بعد أن فعل الطيار الروسي فعلته التي فعل، وقام بعملية هبوط اضطراري بصورة مباغتة، نتيجة إخطار كاذب، هل تم توقيفه ومساءلته؟ وكيف نام أحدكما في حضن زوجته، وهاهي رفيدة زوجة حسام المغدور تهدهد أطفالها الصغار، وتنتظر نصفها الآخر المخطوف، دون أن يعود أو تعود حقائبه، كأخر ذكرى عالقة.
تحكي رفيدة مدكور عن زوجها المكافح المُسالم، الذي خرج من بلده منذ خمس سنوات بحثًا عن الأمان؛ وتقول “استقر في السودان بشكل قانوني وحاول إيجاد فرصة عمل لتوفير حياة كريمة لي ولأطفاله الصغار، وعاش في السودان سالمًا مُسالمًا، يشهد بذلك كل من تعامل معه” ومع ذلك لم تبلغه طائرتكما مأمنه، أيها الرجال الأثرياء!
لطالما تباهت بدر للطيران أنها حاصلة على شهادة المشغل الجوي (AOC) لكنها مع ذلك فشلت في التعامل مع إشارة خاطئة، لدرجة كلفتها إرسال طائرة بديلة وتعريض راكب وثق فيها لخطر كبير، لا يقدم عليه صاحب ضمير وخلق، وأثارت حولها دخان هائل من الشكوك غطى على خيوط الدخان الكاذبة في المحرك إياه.
إنها لمن قواصم المروءة والكرامة أن يقدم أي طرف على الغدر بمن استأمنه روحه، سواء كان ذلك شركة طيران أو حكومة بلد، أو الأجهزة المصرية التي لم تعبأ بما ترتب على فلعتها على سُمعة دولة جارة، سيما وأن الزوجة ذكرت أن حسام تم إيقافه من قبل جوازات الخرطوم لمدة تزيد عن ساعة، ثم سمحوا له باستكمال الرحلة، وهنا ثمة حاجة للتوضيح من جوازات المطار تحديداً.
لماذا تم توقيفه لمدة ساعة؟ بل كيف علمت المخابرات المصرية بقدومه، وهل بلادنا مستباحة إلى هذا الحد؟ ألا يكفي جريمة تهريب وهدر ثرواتنا القومية؟
ولعل من التزامُنات الغريبة وجود (شراكة) حديثة بين بدر وأكاديمية مصر للطيران، من أجل التوسع مع العملاء فى مجال التدريب وزيادة الحصة التسويقية والبيعية،
وأخر أنشطة تلك (الشراكة المريبة) دورة التدريب الأرضي على طراز B737-500 وتطوير ما أسمته مصر للطيران بالـ(التعاون الاستراتيجي)، وهذا يجعل من الواقعة الأخيرة حالة معملية للشكوك والتساؤلات المؤرقة.