أسامة عبدالماجد يكتب.. *قتل (المتظاهرين) .. (12) ملاحظة

إذ عرف السبب

0

★ *أولاً:* جميع الأطراف ‚ مكونات عسكرية أو مدنية لا تقدم اجابات شافية بشأن عمليات القتل التي تصاحب الاحتجاجات .. الجهات النظامية لا تلقي على الطاولة تفاصيل دقيقة عن الأحداث .. المكون المدني يفشل في تقديم معلومات تعين على التوصل للجناة .. خاصة وأن بعض الأحزاب لديها عناصر تقوم بتأمين المجموعات المحتجه.. أو تراقب تحركاتهم أو تقود وتوجه سير المواكب.

★ *ثانيا:ً* عدم ظهور أي شهود حتى الآن مدعاة للدهشة .. لم يكشف مشارك في الاحتجاجات عن كيفية إصابة أيٱ من الشباب .. فمثلأ يقتل شاب بطلق ناري في الصدر أو الفخذ .. كيف يصاب في الفخذ وهو في وسط الموكب أم الطلقات تنتاش من هم في اطراف الموكب أو مقدمته .. وكيف لايرى المشاركين شخصٱ يطلق النار.

★ *ثالثاً:* قوى سياسية تسارع لتوجية الاتهام للقوات النظامية .. والأخيرة تشير إلى وجود طرف ثالث.. بل الشرطة نفسها قدمت ضابطٱ رفيعٱ (العميد بريمة) وضابط صف واخرين الى جانب عشرات المصابين من منسوبيها.

★ *رابعاً:* الشرطة في بيان لها عقب احتجاجات 17 يناير الجاري ذكرت معلومتين الأولى ذات أهمية .. قالت إنها ناشدت قيادات الحراك للجلوس والتنسيق ولم تجد الدعوة الإستجابة.. ولعمري أمر غريب أن ترفض القوى السياسية تأمين الشباب والحفاظ على أرواحهم.. وعليها أن تجيب لماذا رفضت التعاون مع الشرطة حول مسألة حساسة.

★ *خامساً:* المعلومة الثانية في بيان الشرطة المحكم العبارات هي في غاية الخطورة .. أن المواجهات في الاحتجاجات أصبحت تتسم بالعنف المنظم.. وإستخدام الملتوف وتكتيك أشبه بالعسكري.. وهذا يعني أن التظاهرات أخذت منحى أخر.. أو ان تشكيلات مسلحة أصبحت فاعلة في التظاهرات.. ولعل مقتل عميد شرطة بسلاح أبيض وبصورة وحشية واحدة من تلك المؤشرات.

★ *سادساً:* الإجابة على سؤال من المستفيد من القتل‚ قد تقود إلى الجناة .. قحت أكثر المستفيدين من وقوع ضحايا .. تكسب تعاطفٱ داخليٱ وخارجيٱ .. وتلوي يد العسكريين .. يقربها موت الشباب من السلطة.. القوات النظامية أكثر المتضررين حيث تفقد السند الشعبي وينظر إليها المجتمع الدولي بريبة .. ويجعل الرمال تتحرك تحت أقدامهم. وقد ظل الرئيس السابق عمر البشير في اواخر أيامه في السلطة يردد لمن حوله (يجب أن يتوقف القتل وفورٱ) .. ليقينه أن في استمراره نهايته .. وهو ماحدث بالفعل.

★ *سابعاً:* هناك جهات خارجية مستفيدة هي الأخرى من القتل.. ويمكن أن تكون من دول الجوار أو الدول الشقيقة أو الغربية .. لأن القتل يولد الفوضى ويجعل الأوضاع في حالة سيولة أمنية والتظاهرات في تزايد مما يضعف الحكومة ويسارع من وتيرة تشظي الوطن. مما يمكن تلك الدول من نهب خيرات بلادنا.. خاصة وأن معظم الدول لديها أطماع معلومة في بلادنا الغنية بالموارد .. لكن حلقات مخططات الخارج لن تكتمل دون وجود عملاء بالداخل آملين أن يوصلهم الخارج للسلطة.. أو طامعين أن يغدق عليهم بالدولار.

★ *ثامناً:* تكاد تكون كل عمليات القتل وقعت في مناطق غير حيوية ولا استراتيجية .. ووجود الشباب فيها لا يشكل خطرٱ على السلطات .. مثل المؤسسة بحري أو شارع الاربعين في الموردة أم درمان .. أو موقف شروني بوسط الخرطوم.. مما يعني أن القتل ممنهج وينتظر الجناة أو مستثمرو الأزمات تحقيق مكاسب من ورائه.. مثل إرغام العسكريين على التنحي وهو مطلب عصي التحقيق حتى لو حاول البعض تطمين نفسه والأخرين بقصة ذهاب البشير ومن جاء بعده.

★ *تاسعاً:* لم يحصد الرصاص منسوبي الأحزاب … مثلما قدم المؤتمر الشعبي ‚ المعلم / أحمد الخير .. الذي هز استشهاده البلاد .. وهذا يعني أما أن الأحزاب لا تدفع بكوادرها الى الميدان ولا تتقدم قياداتها الصفوف ساعة (الحارة) وان ظهورهم في الصور ومقاطع الفيديو للدعاية السياسية .. عكس الإسلاميين الذين قدموا الشهداء في الجنوب من المسؤولين وابناء القيادات وشقيق البشير وأقاربه.

★ *عاشراً:* ازدياد أعداد القتلى عقب إجراءات البرهان التصحيحية ملفت للإنتباه ومثير للتساؤلات خاصة عند النظر لثلاثة حقائق .. أن المجتمع الدولي لم يدين العسكريين ولم يعتبر ماحدث انقلابٱ كما تردد قحت .. تراجع السلطات عن أغلاق الجسور وقطع الانترنت (شعورها بالاطمئنان) وأخيرٱ ظلت التظاهرات تشهد انحسارٱ .. بالتالي يظل السؤال قائمٱ لماذا يتكرر القتل ومن يقوم بذلك؟..

★ *أحد عشر:* تولد شعور مدمر وهو التعايش مع القتل .. ويطرح في مجموعات التواصل الاجتماعي عند كل تظاهرة السؤال القاتل (ماتو كم الليلة؟).. وهذة ظاهرة خطيرة تحتاج دراسة ومعالجة سريعة.

★ *اثنا عشر:* طال الزمن أو قصر ستظهر الحقيقة .. القتل والظلم عقابهما الرباني غير مؤجل الى يوم الأخرة.. فالدما

ء لا تضيع هدرٱ.

اترك رد