& لا يختلف اثنان في أن توقيت زيارة عضو مجلس السيادة محمد حمدان (حميدتي) الى العاصمة الروسية موسكو – التي بدأت أمس غير مناسب.. وهذا يقودنا للسؤال هل الزيارة وضعت على طاولة مجلس السيادة ؟؟.
& روسيا هذة الايام في حالة حرب .. حشدت اكثر من مائة الف من جنودها وحركت مئات الاليات العسكرية على الحدود مع جارتها أوكرانيا .. العالم كله وفي مقدمته الولايات المتحدة .. يتوقع في أي لحظة أن يدق الرئيس فلاديمير بوتن طبول الحرب.
& حتى وان كانت زيارة حميدتي مرتبة منذ وقت طويل قبل التصعيد الروسي الاوكراني .. فان الاجواء العامة في موسكو الأن (ملغمة).. والكل لديه احساس بارتداء (الميري).. بالتالي لاوقت للاستثمار.
& رغم مرافقة عدد من المسؤولين لحميدتي ومنهم وزيري المالية والمعادن .. فان جدول الزيارة غير واضح .. قد يعتبر البعض ان هذة الزاوية تأخرت وكان الأنسب تناول الموضوع قبل مغادرة حميدتي الى موسكو.. لكن حتى الأمس توقعت ان يرجئ حمدان الزيارة الى وقت لاحق.
& عدم وضوح تفاصيل الزيارة يقودنا الى احتمال ان يتصدر جدول اعمالها مناقشة ملفات الدعم السريع لا قضايا البلدين.. خاصة وان شقيق حميدتي – دقلو الكبير – زار موسكو اكثر من مرة.
& ومايشئ ان الزيارة خاصة بهموم وقضايا الدعم السريع في المقام الأول لكن تم تغطيتها بالوفد المرافق لحميدتي.. هو الوجود الروسي الكبير في دول غرب افريقيا .. خاصة ذات الصلة بالسودان مثل افريقيا الوسطى.
& منذ فترة نجحت روسيا في التغلغل في مناطق النفوذ الفرنسي – معقل الفرانكفونية – مما اقلق باريس بشكل صريح .. وللسودان اثر كبير في تلك المنطقة .. وقد تنامى ان شئ ما يجري على حدود السودان مع افريقيا الوسطى.
& روسيا دولة كبرى وقوية وحليفة للسودان خاصة خلال حقبة الانقاذ .. وظلت مؤازرة للمؤسسة العسكرية السودانية أيام البشير .. ودعمها الأخير عندما أيد ضمها جزيرة القرم الى حضنها .. وكذلك تحمس للوجود الروسي في البحر الأحمر.
& وواصلت روسيا دعمها للمؤسسة العسكرية بعد ذهاب البشير.. حيث وقفت بقوة مؤيدة البرهان في اجراءاته في 25 اكتوبر الماضي .. التي – وللأسف – تباطأ في استكمالها.. وقالت موسكو نصا (ماحدث في 25 اكتوبر نتيجة لسياسات فاشلة استمرت لعامين).
& ومع ذلك كان بالامكان رد التحية لموسكو في غير هذا التوقيت الحرج.. الا اذا كان المكون العسكري حسم أمره واعلن بشكل صريح انحيازه للمعسكر الشرقي .. والذي يسارع العالم الان للتحالف ضده.. كما ان الحكومة الحالية لا تملك الشجاعة دعكم من القوة التي تمكنها من الانحياز علنآ لمحورآ بعينه.
& ليس بخاف على أحد وخاصة الروس .. ان واشنطن تتمنى اجتياح روسيا لاوكرانيا .. حتى تجد زريعة لحشد التأييد الدولي لتحطيم الدب الروسي .. إسوة بما حدث للعراق وقائدها صدام حسين عقب غزوه الكويت مطلع تسعينيات القرن الماضي.
& ان ملف العلاقة مع روسيا يحتاج اعادة ترتيب واهتمام على مستويات عليا .. كما كان يفعل البشير .. ويبدأ الترتيب بحصر التعاون في المجال العسكري مع القوات المسلحة فقط .. لأن هذا التعاون يمثل ويمس الأمن القومي من الدرجة الاولى.. لأنه وبصراحة مستقبل الدعم السريع يكتنفه الغموض.
& اكرر توقيت الزيارة غير مناسب .. ليس لأنها قد تستفز الولايات المتحدة وحلفائها .. لكن لأن الجميع في روسيا نفسها منشغلين باوكرانيا ويخوضون معركة وجود وتاريخ مع الغرب.. ولن يتفرغوا لحميدتي والوفد المرافق له.. حتى وان التقوهم.
& ان مجلس السيادة في حقبتة الغابرة البائسة أيام (فكي منقة وحاجة عشة) قرر اخضاع كل الرحلات للخارجية لاعضائه للنقاش.
& ترى هل حدث ذلك في زيارة حميدتي ؟؟.