تناولنا في المقال الأول أن إنسان غرب كردفان يعاني تردي الخدمات في الصحة والتعليم ومياه الشرب وجميع جوانب حياته، وهذا العام والعام الماضي واجه المواطنين ظروفا حرجة أصبحوا فقراء على ضوئها بسبب المواسم الزراعية الفاشلة وتدني أسعار المحصولات وقلة الانتاج يضاف الى ذلك ظواهر الحروب القبلية التي ترتب عليها نزوح وقرى مهجرة وأخرى محروقة وأيتام وأرامل وفقر وفاقة يعلمها جيدا وزير المالية أم بده الذي لم يكلف نفسه يوما الوقوف الى جانب حالة أزمة واحدة منذ توليه الوزارة ولا مساندتها بينما ظل يبدد ويسخر أموال الفقراء بالولاية للصفقات وشراء السيارات الفارهة لمساعدته ووزارته في جمع الاتاوات والضرائب من المواطنين والبسطاء الذين يبيت بعضهم وفي هذه الظروف الحرجة جوعا.
وإذا سلمنا أن أسطول السيارات الفارهة يمكنه فعلا من جمع الاتاوات والضرائب أين ستذهب هذه الأموال وأين توظف وهل على مدى الثلاثة السنوات التي يشغل فيها وزير المالية منصبة افتتح مدرسة أو مركز صحي او دشن مؤسسة تخدم المواطنين؟ أين أموال البترول التي وصلت تريليونات يا وزير المالية هل تريد أن نأتيك بأرقامها أم أنك تعلمها جيداً ؟ أين عائدات شمال الولاية الخرافية ؟ هل تعلمها وبالفعل تعلمها يا وزير المالية أن سوق محصولات النهود فقط من بين محليات شمال الولاية الخمسة يورد لوزارتك 190 مليون جنيه شهرياً تخصم منها 22% لمقابلة التسيير وكذلك 15% لتحسين بيئة العمل ؟أين هذه الاموال يا الوزير أم بده ؟ وأين تم استخدامها وانعكاسها على حياة المواطن؟ هل رآها مواطنو الولاية في شكل خدمات ؟ بالطبع لا لن يروها ولن تقدموا خدمات أي كان نوعها ..
كل ذلك دعه جانبا سنعود له تفصيلاً وأرقاماً ان شاء الله ولكن لنعود الى مربط الفرس صفقة القرن وصفقة العام 2022م صفقة الأسطول الشهيرة أسطول السيارات التي حيرت كل الذين يعيشون وينتمون لولاية غرب كردفان . هل يا وزير المالية قابلك وزير من وزراء ولايات السودان أقدم على شراء 42 سيارة بوكس موديل متأخر 21 في صفقة واحدة ؟ بالله عليك ان كان لابد منها أما كان لك تقسمها على الأقل 5 بوكس خلال كل خمسة شهور وتوظيف متبقي الأموال على تنمية وخدمة مواطن الولاية ؟ دفعة واحدة 42 بوكس ؟ هل أردتم بصفقتكم هذه يا الوزير ام بده وجه الله ؟ وخدمة انسان الولاية ؟ أم كان تركيزكم على ما يترتب على الصفقة من كمشنات يشيب لها الولدان .
هل اتبعتم الطرق السليمة لتنفيذ هذه الصفقة المشبوهة . هل طرحتم المشروع في عطاء وتمت مفاضلته بين الشركات العامة في مجال السيارات لتقليل سعر البوكس على الأقل ؟ هل أخطرتم جهات الاختصاص على مستوى وزارة المالية الاتحادية بهذه الصفقة وأعني (إدارة الشراء والتعاقد) هل لها العلم بهذا التبديد المخل ؟؟؟ لأن في مثل هذه الحالات عندما تكون الصفقات والتعاقدات والشراء لأي مشروع ولائي كان أو قومي بمبالغ مادية كبيرة تعلم تماما انه يجب مراجعة المالية الاتحادية وقطاع الشراء والتعاقد خصوصا.
إنكم بهذه العملية الغريبة بددتم أموال الفقراء بالولاية وما كان لكم ان تقدموا على هذه الصفقة أنتم حكومة مكلفة حكومة تسيير فقط وحتى نقف على حجم التبديد سنورد لك في المقال القادم حجم المفارقة في الصفقة قيمتها وقيمتها الحقيقية في السوق وفارق السعر وفارق الموديل والماركة وكيف تجاوزتم الشركة الأصل وكيل تويوتا السهم الذهبي الذي طلب منكم فقط أيام قلائل لتوفير الكمية وبأسعار مخفضة وكيف هربت لجنتكم لتغوص في السوق السوداء .
انتظرنا
مرفق لك صور من مآسي المواطنين