صلاح الدين عووضه يكتب.. دقس !!

بالمنطق

0

أي طهس..

طيب وما معنى كلمة طهس؟..
تعني دقس ؛ من دقس يدقس دقسا..
والكلمتان معناهما واحد…ولكن الأولى تستخدم كمفردة عامية عندنا..
بينما هي كلمة فصحى..
ولها معانٍ عدة…ومتقاربة…ولكن أحدها أقرب لاستخدامنا العامي هذا..
وهو أن يُقال: ذهب…وذُهب به..
وذلك رداً عن سؤال : أين دقس…ودُقس به؟..
وجرت العادة في بلادنا أن من يدقس لا يعترف بدقسته..
وإنما (يذهب) بها نحو مجاهل غيبية..
فيرجعها إلى المقادير…أو السحر…أو تأثيرات غير منطقية..
وذلك حين يذهب مذهباً خاطئاً..
أو يذهب في طريق خاطئ…أو فلنقل يسلك مسلكاً لا يعود عليه بما يرجوه..
وتاريخنا السياسي مليء بالدقسات..
منها دقسة عبد الله خليل حين طلب من عبود استلام السلطة إلى حين..
ثم إرجاع الأمانة إلى أهلها..
فتطاول الحين هذا إلى سنواتٍ ست…ولم تعد الأمانة إلا عبر ثورة شعبية..
ومنها دقسة المهدي في الحزبية الثالثة..
أو بالتحديد في أواخر فترة رئاسته للوزراء إبان الديمقراطية الثالثة هذه..
فقد رُفعت له تقارير تحذيرية عديدة..
وجميعها مضمونها واحد : احذر من انقلاب إسلاموي برئاسة البشير..
وجميعها كتب أسفلها عبارة واحدة : لا أظن..
وكذلك دقسة ثورتنا هذه – ثورة ديسمبر – وهي تسمح لانتهازيين بسرقتها..
أو لحرامية…من حرامية الثورات..
ثم دقسة الانتهازيين هؤلاء أنفسهم باستجلاب حمدوك وتنصيبه رئيساً للوزراء..
فهو أكبر كارثة على الثورة هذه..
أما الدقسة الأعظم إن سُمح له بالعودة ثانياً – أو بالأصح ثالثاً – لمنصبه..
وفي الرياضة أيضاً تُوجد دقسات..
وآخر دقسة – على صعيدنا المحلي – من تلقاء مدرب المريخ كلارك..
وذلك حين أجرى تبديلات غريبة في لقاء الهلال..
فقد أخرج واحداً من أفضل – وأخطر – مهاجمي الفريق في اللحظات القاتلة..
فكان الهدف القاتل بعد خروجه بقليل..
فمدرب الهلال لم يصدق أن توني خرج…فأخرج مدافعيه من عرينهم..
وطالبهم بالتقدم هجوماً…مع المهاجمين..
فبعد خروج المحترف المرعب هذا لم يبق في مقدمة الهجوم سوى عجب..
ورمضان عجب لا يخشاه الدفاع…أي دفاع..
فهو متبلد الحس…وبليد الأداء ؛ ويفتقر إلى توهج الذهن الكروي..
وكانت دقسة بليدة من تلقاء المدرب..
ومن قبل هذه المباراة كانت له دقسة في لقاء الأهلي بالقاهرة كذلك..
فقد أجرى تغييرات لا معنى لها في آخر الدقائق..
فكانت بمثابة هدية على كأسٍ ذهبية لمرب الأهلي…ولاعبيه..
وبفضلها ربما نال الأهلي ذهبية كأس البطولة..
وقبطان التايتانيك – كابتن سميث – دقس دقسة كبيرة في عرض المحيط..
دقس رغم شهرته…وخبرته…وشطارته..
فهو لم يقدر حجم السفينة – وطولها – قياساً إلى دفتها..
فأمر بالسرعة القصوى غير عابئٍ بكتل الجليد المتناثرة على سطح المياه..
وظهر جبلٌ جليدي أمامها من العدم..
وعبثاً حاول طاقم السفينة العملاقة تحاشي الجبل هذا…فالدفة صغيرة..
أما الدقسة الأخطر فلم نتكلم عنها بعد..
وربما يصح أن نتكلم في الوقت المناسب…حتى تُدار الدفة في الوقت المناسب..
ولكن التحذير محفوفٌ بمحاذير…ومقادير..
وقد تسير تدابير الأقدار بسفينتنا بعيداً عن جبل الجليد هذا..
وقد لا يحدث هذا..
وحينها نكون قد طهسناً طهساً…ودقسنا دقساً..
وهي دقسة لا يصح معها – توصيفاً – إلا مفردة عامية تجيء بعدها..
دقسة عدوك !!.

اترك رد