Site icon اسفير نيوز

هيثم محمود يكتب: مغامرات الصبية.. انقلاب المليشيا!!

*شعار المدية أو (مدنيااااو) الذي رفعه الثوار عقب انقلاب إبن عوف على الرئيس البشير ومن ثم تنحيه عن السلطة للفريق البرهان، هذا الشعار الذي نادى به الشعب يهدف لمدينة الدولة وابعاد العسكر عن الساحة السياسية وتفرغهم لمهامهم التي حددها الدستور.*

 

*انقلاب ابن عوف الذي يسميه البعض انحيازاً للثورة فتح الباب أمام مغامرات عديدة إذ استبق انقلاب إبن عوف ثلاثة إنقلابات لم يتبق لها إلا ساعة الصفر ليتوالى بعدها التسابق بين المجموعات العسكرية نحو التخطيط للإنقلاب، وتم إفشال عدد من الإنقلابات العسكرية أشهرها إنقلاب رئيس هيئة الأركان الفريق هاشم عبد المطلب الذي تخلى عن الفكرة رغم تسجيله للبيان الأول واشهرها إنقلاب اللواء بكراوي الذي نجح بنسبة ٧٠ في المائة ويحاكم قادته الآن.*

 

*أن يقدم ضباط في القوات المسلحة على إنقلاب عسكري فهذا ليس مستغرباً إذ أن ذهاب البشير الذي جلس ثلاثة عقود على كرسي السلطة أحكم خلالها قبضته العسكرية والأمنية على البلاد رغم ذلك غادر لسجن كوبر عقب انقلاب اللجنة الأمنية، مغادرة الرئيس البشير للسلطة تشجع أي ضابط عظيم للتخطيط لانقلاب خاصة في ظل الوضع الإقتصادي البائس والتردي العام والسيولة الأمنية.*

 

*لكن أن تقدم مليشيا عسكرية على التخطيط لإنقلاب عسكري بمساعدة حركة مسلحة فهذا أمر غريب ومستغرب!! إذا كان الشعب برمته يرفض الإنقلابات العسكرية من قبل ضباط القوات المسلحة فكيف له أن يقبلها من مليشيا تتحكم فيها أسرة تمنح الرتب العليا لضباطها وفقا لصلات القربى وحركة متمردة تناست قضية أهلها الذين تمردت وتاجرت بتهميشهم وأصبح قادتها اليوم يتصارعون في الخرطوم من أجل المناصب وقياداتها يبيعون الرتب في قارعة الطريق!!.*

 

*المحاولة الصبيانية الفاشلة للمليشيا واستنادها على سلاح المال لشراء ذمم الرجال الأوفياء وتنفيذها لمخططات دويلة الشر التي لا تريد للبلاد خيراً ربما ستكون القشة التي ستقصم ظهر الجنرال وستؤدي لمحو المليشا من الوجود!!.*

 

*رغم اتفاق الناس واختلافهم حول قيادتها إلا أن القوات المسلحة ستظل حائط الصد وحامي حمى الوطن الذي تتكسر فيه نصال الاعداء، على قيادة القوات المسلحة الإسراع في دمج جميع المليشيات والحركات داخل القوات المسلحة وتسريح الذين لا تنطبق عليهم شروط الإنتماء لمؤسسة الجيش، فالاقتتال والفوضى التي حدثت في دارفور والعديد من جرائم النهب والسرقات التي تتم في الخرطوم تعود لوجود هذا الكم الهائل من القوات غير النظامية بالمدن، والتمدد الكبير للمليشا على حساب القوات المسلحة شجعها على التفكير في الوصول للحكم عبر إنقلاب عسكري.*

 

*الإسراع في دمج جميع القوات تحت مظلة الجيش والحد من نفوذ المليشيات وتسليم السلطة للمدنيين عبر انتخابات حرة ونزيهة هو الطريق الأوحد لاستقرار السودان.*

Exit mobile version