عندما ننظر إلي واقع الحال الإقتصادي بالبلاد نجد أن السودان يزخر بكل مقومات الدولة الإقتصادية إلان أنه في قوائم الدول ذات التدهور الإقتصادي والفساد بجميع أنواعه المختلفة سياسيا واقتصاديا وربما إجتماعية لأن انعكاسات الفساد السياسي والإقتصادي ينتج عنه فساد إجتماعي وأخلاقي.
ومن يريد الاصلاح بالبلاد عليه أولا الابتداء من الإصلاح السياسي لأنه رأس الرمح في بناء الدولة ومالم لم ينصلح حال مؤسساتنا السياسية لن ينصلح حال البلاد وسنظل في هذه الدوام إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ومن قدر الله علينا نحن كجيل تسعينات أن تكرر علينا إعادة التأريخ السياسي بالبلاد أن نشهد ثورة ديسمبر التي أطاحت بنظام الإنقاذ الذي حكم ثلاثين عاما بها كثيرا من الإيجابيات والسلبيات ولها مالها من الملاحظات التي تحسب عليها ولكنها لم تكن الانقاذ وحدها من أدخلت البلاد في هذه الورطه والدوامه التي يصعب الخروج منها .
حيث هنالك شركاء كثيرون بعد سقوط نظام الإنقاذ صرحوا بأدوارهم التي كانوا يقومون بها وللاسف كانوا مختفلين بدورهم في إسقاط النظام بتقديمهم لبعض التقارير الكاذبة وتمليكها لأجهزة المخابرات للمؤسسات الدوليه التي ماهي إلا واجهات لأجهزة مخابرات سلطت علي دول العالم الثالث
وما قدمهم هؤلاء في لحظات غضب أو من أجل تقديم خدمه لهم اتخذتها تلك الجهات من أجل محاصرة السودان التي اتخذها البعض بتجميد حسابات وأرصده يمتلكها الشعب السوداني وليس النظام السياسي الذي كان يحكم وقتها حيث أدخلت البلاد في الحظر الإقتصادي وقائمة الدول الراعية للإرهاب رغم أنه حتي المحاكم الأمريكية لم تستطيع إثبات حادثة تفجري السفارة الأمريكية بدار السلام
إلا انه وبعد نجاح ثورة ديسمبر ما كان للذين يكتبون التقارير المزيفه إلا أن يقمون بدفع تعويضات لا تستحقها دول عظمي تدعي مساعدة الشعب السوداني وتدعي الديمقراطية وحقوق الانسان وسجلها الانساني اكثر تشويها من سجلنا كدولة سودانية.
والشاهد علي ذلك حروب كثيرة اتخذت زرائع مختلفة بعد غزو وتدمير بنيتها تضح الاهداف الحقيقة.
واليوم بعد مرور ثلاثة اعوام علي ثورة ديسمبر لم يبارح السودان مكانه في مواقع الفشل وتزيل الدولة رغم الامكانيات البشرية والموارد الطبيعية ومقومات الدول التي لو اتفق ساستها ان تكون عظيمه وذات تاثير كبير في المحيط الاقليم والدولي
الا أننا نجد الصراع والخلافات تتخذ ضد الوطن من داخل مؤسساتنا السياسية وتمتد وتتمدد حتي أن وصلت الاجتماعية والقافية.
ومازال الجيل الذي أنجز تلك الثورة ينقاد بالعقلية التي اقعدت الوطن لأكثر من نصف قرن من الزمان واهتدرت وقتها ومستقبلها وتريد أن تورث جميع أمراضها الفتاكه إلي ذلك الجيل الذي رفع شعار ( الحرية والسلام والعدالة) الذي يحلم بوطن يرفرف علمه بين أعلام الدول التي كان يسبقها سنيين ضوئيه إلا أنه تقهقر وتقدمت عليه وأصبحت تتدخل في شؤونه الداخلية وتحاول أن تصدر إلي أنظمه سياسية لتحكم السودان وهي في الواقع ليس لها أدني تجربة سياسية.
إنه آخر الزمان أن يتعارك أبناء الوطن الواحد الذين شربوا من نيله وعشقوا ترابه وقدموا فيه أجدادهم معارك خلدها التاريخ في ذواكر الامم وغابة شموس دولة وإمبراطويات عظمي كانت تدين لها بالولاء دول كثيره.
وأخيرا من آخر كدا متي يفيق شباب السودان من هذا الواقع وينقذوا وطنهم من التفكك والإنهيار؟؟
هل يدرون إن الحرب المتخذه ضدهم هدفها السيطره علي موارد السودان؟ هل يعلمون ان مشروع تدمير السودان قد قطع شوطا كبيرا وقريبا جدا سوف تصحوا ولن تجد وطن إسمه السودان فيه حلفا والجنينة وكادقلي و أبيي ودنقلا.
وقتها سوف تعلمون بأن الأحزاب السياسية سبب دمار السودان
وقتها سوف تعلمون بأن المخدرات كانت أحد السلاح الذي استخدمته الدول لإنهاء عقول الشباب حتي تصبح الدولة بدون روافد للإستمرار في الحياة
الشباب هم أمل الأمة ومستقبلها لذلك يجب أن تغرس فيهم روح الوطنية والتسامح وقبول الآخر الذي يختلف معك في الفكر ويلتقي معك في الوطن حصنوا الشباب ينجوا الوطن من كابوس الإنهيار والتفكك.