بشير..
نعم … إضراب عن الطعام يقوم به قادة قحت المعتقلون ..
و إضراب عن الطعام قام به من قبل قادة الوطني المعتقلون …
و الفرق الصغير هو أن قادة الوطني المعتقلين يعلنون الإضراب عن الطعام لأنهم يطلبون تقديمهم للمحاكمة
و أن قادة قحت المعتقلين يعلنون الإضراب عن الطعام حتي (لا) يُقدَّمون للمحاكمة
( فهناك تسعون قضية جنائية تقترب …. )
………
و بشير يقول
: ألا توجد لقحت حسنة واحدة تذكرها ؟
و الجواب …. نعم …
فقحت أعظم ما فعلته هو أنها أعادت الحياة للمؤتمر الوطني
فالوطني كان قد نُخر من الداخل منذ ۲۰۰۵م …
و كان به من هدمه و إعادة بنائه .
و قحت هدمته … حين جاءت .
و قحت تعيد بنائه الآن بالمحاكمات …
………..
فقحت إندفاعها المجنون ضد السودان و ضد المواطن كان شيئاً يجعل كل أحد ينتبه …
و أهل الوطني ينتبهون … و يعرفون ما سوف يقع … و المعرفة هذه تعيد تجميع الوطني .
و الأن ما يعيد بناء و تجمع الوطني هو تكتل المحامين الضخم …. الضخم جداً الذي يدير الدفاع عن قادة الوطني و ينجح في تحويل المحاكمات إلى شبكة صيد من يتخبط فيها هو قحت ..
و كتلة المحامين الآن هي العلقة و المضغة و العظام و الهيكل الذي يتخلَّق منه المؤتمر الوطني الجديد … و الذي لا يمكن إيقافه و لا يمكن منع ولادته .
………
و أفراح الولادة من يصنعها هو قحت
فالمشاهد الشواهد هي
عودة المفصولين من الخدمة تصبح سيرة و دلوكة في الجامعات … في الشرطة .. في النفط … في القضاء في … في …
و الفرحة العارمة التي يقابلهم بها زملاؤهم فرحة ما يصنعها ليس هو عودة الزملاء .. الفرحة ما يصنعها هو لذة الإنتقام من قحت .
و فرصة لكشف ما في بطن كل أحد تجاه قحت .
هذا يا بشير هو المشهد الصغير مما صنعته قحت .
المشهد الذي يصبح إستفتاء يغني عن كل إستفتاء ..
……..
لكن يا بشير هناك ما يصنع القلق …
القلق الذي تصنعه الدولة ذاتها و عشرين أربعين مائة جهة
قلق مما يهدِّد وجود السودان ذاته .
و الذي يبدأ الآن بدلوكة الشائعات ..
فالشائعة الكاسرة ليست هي ما ينبت في الهواء .
الشائعة الكاسرة هي شيء ينبت من حادث (حقيقي) يعرفه الناس
خبر صغير يتمدَّد ثم يتمدَّد ثم ..
و من الشائعة أن البرهان يطلب إخراج الجهات المسلحة من المدن .
و الفروع بعضها الذي يتمدَّد من الشائعة هذه هو الدعم السريع يرفض .. و بكل ما يعني هذا
و من الشائعات أن التوتر يطلق قوات محمد نور للعمل المسلح
و من الشائعات ترجمة بعض ما يقع/ من العنف /بأنه … بدايات .
و من الشائعات ترجمة عودة حميدتي للظهور بأنه و أنه
………
و من الشائعات أن كل جهة تتحسس الآن عضلاتها .
و أن البرهان حين يجمع الناس أعماله و يطرحونها يجدون أن الرجل يعمل لصالح و ضد كل جهة .
و أنه بهذا يعمل لصالح جهة واحدة هي البرهان …
………
و هكذا يا بشير
ما يجري هو أن المشهد هو الجهة التي تُحاكم قادة الوطني تحاكمهم بتهمة أنهم جاءوا للحكم بإنقلاب و أن الإنقلاب مرفوض .
و أن الديمقراطية وحدها هي الحكم .
و الجهة هذه التي تُحاكِم الوطني بالتهمة هذه إن كانت هي الجيش فإن الجيش الذي جاء بانقلاب يُحاكِم الوطني لأنه جاء بانقلاب
و من يُحاكِم الوطني إن كان هو بقايا قحت التي تدافع عن الديمقراطية فإن قحت ترفض الآن الانتخابات و الديمقراطية .
و إن كان لهذا أو هذا عذر في ما يفعل فإن العذر يُقدَّم أمام القضاء و بالتالي أمام الشعب .
لكن قحت ترفض هذا لأن معرفة ما يجري شيء يطيح بكل ما بقي لها
و ما بقي لقحت ليس هو (المجد) أو الناس .. ما بقي لقحت هو أن تنجو من المحاكمات التي سوف تنزع ما سرقته قحت من الأموال
و ما تتجه إليه من الهروب لخارج السودان.
…..
کل شيء إذن يقترب من الخروج من الغمغم …. ليتنفس .
و قحت إنتهت
و البرهان يجعل مواقفه الغامضة شيئاً يصنع الشائعات المسلَّحة
و الناس تقترب من شيء بعد أن سئمت الإنتظار .. الإنتظار
و الناس يعيدون تشکيل حياتهم … و النشاط الكثيف الآن في كل الجهات نشاط يعني أن العدو و الصليح كلهم يوشك أن يتخطى البرهان و كل القوى المصطرعة و يأخذ الأمر بيده .
و الناس هم الآن جهة هائلة يقودها تخبط هائل ….
و شيء سوف يحدث .
و الله يستر
من يقرأ حديثنا هذا قبل النشر يقول إن المعتقلين من قحت يضربون عن الطعام لأنهم يطلبون أن (يحن) الناس عليهم .