▪️الآن وبعد الاستقالة الرسمية لحمدوك سيتنفس الذين كانوا علي دراية ومعرفة بخطورة المشروع التدميري الذي كان يقوده الرجل المخلص لفكرة ومجموعة كان أحد أضلعها وركائزها التي تمت صناعتها بامتياز .. لم يكن حمدوك رئيس وزراء الثورة التي تولدت عقب الإحتجاجات التي أطاحت الإنقاذ ..حمدوك كان رئيس وزراء الثورة التي صنعتها ورعتها جهات ومنظمات ومؤسسات دولية ودوائر استخبارات خططت لوضعه في كابينة القيادة لتنفيذ برنامج واضح المعالم ومشروع محدد المسارات والغايات ..
▪️سيكتشف الكثيرون بعد استقالة حمدوك تفاصيل وخلفيات الإجتماعات واللقاءات السرية والعلنية التي شهدتها أديس أبابا قبل أشهر من سقوط الإنقاذ وكان رئيس الوزراء المنصرف أبرز الحاضرين والفاعلين في رسم معالم مرحلة مابعد سقوط البشير ..مرحلة لا علاقة لها بالذين خرجوا في شوارع الخرطوم محتجين علي غلاء المعيشة وضيق الحال وتردي الخدمات وهي القضايا التي لم يخاطبها حمدوك طيلة فترة جلوسه البائس علي كرسي رئيس الوزراء ، فقد كان مشغولاً بقضايا مشروعه المرسوم سلفاً في التأسيس لدولة علمانية تجاهر وبلا حياء بقضايا كانت مركز اهتمام حمدوك والذي أتاح فرصة واسعة لتنامي أصوات المثليين والسكاري والمجاهرين بالمعاصي ليست الأخلاقية وحسب ، بل فتح الباب علي مصراعيه لعودة الربا وتقنينه عبر البنوك والمصارف السودانية ومضي في خطوات مدفوعة القيمة لتغيير وتعديل بنية وقواعد وسياسات التعليم في السودان بالتركيز علي إحداث هزة وزلزلة بأعلي مقاييس الصدمة في مناهجنا ومدارسنا ورياض أطفالنا وبلغ بنا الهوان مبلغه أن تتولي جهات ومنظمات وبنوك أجنبية تمويل طباعة الكتب المدرسية لأبناء وبنات السودان!!
لم يكن حمدوك يستحي أو يخجل أنه يتعامل مباشرة مع دول ومؤسسات أجنبية تدفع رواتب مستشاريه ومعاونيه في مجلس الوزراء السوداني الذي صار مستباحاً تدخله شخصيات أجنبية تقضي سحابة نهارها في مركز معلومات بلادنا تأخذ ما تريد من أسرار وملفات أمننا القومي الذي تم فتح خزانات أسراره كاملة أمام أعوان وأصدقاء حمدوك من كل بقاع الأرض فهم ذاتهم الذين كان يعنيهم الخليفة ابن عمر محمد أحمد عندما كان يهز جنبات الميدان الشرقي لجامعة الخرطوم قبل 32 عاماً وهو يقدم الشيخ الترابي في الندوة الأشهر في تاريخ الإسلاميين قبل اندلاع الإنقاذ ..قال ابن عمر يومها يلخص هشاشة وخطورة المشهد السياسي والأمني في تلك الأيام لقد جاءنا من كل خمّارة ٍ مخمور .. ومن كل سفارة ٍ مأجور) ..
▪️نقولها اليوم وبعد كل تلك السنوات .. لقد جاءنا حمدوك من كل خمارة ٍ بمخمور .. ومن كل سفارة ٍ بمأجور .. ولهذا لم تصاحبه البركة ولم يحالفه التوفيق فظل يتردي ويتخبط من فشلٍ إلي فشل .. ومن خيبة ٍ إلي خيبة حتي غادر كرسي الوزارة مغضوباً عليه تشيعه لعنات المخلصين والمحبين لهذا الوطن الذي يستحق رئيس وزراء بملامح وسمات رجولة وشهامة ووطنية وقوة إرادة في اتخاذ القرار تشبه تراب وشعب وطينة السودان ..
▪️لم يكن حمدوك خبيراً اقتصادياً ولا منقذاً سياسياً وهو ماعايشه السودانيون جميعاً .. أما أهل الاقتصاد والخبرة والدراية فيعلمون أن حمدوك كان مثل( الفقاعة المضاربية) speculative bubble (أو اقتصاد البالون) وهو وصف لحالة تحدث عندما تتسبب المضاربة علي سلعة ما في ارتفاع سعرها بطريقة تؤدي إلي تزايد المضاربة عليها ، حينها يبلغ سعر هذه السلعة مستويات خيالية ، كما في بالون منتفخ في الهواء ، حتي يبلغ مرحلة مايُسمي بانفجار الفقاعة أو البالون ، وحدوث هبوط حاد ومفاجئ في سعر هذه السلعة ..
▪️عزيزي المحبوب عبد السلام : أحزنني أنك كنت من المضاربين في فقاعة حمدوك والمراهنين بالرجاء الخايب علي بقائه والتعويل عليه لانقاذ البلاد والعباد من ورطة الراهن السوداني ..حمداً لله الذي خيّب رجاءك مع آخرين وشكراً لحمدوك الذي صفعكم باستقالته !! ..ليتك عزيزي المحبوب تعكف مع حمدوك علي كتابة مذكراته من شتات فقاعته التي (طرشقتها) حصافة الشعب السوداني الذي يستحق رئيس وزراء أفضل مليون مرة من صديقكم المنتهية ولايته عبد الله حمدوك !!