¤ قبل عشرة سنوات او يزيد قليلاً أهداني الصديق الصحفي الهميم عبد الرازق كتاباً قيماً
للجنوبي د. لام اكول .. موسومآ بــ (الحركة الشعبية .. ثورة افريقية) .. ذهلت وكذلك أكول – حسبما ذكر – لواقعة حدثت أمامه.
¤ اورد لام كيف تعرف عبد العزيز الحلو على القيادي الراحل فيليب غبوش.. وان الاول تعاهد بالدم مع الثاني على مناهضة المركز .. تفاجأ لام ان الحلو جرح ابهامه وفعل فيليب ذات الأمر .. وبصم الحلو بحبر الدم بابهامه على ابهام غبوش.. من وقتها قدرت كيف يفكر الحلو.
¤ تذكرت ذلك في ظل تقلبات الاوضاع الراهنة .. وفي ظل حالة الطيش السياسي وغياب الرشد عن قحت .. ومن خلفها لجان المقاومة التي تتحرك دون وعي .. حالة التشاكس الماثلة والتربص بالقوات النظامية والاساءة اليها .. تغري الحلو بالتحرك العسكري.. واشعال الحريق في كل مكان.
¤ خاصة مع تزايد عتاد الحلو في الثلاث سنوات الاخيرة .. بعد ازدهار تجارة الذهب في مناطق تواجد قواته .. ان سياسة الالهاء التي تمارسها قحت خير محفز للرجل للتحرك لاحتلال كادوقلي وفصل مناطق واسعة بكردفان.
¤ فعلها الحلو من قبل في اوج سطوة وعنفوان النظام السابق.. وعلى قيادة كادوقلي واحد من أقوى وأشرس ابناء الانقاذ (مولانا أحمد هارون) .. خطط الحلو عقب خسارته لانتخابات 2010 لمنصب والي التلال على احتلال كادوقلي واغتيال هارون.
¤ كان المخطط خطيراً بان يتم اعلان انفصال جنوب كردفان مع تحركات في النيل الازرق .. ويبدأ سيناريو تقسيم السودان .. وهو المدعوم من الخارج – ولا يزال – .. الاوضاع الأن مهيأة لذلك المخطط .. خاصة وان الحلو وقع على اتفاق سياسي مع تجمع المهنيين (يوليو 2020) حوي (17) نقطة منها تقسيم السودان ل (8) اقاليم وهيكلة القوات المسلحة وفصل الدين عن الدولة.
¤ وبعد نحو شهر ونصف الشهر من التوافق أعلاة .. وقع الحلو اتفاقاً اخر مع الحزب الشيوعي بالعاصمة الاثيوبية .. مهره هو بنفسه مع سكرتير الشيوعي الخطيب .. هذا يعني امتلاكه لرافعة سياسية كان يفتقدها أيام الانقاذ .. وبالتالي التحرك السياسي للاخيرين يمكن ان يتوج بتحرك عسكري من جانبه.
¤ مع تعدد الواجهات المسلحة بالعاصمة.. يمكن جداً أن يتحرك الحلو من قلب الخرطوم .. ولا حاجة له لانهاك قواته لقطع الاف الكيلومترات للوصول الى العاصمة .. كما وقعت قوات العدل والمساواة في ذلك الفخ في 2008.
¤ في عالم السياسة كل شي متوقعاً… بين ليلة وضحاها وجد الشعب الاوكراني نفسه لاجئاً (فاقوا الثلاثة ملايين) .. وتفاجأ العالم بخروج دولتين من رحم اوكرانيا (دونيتسك ولوغانسك).. بصراحة طيلة سنوات متابعتي لملف السلام .. لم المس جدية من جانب الحلو في التفاوض.
¤ ظل السؤال الذي يدور في راس الكثيرين .. ماذا يريد الرجل ؟؟.. وقفز ذات التساؤل في ذهن مساعد الرئيس وقتها د. فيصل حسن ابراهيم… الذي قام بعمل كبير .. التقى الحلو سرآ في عاصمة أوربية .. في مشاورات غير رسمية لعدة ايام وكانت مباشرة بينهما.
¤ القناعة التي توصل اليها فيصل أن الحلو غير جاد في السلام.. اذن للرجل رأي أخر .. وقطعاً مؤسس على (الكلاش) لا (النقاش).