اغتصاب طفل مصاب بالتوحد.. والجاني ابن قيادي بارز

0

الطفل المجنى عليه مصاب بـالتوحد ويتيم الأب
* الجاني إبن احد النافذين في المنطقة وأسرته من أعيان المؤتمر الوطني المحلول
* ناشطة في حقوق الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة: 10% فقط من الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يحصلون على الرعاية الصحية
* أم لطفلة مُصابة بـالتوحد: الدولة هي المسؤول الأول عن توفير الرعاية الصحية للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
* باحثة اجتماعية: المجتمعات السُّودانية المنفتحة وثقافة (الحوش الكبير) تسببت في انتشار (زنِـا المحـَارم)
* اختصاصي نفسي: يجب عرض الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة حال الاعتداء عليه على طبيب نفسي فورًا
الجريدة: سلمى عبدالعزيز
سلطت قضية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة والمصاب بمرض (التوحد) تقطن أُسرته بقرية (الجريف ـ نوري) بالولاية الشمالية والذي تعرض للاغتصاب والقتل مطلع الشهر الجاري ؛ الضوء على مُعاناة الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وسط حالة من السيولة الأمنية تشهدها البلاد منذ الـ25 من اكتوبر الماضي.
*اغتصاب وقتلقال مُقرب من أُسرة الطفل (م) لـ(الجريدة) إن الطفل البالغ من العمر (7) أعوام والمُصاب بمرض (التوحد) تعرض للاعتداء الجنـسـى (اغتـصـاب) من قبل شاب يبلغ من العمر (20) عامًا يقطن على مقربة من منزل أُسرته ويعد من ابناء النافذين بالمنطقة وتتبع أُسرته للنظام البائد وسبق وأن ارتكب شقيقه جريمة قتل.ويُضيف أن الجاني قام باختطاف الطفل ومن ثمة اغتـصـابـه وقتله ورمي ثيابه في البحر لتضليل أُسرته التي ظلت تبحث عنه والايحاء بأنه مات غرقًا
مؤكدًا تمكن الشُرطة من فك طلاسم القضية التي هزت مجتمع القرية المحافظ وقام الجاني بتمثيل جريمته وسط حضور جموع غفيرة من أهالي القرية والقُرى المجاورة . الطفل القتيل يتيم الأب ، ويعد الإبن الأكبر لوالدته ولديه شقيق آخر يصغره في السن.
*مسؤولية الدولة
ترى الناشطة في حقوق الأطفال ذوي الاعاقة عبير سليمان إنّ قضية الطفل (م) سلطت الضوء على مُعاناة أُسر الأطفال ذوي الاعاقة في السُّودان عامةً واقاليمه بشكل خاص.وتُؤكد في حديثها لـ(الجريدة) كناشطة مهتمة بقضايا الأطفال ذوي الاعاقة وأُم لإبنة مُصابة باضطراب عصبي نمائي (التوحد) أن احصائية أُعدت مسبقًا أشارت إلى أن الأطفال ذوي الإعاقة يتعرضون لجرائم التحرش والاعتداء الجــنسى(الاغتـَصـاب) بنسبة أكبر من الاطفال الاصحاء ما يجعل الأُسر التي لديها طفل من ذوي الاعاقة تحيطه بجُل اهتمامها مقارنةً بأشقائه لأنه لا يملك القدرة على الدفاع عن نفسه.
كرست الناشطة عبير سليمان جهدًا كبيرًا في تناولها لقضية الطفل القتيل (م) بقرية الجريف نوري بالولاية الشمالية على منصتها الشخصية بفيسبوك وتصفها بـ الجريمة المرعبة والمخيفة سيما أنها حدثت وسط مجتمع محافظ شكل ما حدث صدمة له.
وتُشير إلى أنه لايجب وضع الثقل بأكمله على الأُسرة فعلى الدولة القيام بواجبها وتأسيس مراكز للتشخيص المبكر ومن ثمة تقديم التوعية والإرشاد اللازم للأُسر المعنية لتتمكن من متابعة اطفالها جيدًا.
وتوضح “سليمان” أن الأُسر في الولايات تواجه تحدي أكبر مقارنة بقاطني العاصمة الخرطوم لأسباب اجتماعية حيث الانفتاح و(الحوش الكبير) وصعوبة اغلاق الابواب لحماية الطفل ذوي الاحيتاجات الخاصة هذا كله يُضاف إليه عجز نسبة كبيرة من الأُسر توفير تكلفة مراكز الرعاية الصحية الخاصة بهم سيما مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في السُّودان.وتزيد :10% فقط من الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة قادرين على الحصول على الرعاية الصحية .
