إن تسريب خبر إستقالة عبدالله حمدوك ـ واضح أنه يهدف إلي إبتدار حملة إعلامية وإفتراع مسارات للحديث عن الرجل لتحسين صورته الذهنية التي لحقت بها بعض التشوهات ـ ولصرف الأنظار عن فشله وعدم قدرته تقديم ما يفيد السودان حكومة وشعبا ـ وإعادة إنتاج حمدوك من جديد وتسويقه للشعب السوداني بعدما نفدت قيمته السياسية وظهر عوار فكرة التمسك به كمنقذ ومخلص وطني ـ ولذلك إن خبر الإستقالة شكل مدخلا لروايات صحفية وإعلامية بدأت تتحدث عن المخاوف وتحذر من السيناريوهات المتوقعة إذا إستقال حمدوك وذلك لتخويف الشارع من مخاطر الإستقالة وإجباره علي قبول الأمر الواقع مع أن أبسط مواطن متيقن تماما أن حمدوك لا يجروء وحده علي الإستقالة وحتي لو تمت ستكون هناك جهات فعلتها بالنيابة عنه لكنه لا يفعلها عن نفسه بالأصالة هذه حقيقة مسلم بها ـ ولو ملاحظين وحتي تستوي الحبكة ويتسرب الدواء بدأ الحديث عن تدخلات دولية ومحلية أرجأت الإستقالة لمدة إسبوع .. وفي نفس الوقت لم تعلن أي جهة رسمية ولا حمدوك نفسه عن صحة الخبر من عدمه ـ لا اثبات ولا نفي ـ !! وهذا يعني ان الخبر مصنوع من قبل لجنة إستشارية معنية بصناعة الخط والمحتوي الإعلامي والسياسي والهدف إعلامي سياسي للضغط في إتجاهين ـ أن يلعب حمدوك ضاغط مع العسكريين لتمرير أجندات آخرين يقفون في الخفاء ويلعب ضاغط في نفس الوقت مع المكون المدني الرافض لإتفاقه مع البرهان وعودته ويعتبر حمدوك باع قضيتهم وشرعن لما يسمونه إنقلابا ـ يحدث كل ذلك والشعب السوداني لا ناقة له فيه ولا جمل وهو غير معني بالإستقالة وإن حدثت لن تحل مشكلاته في التنمية والمعاش اليومي ـ كل أمل المواطن السوداني بات معلقا علي الإنتخابات المتوقعة في 2023م ـ وأي حزب سياسي شاطر عليه أن يلعب في هذا الميدان ويعزف علي هذا الوتر الذي يبدو وترا حساسا لبعض الأحزاب الصغيرة التي يخلو رصيدها الجماهيري من القواعد ولا تمتلك برنامج يمكن تسوقه للشعب ويشتريه منها .. إن كثير من الاحزاب السودانية اصبحت برامجها بضاعة بايرة وكاسدة ولن تجد من يشتريها ولذلك تجتهد كي تتحالف مع المكون العسكري لتحكم بوضع اليد وقوة سلاح العساكر .. في ظل كل هذا هناك حملات ومحاولات وخطوط تضليلية من الحزب الشيوعي هدفها الرئيسي التمسك بـ عبدالله حمدوك من هذه التحركات موقف تجمع المهنيين الذي قاله الناطق الرسمي بإسمه الوليد علي الذي قال : ( حمدوك إذا قعد أو مشي لا يفرق كثيرا ) .. هذا التصريح يؤشر يمين وهو منحرف شمالا وتجمع المهنيين معروف أنه واجهة للحزب الشيوعي .. ملخص الذي يحدث هو إحداث الخلخلة حتي لا يكسب أصحاب مشروع البديل الديمقراطي مساحة ويلعب اليسار والاحزاب العلمانية الصغيرة علي عامل الزمن لتضييق الوقت لإجراء الإنتخابات ويضعوا الجميع إمام خيارين اما تمديد الفترة الانتقالية ويستمروا هم بهذا الوضع المضطرب ـ وإذا تمسك الجيش وحلفاؤه بقيام الإنتخابات في مواعيدها 2023 م ورفض فرض البديل غير المنتخب ـ ولا حكم الا بتفويض الشعب سيذهب اليسار وأحزابه الصغيرة إلي الخيار الثاني وهو مقاطعة الإنتخابات وتدبيج الحجج والاعذار الغير موضوعية والاخير خيار العاجزين ـ أمر آخر خلف تصميم الحملات الاعلامية علي شاكلة إستقالة حمدوك هو تشتيت الكرة لحملات أخري نجحت في كشف العمالة للأجنبي وكشف فساد لجنة التمكين والمطالبة بمحاسبة اعضائها ـ ولذلك اليسار في 19 ديسمبر غير خطته الاعلامية المبنية علي المواجهة مع العساكر والشرطة وإستثمار مخلفات وخسائر هذه المواجهات المتمثلة في الدماء والموت .. وإستبدلها هذه المرة بالمرأة وقصص الإغتصابات وغيرها .. وعلي مستوي العداوة مع العساكر ان الحزب الشيوعي إكتشف خطأ معاداة الجيش وقيادته لانه يؤدي الي توحدهم ضده فغير هذه الخطة بالعداء والهجوم التدريجي حيث بدأ يعبأ الشباب ضد قيادة الجيش والمكون العسكري المتمثلة في البرهان وحميدتي وكباشي وآخرين ومحاولة محاصرتهم بملفات مثل فض الاعتصام وقتل المتظاهرين وما يسمي بانقلاب 25 إكتوبر لتحييد الجيش كمؤسسة وفي هذا تظهر صور إستعطاف الجيش والمصافحات بين عناصره والثوار فهذه مشاهد مصنوعة بعناية مثلها ومشاهد الشباب الذين يؤدون الصوات والمشاعر الدينية يوم 19 ديسمبر وذلك لمخاطبة فئات شبابية من الثوار كانت لديها تحفظات علي سلوك اليسار واهدافه .. حمدوك ومستشاروه يريدون صرف الشعب السوداني عن قضايا معاش الناس والانهيار الاقتصادي ـ وتردي صحة البيئة وغياب الحكومة المركزية عن الولايات وغياب قضايا الولايات مركزيا وضعف الاهتمام بها ـ الملخص أن المستهدف الوطن والاسلام وليس الاشخاص والجماعات والتيارات السياسية .. هذا للعلم والتنبيه ..