متلازمة السخط ثلاثية الأبعاد (أمن، صحة، قوت) وحدها تكفل الإستقرار وبغيرها تعم الفوضى
عميد م/ ابراهيم عقيل مادبو
*1/* هذه الثلاثية تتسبب في أزمة غير عادية يمر بها السودان، الذي يشهد إنقساماً لم يسبق له مثيل، تؤججه اطراف داخلية وجهات خارجية، فيما يمكن وصفه بأنه “محاولة انقلاب على الإنقلاب”، وإذا سلّمنا جدلاً بالصيغة المذكورة، بتوصيف البعض لإجراءات الخامس والعشرون من شهر أكتوبر الماضي، فالسؤال هو: كيف ستدير السلطات في السودان هذه الأزمة؟
والسؤال بدوره يطرح أسئلة جديدة منبثقة حول ما حدث ومن يتحمل مسؤوليته ومدى استمرارية هذه الأزمة، التي لا تزال تبعاتها مستمرة على الشارع السوداني ومنصات التواصل الاجتماعي، والتفاصيل ليست وحدها المهمة وإنما كيف ستُدار هذه الأزمة، فلا يبدو أن هناك أي مقاربات تحمل حلول ذات نتائج محسوسة وملموسة، مما يفتح الباب لبعض القوى السياسية، وبعض وسائل الإعلام الموالية لها أن تعمل على إذكاء نيران الحديث عن “إنهيار الدولة” و”الإنفلات الأمني” في محاولة لإستغلال السخط والغضب الشعبي من ارتفاع تكاليف المعيشة في الحراك المضاد للسلطات.
*2/* في النهاية، يجب أن يكون الأمل الآن في أن السلطات قد فهمت إشارات السخط الشعبي الكبير، وأنه يجب عليها كبح جماح تصريحات المسؤولين على كل المستويات والعمل بواسطة منصة خاصة تُدار بواسطة وزارة الإعلام بالتنسيق بين أجهزة الدولة المختلفة، وفي الوقت نفسه، يتعيَّن على السلطات التفكير في الإجراءات الواجب اتّخاذها لتهدئة السخط الشعبي حيال أدائها؟، مع الإنتباه “للنيران الجانبية” فالمنطقة “تحب الشائعات”
وتعقيد الأنباء المتعلقة بالمؤامرات والأزمات، مما قد يقوض أي إجراءات أخرى قد تقوم بها السلطات للتوصل إلى الحلول المناسبة للأزمة، ولهذا السبب، دائما ما أطالب بتكون خلية أزمة أو مطبخ سياسي ومرصد يومي للأحداث، ويجب أنّ يتم ذلك قبل تنفيذ إجراءات بناء الثقة التي يعمل عليها الجيش، لتعزيز وتهيئة المناخ والبيئة لبدء محادثات سياسية وطنية جادة تمهد للتوافق وإعادة الوضوع إلى المسار الصحيح.