في صراعهم مع قوي اليسار وشظايا العلمانيين والمستفيدين والموظفين لدي المنظمات الدولية ، في صراعهم هذا طيلة سنوات مابعد سقوط الإنقاذ لم يطلق الإسلاميون رصاصة واحدة ضد الذين حرضوا عليهم وملأوا الدنيا ضجيجاً ونعيقاً وزعيقاً وحشدوا كل أدوات الاقصاء وفتحوا قاموس الكراهية ولم يتركوا عبارة نابية أو كلمة خادشة للحياء أو تلفيقاً وتجريحاً إلا وأستخدموه ضد الإسلاميين ..
ومع هذا سقطت حكومة قوي الحرية والتغيير وحزب الأمة والمؤتمر السوداني والبعث ومن خلفهم الحزب الشيوعي السوداني ..
سقط هؤلاء جميعاً وبقي الإسلاميون بكامل قوتهم التنظيمية وعافيتهم الفكرية التي ستمكنهم من بعد فضل الله من إعادة النظر في أخطائهم الكارثية وخطاياهم التي أسقطت سنوات حكمهم ومزّقت أوراق تجربتهم طيلة ثلاثين عاماً أثبتت الأيام أن أسوأ سنواتها كانت أفضل بسنوات ضوئية من سنوات حمدوك ومريم الصادق وإبراهيم الشيخ وياسر عرمان !!
سيعود الإسلاميون لأن طريقة تفكير أصغر كوادرهم سناً وتجربة تفوق تجربة من ينظرون لقوي الردة واليسار ..أعني هنا أمثال الحاج وراق الذي لايزال واقفاً في محطة العام1989 ويردد ذات الخزعبلات أن الCIA هي التي صنعت نظام الجبهة الإسلامية القومية وأنه شخصياً مطارد من عناصر المارينز في الخرطوم ..هي ذات الترهات التي ظل الناشطون في صفوف شتات ال64 حزباً يصدقوتها ويبنون عليها مواقفهم وقرارتهم ..
آخر أوهام الحاج وراق أن علي كرتي هو ممثل البشير في إنقلاب حميدتي والبرهان !!
هذا الحديث لوراق يكشف أن من يصنفون أنفسهم مفكرين ومستنيرين داخل قوي اليسار لا يعرفون حقيقة ماجري للبشير ورفاقه قبل دخول جموع الغاضبين إلي محيط القيادة العامة ..
لو كان البشير يملك ممثلاً له داخل إنقلاب الخيانة الذي التحق به مؤخراً البرهان وحميدتي لما آلت الأمور في السودان إلي واقعها الحالي ..
مشكلة البشير أنه جاء بممثلين له في مفاصل الأمن والجيش يأتمرون بأمره .. وفي لحظة فارقة من لحظات التاريخ تحول الممثلون إلي مخرجين .. والنتيجة هي الفيلم الذي يشاهد السودانيون جميعاً حلقاته المتطاولة كل يوم !!