اسامه عبد الماجد يكتب.. الجبهة (الانتهازية)

اذا عرف السبب

0

¤ طبيعي أن يخرج صوتآ غاضبآ من داخل الجبهة الثورية .. وينتقد مؤتمرها بحاضرة النيل الازرق ، مدينة الدمازين .. لكن الغريب أن يصدر من أمينها العام رئيس حركة العدل والمساواة جبريل ابراهيم .. الأمين العام للجبهة هو المعني بالدعوة لاجتماعات المجلس القيادي واقتراح الاجندة .. وتحديد زمان ومكان انعقاد الاجتماع. ¤ وكذلك الاشراف علي كل الإجراءات الإدارية.. ولكن تم تجاوزه فاصدر باسم حركته بيانآ غاضبآ وصف المؤتمر بغير الدستوري .. وضع شائه وفوضى تنظيمية .. وتشرذم سياسي داخلي كبير تعيشه الثورية.. مايفرق بين مكوناتها أكثر مما يجمع.

¤ تلك هي الصورة الحقيقية للاوضاع بالجبهة .. وهي كيان انتهازي متملق كان ومايزال همه السلطة .. اجتمعت الثورية في النيل الازرق وهي لم تجتمع على حد أدنى من التوافق بين اجسامها.. هرول قادتها لحجز مقاعدهم في السلطة واداروا ظهرهم للمسارات.

¤ غض النظر عن موقف البعض من مسارات اتفاق سلام جوبا .. لكن اتخذت حركات دارفور ومعهم حركة عقار قضية الشرق ومشاكل وهموم الشمال والوسط جسر عبور .. للوصول الى القصر ومجلس الوزراء.. ذات النهج الذي سبقهم عليه القيادي الجنوبي جون قرنق.. الذي تنكر للتجمع المعارض وابرم اتفاقآ ثنائيآ مع الانقاذ.

¤ عول الكثيرين على الثورية .. لتنهي طيش وخبل قحت التي اوقفت البلاد على حافة الهاوية .. وبرعونة منها – اي قحت – كاد ان ينفرط العقد لولا تدخل الجيش .. انقسمت الثورية بين المؤسسة العسكرية و(الشلة القحتاوية).. وحتى بعد الذي جرى في (25 اكتوبر ) عجز قادتها والذين يملكون خبرة سياسية اكثر من مراهقي قحت في تقديم حل للأزمة الماثلة.

¤ ساهمت الثورية في تأجيج الاوضاع في شرق السودان بتجاهلها انفاذ مسار الاقليم ضمن اتفاقية جوبا .. قالت لقائد المسار كما قال بنو اسرائيل لكليم الله موسى فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون .. المنصب اليتيم بالجهاز التنفيذي (وزير التربية) الذي خصص للشرق ظل شاغرآ منذ حكومة حمدوك الثانية وحتى اليوم.

¤ لم تقرأ الثورية الواقع على الارض في الشرق .. مما نتج عن ذلك صراعآ قبليآ وقتال، واحتقان سياسي .. توج باغلاق الموانئ .. مما انعكس بالسلب على مجمل الاوضاع الاقتصادية بالبلاد.. ولا تزال قطاعات عريضة متأثرة من ماجرى .

¤ قام كل فصيل مسلح بالثورية باستقدام عدد من قواته للعاصمة .. مما ساهم في توسع رقعة الانفلات الامني .. نتيجة للتحرك غير المنظم لبعض تلك القوات .. واستخدام بعضها سيارات دون لوحات وارتداء زي عسكري دون ضوابط.. بجانب استقدام الالاف من السيارات غير المقننة.

التي فتحت ابواب الاحتيال والمضاربات.

¤ حتى الواقع في دارفور لم تسهم الثورية في علاجه ومداواة جراحات أهل الاقليم .. كل الذي جرى سلطة معلقة في الهواء .. فيما يسمى بحاكم اقليم دارفور .. رغم اجتهادات مني مناوي.

¤ على صعيد المشاركة في السلطة .. قدم جبريل بكل علمه ودربته بالمال والاعمال مستوى اقل مايوصف بالبائس في وزارة المالية .. أما بثينة دينار ضيف شرف بوزارة الحكم الاتحادي.. قلبها مع قحت وعقلها مع السلطة .. بينما لم يسمع الكثيرين بوزير يدعى حافظ في الثروة الحيوانية.. وقدم عرمان اسوا تجربة بمكتب حمدوك

¤ ومهما يكن من أمر لو لم ترتب الثورية اوضاعها بشكل جديد .. وتجرد حساباتها ستتلاشى مثل قحت .. وحينها لن يتأسف عليها أحد.

اترك رد