ـ نعم لم يتبق فى الذاكرة إلا هذا المشهد ..البرهان يومها يعبر إلى داخل بيت الضيافة ليقابل البشير فى المسجد ويهمس فى اضطراب ..سعادتك نحن قررنا نستلم ..والبشير ينقر اصبعه على الأرض ويقول … على بركة الله ..بس ابقوا عشرة على البلد ..ثم ينقلب للجهة الأخرى يكمل الباقيات الصالحات ..ويتلو مايسميها بعض الفقهاء آيات التحلل من العنت …( ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ..) ….ومذ تلك اللحظات انتهت حقبة البشير وبدأت مرحلة ( لحم الراس ) !!
ـ المفارقات التى ستظل محفوظة فى ذاكرة التاريخ أنه خلال فترة الثلاث سنوات التى مضت قامت خمس دول بعرض استضافة البشير فى أراضيها ولكن البشير كان يعتذر ويرفض …بل أن رئيس دولة صديقة طلب من البرهان تحسين محبس البشير فى كوبر وتوسعته واضافة بعض الملحقات به ليليق بقائد الجيش السودانى لثلاثة عقود واستجاب البرهان وعندما ذهب البناؤون لعمل الإضافات كان البشير يبتسم ويرفض ..الغريبة أن البشير يرفض مغادرة كوبر إلى أحد البلدان التى عرضت استضافته فى حين لم يتحمل المسخ حمدوك وبقية المسوخ الذين كانوا فى حكومته الأولى والثانية المبيت فى السودان ليلة واحدة بعد مغادرتهم الكراسى فعادوا الى منافيهم وكأنهم جاءوا فى صحبة مازيمبى الكنغولى … ( فعلا ..فيالهم من كنغوليين ) بل أن أحدهم لايزال محشورا فى مطبخ السفارة الفرنسية يطلب الأمان للمغادرة إلى باريس
ـ جهز تحالف لحم الراس كل شئ ..خيام الإعتصام والطعام والقونات والمغنين والهتيفة والسابلة وهوام الليل والنهار ونصبوا المسارح وعلقوا مكبرات الصوت وحشدوا القنوات والسفراء وانصاف الدبلوماسيين وتجار النخاسة الدوليين الذين تجذبهم مثل هذه المزادات ..لم يتركوا شعرا أو نثرا يقال فى بناء المستقبل إلا وصدحوا به …لم يبق منهم من أحد إلا وصعد على المنبر يهذى ويشتم ويعد ويتوعد …فعلوا كل شئ إلا شيئا واحدا سقط منهم سهوا ..وهو الجواب على السؤال الفحل كيف سيحكمون السودان ؟ فطفق أصلعهم وزير المال والخزانة يضاعف الرواتب ثم يطوف بقرعته يسأل الدول الصديقة دعم أول موازنة بثمانية مليار دولار ( ولد ده ) ليضحك عليهم العالم مرتين .. ومنذ الشوط الاول ..المرة الأولى لهذا التسول الحمدوكى المتعجل ثم وحكومة لحم الرأس تجمع الدولارات من السوق وتبعث بها لواشنطون تعويضا لأهل الضحايا وكانت أمريكا طوال العقود التى حكم فيها البشير لم تستطع أخذ سنت واحد من مال السودانيين ولم تفز بشربة نفط من بتروله وكانت غاية ماتفعله ان تحرض ياسر عرمان على حرق آبار هجليج .. ولم تكن تطمع أن تأخذ من ثمار اهل السودان ( بطيخة واحدة) لاصدقة ولابيعا .. حتى جاء قرع آل قحط فاستباحوها للخصيان والفحول ولاحول ولاقوة إلا بالله …
. لفت انتباهى أحد المختصين لمقارنات مهمة ، أسماها مقارنات فحص الدوائر حول القادة والشخصيات العامة ، وإلى أى مدى ظلت هذه الدوائر موجودة ومتماسكة وهو أمر مهم فى عملية التقييم العام .. فالدائرة العسكرية حول البشير ظلت متماسكة لثلاثة عقود فاستشهد من أجل الفكرة اثنان من كبار قادة حراك 1989م ، الزبير وإبراهيم شمس الدين، ورافق البقية البشير الى آخر المحطات مثل بكرى وعبدالرحيم والطيب ابراهيم محمد خير ومن دائرته الأسرية سبقه اثنان من إخوانه إلى الشهادة وأما دائرته السياسية فلاتزال الأكثر حيوية وحياة ونضجا ، ثم لفت نظرى الى اتساع دائرة البشير الإنسانية فكان وصولا وواصلا فى كل القطاعات السودانية من لدن قطاع الأدباء والمغنين إلى قادة الطرق الصوفيه ورموز القبائل ، والرياضيين ، ثم لفت نظرى الى علاقته بالذين كانوا على خلاف معه فى السياسة ثم قربت بينهم الاتفاقيات كيف أن رأيهم جميعا فى الرجل ظل ايجابيا ..من لدن قرنق والشريف زين العابدين وجلال الدقير والسيسى ومسار وبشارة ارور والدكتور الصادق الهادى ، وعبدالرحمن الصادق …حسنا .. فما هى الدائرة الإجتماعية والأسرية والسياسية لعبد الله حمدوك؟ وماهى شهادة أصدقائه وخصومه فيه ؟ او قل لوجدى صالح .. او … ( اوفف ) …..وهل تصح مثل هذه المقارنات أصلا ؟ ….
ـ نعم ثلاث سنوات انتهت وشفاه السودانيين تتناوب عليها عبارتان ….( البلد انتهت ) …( وياحليلك يا البشير !!
. ( ياخى الكبارى العملها البشير فى تلاتين سنة حمدوك ماقطع نصها فى تلاتة سنة ..تقول لى ثورة وحنبنيهو …).
ـ نواصل ….ّ
و ….سنرهقكم بمثل هذه المقارنات …
ـ وستصرخون