تقول “سليمان” إنه من الصعب الحديث عن توجيهات يمكن منحها للأُسر التي لديها طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة وقد لمست في المئات منهم حِرصهم على حماية اطفالهم ولكنهم لا يعلمون كيف يجب القيام بذلك وماهي الخطوات التي يجب عليهم اتباعها.من منظورها الشخصي الدولة هي المسؤول الأول عن توفير الرعاية الصحية والنفسية للاطفال ذوي الاحتياجات وأسرهم لتلافي وقوع جرائم بحقهم
*ذئاب بشرية
تُلقي الباحثة الاجتماعية د.حنان الجاك لـ(الجريدة) اللوم على بعض الآباء والأُمهات اللائي يتهاونوا في مراقبة اطفالهم خاصةً الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يحتاجون للرعاية لغياب الوعي الكامل.تقول “الجاك” إن الوضع الصحي للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لايسمح لهم بالاستغاثة أو الاستعانة بالآخرين حال تعرضوا للمخاطر مايجعلهم عُرضة للذئاب البشرية.
وتتابع: السُّودان يعيش في حُقبة زمنية حرجة ويمر بمنعطف خطير حيث بلغنا مراحل حرجة من فقدان الأمن النفسي والاجتماعي وكافة معايير السلامة وتفشت ظاهرة الاغتصاب وسط الأجهزة الأمنية كسلاح لكسر ارادة الشعب وبالتالي فإن من السهل استهداف الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والتعامل معهم كهدف سهل المنال مقارنةً بغيرهم من من يستطيعون حماية أو انقاذ أنفسهم.
زنـا المـحـارم
وفقًا لمنظور د.حنان الجاك فإن غياب الحس الكارثي لدى ذوي الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يعد مُحفزاً للجاني والذي غالبًا ما يكون ضحية أُخرى لم تجد الدعم النفسي وترسخت الحادثة في ذاكرته وتجسدت لحظة الانتقام.
وتزيد: تزايد اغتـَصـاب الاطفال في خلاوى تحفيظ القرآن والاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مسبه الأسر السودانية المنفتحة والمتداخلة وتعامل أرباب المنازل بعدم مبالاة حيث يمرح أبناء العمومة والخلان في (الحوش الكبير) دون رقيب ما ساهم في تزايد (زنـا المحارم) وهذه كارثة أُخرى لكنها لا تنفصل عن القضية مثار النِقاش.وتُرجع (الجاك) كافة ماذكرته آنفًا للخلل في المناهج التربوية والتنشئة الاجتماعية وتوعية الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في كافة مراحلهم العمرية وتفعيل الحس الأمني للأُسر فالجاني دائمًا مايكون من الأقرباء أو المحيطين بالاُسرة.
تختم الباحثة الاجتماعية د.حنان الجاك حديثها لـ(الجريدة) بمطالبتها بضرورة التأهيل الجنـسى للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مشيرة إلى أن السُّودان لا يملك مراكز للرعاية بصورة جيدة وتفتقر كافة المراكز الموجودة حاليًا لموجهات التأهيل الجيد، ويعتقدون أن الطالب من ذوي الاحتياجات الخاصة لا يجب تثقيفه جنـسـيًا ويضعون كافة المسؤولية على الأم.
مشددة على ضرورة أن تضع الأُسر التي تمتلك أطفالاً من ذوي الاحتياجات الخاصة جُل تركيزها على حمايتهم وكيفية رعايتهم جسديًا ونفسيًا ضاربة المثل بسيدات سودانيات استطعن تنشئة أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بصورة تدعو للفخر والاعتزاز.
*سلوك عدواني
يُشدد اختصاصي علم النفس د.عمرو مصطفى على ضرورة عرض الاطفال من ذوي القدرة الذهنية المحدودة إلى مختص أو طبيب نفسي حال تعرضهم لاعتداء جنسـى (اغتصأب) على الفور .
ويقول في حديثه لـ(الجريدة) إن ردة فعل الطفل المعتدى عليه تتفاوت فبعضهم يأتي بردة فعل قوية تبدو واضحة في تغيير سلوكه والبعض الآخر يلزم الصمت .وهُناك طفل لا يظهر عليه تغيير إلاّ بعد فترة من حدوث الجريمة وغالبًا ما يتصرف بعدوانية أو تصرف غير معتاد.كما أنه في بعض الأحيان يقوم الطفل المعتدى عليه بسلوكيات يصعب على الأُسرة فهمها أو فهم كيفية التعامل معها لذلك يأتي دور الطبيب.

اترك رد