمزاحمة الشيوعي على كرسي المعارضة .. وأعلن قيادة حزبه لما اسماها المعارضة المساندة على نسق مايحدث في الغرب .. كانت النتيجة (غندور حبيساً والشيوعي منفرداً بالشارع).. خاصة مع تكالب الأخرين على السلطة وعدم الاكتراث للانتخابات.. والتي حال قامت سيتفاجأ الجميع بترشح اعداد كبيرة من شباب لجان المقاومة.
★ *تاسعاً:* الشيوعي أكثر الأحزاب عداوة للمؤسسة العسكرية منذ ذهاب الانقاذ .. لذلك تطغى الشعارات المناهضة لها ولقائدها وحميدتي في كل مسيرة.. وازدادت عقب قرارات البرهان .. لذلك اخذ الشارع موقفاً متطرفاً مؤخراً برفع شعار ضد العسكريين (لا تفاوض لا شراكة لا شرعية).. ومؤكد للشيوعي علاقة بذلك .. خاصة وأن بقية مكونات قحت لا تعادي العسكريين بشكل سافر – على الأقل قبل إطاحة البرهان بها-.
★ *عاشراً:* الخاسر الأكبر من كل الاحتجاجات خاصة أمس رئيس الوزراء.. الشيوعي يعمل ضده منذ زمن بسبب تركيز حمدوك مع الخارج لا محاكمة واستئصال الإسلاميين وتسليم المشير البشير الى الجنائية .. وهي القضايا التي تؤرق الشيوعي .. ولذلك عندما كانت الاصوات الشبابية غير المسيسة تطالب في الشارع بعودة حمدوك .. وجد الشيوعي ضالته في اتفاق الأخير مع البرهان .. ولقن الشارع لآت ثلاث (لا تفاوض لا شراكة لا شرعية).. تراجعت شعبيه حمدوك ولم يعد له شيئاً سوى تغريدات مكررة لا اثر لها على الشارع .. وهو غير منسجم مع العسكريين .. لذلك نتوقع استقالته.
★ *أحد عشر:* التضخيم الاعلامي وشغل مواقع التواصل بصور نادرة صنيعة شيوعية .. احتجاجات امس ضخمت بشكل توقع معه البعض تنحي البرهان وصدق معها البعض أن شبابٱ سيعبرون النيل سباحة لبلوغ الخرطوم .. أما الصورة فقد حمل شاب كفناً لفت الإنتباه أمس.. وان لم يكن قام بالخطوة بايعاز من شيوعي .. فالمرجح أن الترويج الكثيف للصورة تم بواسطة غرف الإسناد الاعلامي التابعة للشيوعي.
★ *أثنا عشر* شهدت احتجاجات امس إرغام مديرة مكتب العربية والحدث بالسودان للزميلة لينا يعقوب مغادرة مكان الاحتجاجات .. بعد هتافات ضدها .. وحال تجاوزنا اتهام الشيوعي بالضلوع في الحادثة التي قوبلت باستنكار .. فإنه المستفيد الأول فما حدث المقصود منه الخليج صاحب القناتين والمؤيد لاتفاق البرهان وحمدوك.. والخليج هو الجسر الذي عبر من خلاله البرهان الى إسرائيل.