اسحق احمد فضل الله يكتب.. الحديث_إلى_الآذان_الطرشاء

اخر الليل

0

بشير …

و مظاهرة أمس الأول السعال سعال العجائز فيها عجائز الشيوعي كان أعلى من الهتاف ..

و عدد المتفرجين القليل أكثر من عدد المتظاهرين

و المشهد يكفي لرسم الحال .

……….

و الشيوعي الذي يعلم أنه لم يبق له أحد و يعرف أنه ما عاد يستجيب لدعوته أحد يبتكر أسلوباً .

الشيوعي يجعل حزب الأمة هو من يُقدِّم الدعوة للتظاهر .

( و حزب الأمة المكره يدعو الناس المظاهرة .. کراهةً في البرهان… ثم لا يشترك في المظاهرة … كراهة في الشيوعي ) .

و الشيوعي معرفته بأنه لم يبق له أحد و يعلم أن مشهد الحافلات الفارغة /حافلات نقل المتظاهرين/

سوف يكون فضيحة … الحزب يجعل الحافلات تفرغ الناس في الأزقة حتى يبدو خروج الناس من الأزقة مشهداً يوحي بأن البيوت تستجيب

و الحافلات تفرغ ركابها في أزقة الرياض و الطائف و الفردوس و المعمورة .

و الحافلة الأخيرة التي تفرغ ركابها في لفة جوبا يهبط منها عشرة أو خمسة عشر

و كان هناك من ينتظر دوره في المسرحية فالخطيب يهبط من عربته قريباً من الساعة الثالثة و يتَّجه إلى المنصة و عند المنصة يجري إلتقاط (الفيديو)

و عشر دقائق و الخطيب ينصرف

فما يريده الرجل هو رسالة للحلفاء

الحلفاء الذين هم الحركات التي تكره الإسلام و العروبة كراهيةً مجنونة …. محمد نور و الحلو .

و المشهد يجعل النقاش بين من يتفرجون على المظاهرة يقول

غريب هو السودان …

قال :- الشيوعي يباعد الإسلاميين … و يقارب اليسار و اليسار .. مظاهراته هي عداء يومي البرهان و الجيش .

و البرهان سياساته تخدم اليسار ضده هو و ضد الناس

……….

و الحديث يقطعه مشهد عراك الشيوعيين و هم يمنعون البعث من رفع علمه …

و النزاع لعله هو من يُذكِّر الناس بالقتلى في المظاهرات

و القتلى … كلمة تجعل أحدهم يقول

تلقى لجنة الأطباء الشيوعيين هسع منتظرة عشان تقول …. سقوط قتلى برصاص الجيش … خصوصاً أن ناس حقوق الإنسان هسع في الخرطوم .

و أحدهم يلمحنا و يصيح

– أستاذ …. قلت سبدرات سفيه ؟

و نحكي له حكاية سبدرات و نقول

: لما كان أولاد سبدرات أطفالاً يقودهم هو إلى مدارس المجلس الأفريقي التي هي مدارس إسلامية ….

و هناك المدير يبدي أسفه للرجل و يعتذر عن قبول الأولاد لأن التسجيل إنتهی

و سبدرات الذي كان شيوعياً عاتياً و الذي يعرف نفوس الإسلاميين /يقول للمدير

: أنا قلت يا حضرة المدير إنكم تجنبوا أولادي ينكسروا الكسر اللي ضقتوا أنا زمان … عشان كده قلت أوديهم مدارس إسلامية بس ..

و المدير الذي يهتز للأمر يقول لسبدرات …

: أولادك .. ؟؟ أولادك إنت براك ؟؟ …. لا .. لا

و المدير يخرج إلى الباب و يخاطب عدداً ممن كانوا قد فقدوا فرصة قبول أولادهم بالمدرسة و يصيح بهم

– كلكم … كل الأولاد أدخلوا .. أدخلوا …. مقبولين كلكم …

أولاد سبدرات الآن كلهم خريج جامعة من الجامعات .

و نحن في أول أيام الإنقاذ ندخل على سبدرات و هو وزير إعلام يومها لنقول له ساخرين .

: كيف يصبح شاعر الشيوعيين في الجامعة وزير إعلام الحكومة إسلامية ؟

و نقول :- خصوصاً الرجل الذي قاد مظاهرة تأييداً لإعدام الشهيد سيد قطب

و الرجل يترك ملفاته و نجلس و الرجل يُقدِّم مرافعة رائعة ينفي بها الإتهام الثاني

و ينفي أنه كان شاعر الشيوعيين و يقول

: كيف …. و أنا الصديق الأعظم لحاج نور ؟.

و سبدرات نتَّجه إليه يوماً و في إستقبال مكتبه نجد زين العابدين محمد أحمد عبد القادر … الرجل الثالث في حكومة النميري ينتظر الإذن له بالدخول .

و زين العابدين يقصّ على الحاضرين قصة إنقلاب هاشم العطا… قال

: – النميري كان قد ذهب إلى أحد (شيوخ الخلاوي) ممن أشتهر بالكرامات يطلب منه أن ( يحرس) له حکومته .

قال الزين : – و الشيخ قال للنميري …. إنت أمسكها بالنهار … و أنا بمسكها بالليل ..

قال الزين : فكان أن جاء انقلاب هاشم العطا نصف النهار … يعني في وردية النميري ..

الحكايات يا بشير تأخذنا بعيداً عما نريد و ما نريده هو ( كيف نتعاون نحن السودانيين) على إنقاذ السودان

لكن الحكايات عن النماذج السودانية … نموذج البرهان … و نموذج الشيوعي و نموذج سبدرات … نماذج تعيننا على رسم الصورة

الصورة التي تقول /بالشواهد/ أنه لا صلاح السودان ما دام الشيوعي هناك …

و ما دام من يخدعهم الشيوعي هناك ..

حتی سفهاء القوم عندنا لهم حوبة

يبقی … و الحديث يجذب بعضه … أننا يوماً كنا نعين سبدرات ضد إسحق

فيوماً كنا عنده و أحدهم من الكبارات يدخل و بعد دقائق يغمز لسبدرات يطلب أن ( يزحلقنا) خارجاً .

و نحن و حتى لا نحرج سبدرات نتظاهر بالبله … التظاهر الذي نجيده عند اللزوم و نعين سبدرات على زحلقتنا …. لعل في خروجنا خدمة الدعوة …

الدعوة التي جذبت سبدرات .

اترك رد