اسفير نيوز __تقرير : لينة عوض – علياء صلاح
البجة أو البجا أو البجاة اسم يطلق على الشعب الذي يسكن ما بين ساحل كسلا والبحر الأحمر ونهر النيل في السودان وعلى امتداد الشمال مرورا بمنطقة مثلث حلايب وجنوبا ما بين باضع (مصوع حاليا) وجزر دهلك إلى منطقة بركه في داخل الحدود الارترية ومن ثم الامتداد غربا إلى قلع النحل والقلابات والقضارف والبطانه ونهر عطبره في السودان.
وهم من أقدم الشعوب الأفريقية يعود نسلهم إلى كوش بن حام بن نوح، وقيل إلى سام بن نوح، وكانوا معاصرين فراعنة مصر وفي حروب دائمة معهم.
وفي مصر يوجد اقليه بجاوية في محافظة البحر الأحمر وفي محافظة أسوان في خور ابو سبيره ومدينة أسوان وفي دارو في بلدة شطب حيث معظم أنشطتهم تتركز في الزراعه والرعي . قبائل البجا لها عادات وتقاليد متقاربه ولباس متشابه إلى حد ما ونظام غناء ورقص متقارب، ويذكر أنه في القديم قامت حروب عديده بين قبائل البجا ولا يوجد في الوقت القريب أو العصر الحديث اي حرب .
كما أن البجة هي عدد من القبائل التي تمتاز بطريقة حكم وفق نظام الاداره وبعض قبائل البجا لها نظارات وعموديات مستقله علي سبيل المثال لا الحصر النظارات هي (الهدندوة والامرار والبشاريين والعبابة والحلنقة والعموديات المستقلة (الارتيقا والاشراف الكميلاب والشياياب والحسناب) ولغة البجا هي البجاوييت خاصه في الشمال في المنطقه الوسطى اللغه العربية .
معرض التراث البجاوي الأول بالخرطوم الذي دمج الثقافة البدوية والمدنية نظمه المجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون وبالشراكة مع مركز البجا للتنمية الثقافية وبالتعاون مع رابطة طلاب منطقة البجا بالجامعات والمعاهد العليا وجمعية إيتنينا الثقافية بمقر المجلس موخرا، وذلك برعاية كريمة من وزارة الثقافة والإعلام ، احتوى المعرض على عدد من الفعاليات بداية باليوم الإفتتاحي الذي تم فيه تقديم كلمات من وكيل وزارة الثقافة والإعلام والسيد محمد الأمين ترك ناظر عموم قبائل البجا وأيضا الدكتورة علوية يس أمين عام المجلس وكذلك بحضور مدير التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة ومسؤول القسم الثقافي في وزارة الخارجية وممثل الأمين العام للمجلس القومي للتراث .
المعرض اشتمل على العديد من المشغولات اليدوية من التراث البجاوي كالصدف والخيوط والسعف وتمثلت ” في السكسك المنضوم حول الرقبة ، وهناك ركن القهوة بما تحتويه من حبات البن ” البجاوية ويحيطها الصدف، والجدية التي تتزين في شكل عروس على رأسها الخرز وترتدي ” بت البادية” و”الأوكش” الذي هو نوع من الزينة التي تستخدمها العروس ، واللباس الشرقي متمثل في القميص والسديري والربدوك، وتشتهر المراة البجاوية بارتدائها للفوطه وهو من الازياء التى ترتديها الحبوبه والعروس والمراة الوالده واخت العريس . وتخلل الكرنفال بعض الوصلات الغنائية والرقصات الشعبية الشرقية الأصيلة.
السيد وكيل وزارة الثقافة والإعلام نصرالدين احمد محمد اشار لاهتمام الوزارة بالمحافظة على التراث السوداني باعتبارها الوزارة المعنية بالثقافة والفنون في السودان و تضم إدارات عامة مهمتها الاهتمام بالتراث والثقافة والفنون والمسرح والسينما، وتعمل على الحفاظ على التراث السوداني وربط المواطن بثقافة منطقته؛ مشيرا إلى ان التراث مورد مهم من ناحية سياسية واقتصادية، وإذا تم تفعيله بالصورة المناسبة سوف يساعد على حل كثير من المعضلات.
وتقوم الوزارة برعاية جميع الانشطة وتتمثل مهمة الوزارة الاساسية في تكوين كيان سوداني موحد يعكس التراث السوداني لكل العالم.
وأشار السيد الوكيل أن السودان يمر بظروف اقتصادية وسياسية مختلفة حيث تغيرت طبيعة الإعلام في نشر المعلومات واصبح من الصعب تقييد المعلومات التي يتم تبادلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها خاصة بأن الجيل الحالي يعتمد في معلوماته على مثل هذه الوسائل ،لذلك من المهم جدا عمل الكرنفالات المتنقلة الخاصة بالتراث حتى تتمكن الأجيال الحالية من التعرف على الثقافة والتراث السوداني عن قرب بصورة حية وكسر الحواجز التي أصبحت تمثل فارقا في المفاهيم في العصر الحديث.
