من البر..
ونتحدث عن مثلث برمودا..
فهنالك ما هو مائي منه ؛ وهو الكائن في المحيط الأطلسي..
وهو بين برمودا…وبورتوريكو…وفلوريدا..
ومساحته نحو مليون كم مربع…وإليه تُنسب عديد الظواهر الغريبة..
ومنها جنون البوصلة فور ولوجه..
ثم حالات اختفاء لسفن…وغواصات…وطائرات ؛ دونما أسباب منطقية..
وغموضه هذا بات مصدر إلهام للمبدعين..
فقد اهتم به كتاب…وروائيون…وصحفيون…وسينمائيون..
ومن السينمائيين هؤلاء المخرج الشهير سبيلبرغ (لقاءات من النوع الثالث)..
وكتب جورج العاشر مقالة يؤيد فيها هذه الظواهر..
وجاءت بعنوان (لغز عند بابنا الخلفي)…وكان ذلك في العام 1952م..
وتتحدث عن حادثة الرحلة (19)..
فقد كان آخر ما سُمع من قائد الرحلة هذه شيئاً يدعو إلى أشد الحيرة..
وبعدها انقطع الصوت..
وهو قوله (ندخل مياهاً بيضاء…الآن صارت خضراء…لا نعلم أين نحن)..
ثم هنالك فيلمٌ عن المثلث نال شهرة عالمية..
ولا أذكر اسمه ؛ ولكني أذكر أحداثه…أو تكرار أحداثه هذه إلى ما لا نهاية..
أو بالأصح تكرار أحداث مآسي شخوصه..
مثل مأساة سيزيف مع صخرته..
أو مآسي أصحاب الجحيم مع حالة اللاموت واللا حياة ؛ عذابات تتكرر..
وحاول الكثيرون التوصل إلى تفسيرات منطقية..
فكان بعض ما هو منطقي – في نظر قائليها – يبدو غير منطقي لدى متلقيها..
ومنها ربط الظاهرة بقارة أطلانطس الغارقة..
وقيل أن سكانها كانوا على درجة عالية من الحضارة…بمقاييس ذلكم الزمان..
بل حتى بمقاييس زماننا هذا..
ومن ثم فإن مخلفات حضارتهم التكنلوجية ما زالت ذات تأثيرات قوية..
وتأثيراتها هذه هي مصدر التشويش..
فالبوصلة تفقد بوصلتها…والعقول تفقد عقلانيتها…والاتجاهات تفقد اتجاهاتها..
فيرى العقل المياه بيضاء…ثم زرقاء…ثم يحدث اختفاء..
ولم ترس العقول على بر فيما يلي عجائب برمودا..
لم تفعل ذلك بعد ؛ فإذا بها تُفاجأ الآن بعجائب مماثلة في الفضاء..
فقد ظهر مثلث برمودا فضائي..
ويفعل في سفن الفضاء ما يفعله مثلث المحيط في سفن الماء..
وإن كان على نحو أقل..
فما من اختفاء حتى هذه اللحظة ؛ ولا رؤية فضاء أبيض…ثم أزرق..
ولكن عقول علماء الفضاء حدث لها تشويش..
ولا يمكن لأي عقلٍ منها أن يتجه إلى قارة أطلانطس بحثاً عن تفسير..
فهذه تحت الماء ؛ والمثلث الجديد في عمق الفضاء..
فصار لدينا الآن – إذن – مثلثان برمودويان..
مائي…وفضائي ؛ ولكن من قال إنه ما من ثالث بري لتكتمل أضلاع المثلث؟..
إنه هنا في السودان..
أو السودان جزء منه…أو ربما هو مركز هذا المثلث البري..
فأحداثه تتكرر إلى ما لا نهاية..
فالعقل قد يرى كل حدث منها أبيض…ثم أزرق…ثم يختفي..
تختفي لتظهر من جديد..
تماماً كأحداث ذلكم الفيلم الذي تقوم قصته على غرائبيات مثلث برمودا..
فكل حدثٍ عندنا تظن أنك رأيته من قبل..
أو عايشته من قبل…أو سمعت به من قبل…ثم تعايش حدثاً جديداً..
أو هو قديم متجدد..
فقد تراه أبيض…ثم أزرق…ثم يختفي ؛ يختفي ليظهر من جديد..
يظهر بتفاصيله كافة…وإن لم يكن بشخوصه ذاتها..
والخلاصة أن بلادنا تشابه مثلث برمودا المائي في بعض صفاته..
التشويش…التكرار…والطرد..
ونعني بالطرد أن مثلث الماء هذا طاردٌ لكل ما – ومن – يدخل نطاقه..
كأنه لا يريد حياة…ولا يريد حيوية..
أو بمعنى آخر : لا يريد تطوراً…رغم أنه يجثم على حضارة أطلانطس..
بمثلما تجثم بلادنا على حضارات قديمة..
أو ترقد فوقها ؛ ومنها حضارة فراعيننا السمر…السابقة للحضارات..
باستثناء – ربما – حضارة أطلانطس..
ونخلص إلى أنه أمسى لدينا مثلثات ثلاثة الآن ؛ كلٌّ منها برمودوي..
مائي…وفضائي..
وبـــري ؟!.