وأضاف أن وزارة الثقافة والإعلام قد خصصت مبلغ من ميزانيتها لهذا العام لتنفيذ انشطة لعكس ثقافات المناطق المختلفة. وأشار إلى العلاقات الواسعه التي تربط وزارة الثقافة والإعلام السودانية بالوزارات الأخرى بالخارج التي تتمثل في تبادل المشاركات المختلفه للفرق السودانية الثقافية في مختلف الكرنفالات العالم.
وقالت الدكتورة علوية يس الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون أن المجلس من الوحدات التي تتبع لرئاسة وزارة الثقافة والإعلام وتم إنشائه منذ العام ١٩٩٩م وتندرج تحت مظلته كل المنظمات الثقافية الوطنية ويعمل على رعاية أنشطة المنظمات الثقافية بالعاصمه والولايات، كما صدر منشور رسمي من المجلس لإقامة أنشطة بالولايات.
وأوضحت أن المجلس معنى برعاية جميع أنشطة الجمعيات الثقافية على أن تكون مسجله رسميا وتحت إشراف وزارة الثقافه والإعلام، واضافت ان المجلس استقبل معرض التراث البجاوي الأول بالخرطوم و الذي يعتبر الأول من نوعه وقام برعاية جميع أنشطة الفعالية فيما يختص بالمعارض والندوات والمؤتمرات وتعزيز الفعالية بحضور الإعلام.
ودعت الدكتورة علوية الشباب للاهتمام بالثقافة والتراث من أجل تعزيز الهوية القوميه لديهم مشيرةً إلى أن المجلس يقوم بعمل الرصد الثقافي للأنشطة وإرفاقه تحت ملف نهاية كل عام. وأعلنت أن المجلس سوف يشهد في الفتره القادمة فعاليات ثقافية لقبيلة الهوسا.
إبراهيم علي بابكر أونور رئيس جمعية ايتنينا الثقافية وهو عضو تابع للمهن الموسيقية الشعبية، و يمتاز بصوته الكناريِّ مما أهله لإجازة صوته من اتحاد الموسيقى والفنون. ويمتلك فرقة شعبية خاصة تقوم على الدعم الذاتي. قال أن جمعية ايتنينا الثقافية تم إنشائها في الخرطوم وسجلت رسميا لدى وزارة الثقافة والإعلام منذ العام ( ٢٠١٥م) وكان الهدف من إنشائها هو التعريف بالثقافة البجاوية حيث شاركت الجمعية في مهرجان سنار عاصمة الثقافة الوطنية ٢٠١٧ م، وكذلك كانت حضورا في مهرجان البركل بدورتيه الأولى والثانية، كما تألقت في العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية في ولاية الخرطوم وأشار إلى أن الجمعية تضم فئات الطلاب وخريجي الجامعات.
وأضاف بابكر اونور أن الهدف من مشاركتهم في معرض التراث البجاوي الأول في الخرطوم هو تعريف بالثقافة البجاوية القديمة وتعتبر نقطة انطلاق للجمعيات الثقافية الشرقية. وعبر اونور عن سعادته بالمشاركة واعتبر أن التنوع الثقافي نوع من انواع القوالب التي تمكن الوحده الوطنية وسط الشباب.
طاهر أبو حمد أحمد رئيس رابطة طلاب منطقه البجا بالجامعات والمعاهد العليا اوضح ان الرابطة هي البيت الآمن لطلاب منطقة البجا بالخرطوم، وتأسست الرابطة في العام ١٩٨٩م وزاولت نشاطها في نفس العام، حيث كان هدفها الأساسي تهيئة المكان الأكاديمي والاجتماعي للطلاب الوافدين من منطقة البجا إلى العاصمة للدراسة ، وتساعد على حل المشكلات الاجتماعية والمادية للطلاب، وشاركت الرابطة في العديد من الأعمال الثقافية الخاصة بالطلاب في العاصمة.
وقال الطاهر ادروب أن الهدف من المشاركه في المعرض البجاوي هو عكس ثقافتنا كطلاب خاصةً أن المعرض يمثل المنطقة. ولعب مركز البجا للتنمية والثقافة دورا كبيرا في أن نكون جزءاً من هذه الفعالية. وتواجه الرابطة كثير من المشاكل أهمها عدم توفر السكن الثابت المستقر ، خاصةً أن جزء كبير من طلاب البجا ليس لديهم أقارب في العاصمة، وتقوم الرابطة بإستقبالهم في مقرها السكني.
تظل القبائل السودانية تمثل الإرث العظيم للدولة ورمزاً للتعايش وتقبُل الإختلاف وإحترام الآخر، بعاداته وتقاليده المتوارثه، مما يساعد على توطين ثقافة البلاد الكبيرة والمتداخلة، دون تمييز للعرق واللون والجنس.