Site icon اسفير نيوز

هل تفلح مساعي الامة القومي في تقريب وجهات النظر

تقرير: هبة عبيد

مازال المشهد السياسي بالبلاد يكتنفه الغموض بالرغم من التحركات والجهود التي تبذلها جهات خارجية وداخلية بطرح مبادرات لحل الازمة الراهنة، ولكن يبدو ان جميعها بات بالفشل، الا ان بعض القوى السياسية خاصة حزب الامة القومي لم تكتف بالمبادرة وخريطة الطريق التي قدمتها في غضون الفترة الماضية، وكشف الحزب الكبير عن عزمه لتشكيل كتلة وطنية للجلوس مع المكون العسكري.

 

 

 

وافصح رئيس حزب الأمـة القومي فضل الله برمة ناصر عن مساعٍ لتشكيل كتلة وطنية بهدف الجلوس مع المكون العسكري والحوار حول العودة للمسار المدني الديمقراطي وإيقاف المظاهرات في الشارع، وثمن في الوقت ذاته تضحيات الشباب، وقال ناصر في تصريحات صحفية إنهم يسعون لتحقيق ما يطالب به الشباب للوصول لحكم مدني ديموقراطي وإن التضحيات التي يقدمها الشباب يجب أن تتوقف، وأضاف قائلاً: « رغم أن الوضع معقد لكن نحن متفائلون، وهناك أمل كبير والعسكريون لديهم قبول للحدث والحوار مع الآخرين، لكن هذه الخطوة تحتاج لتشكيل الكتلة الوطنية، والآن نتحرك لتشكيلها ونسعى لخلقها». وأوضح برمة ناصر أن حزب الأمة القومي مشغول بما يحقق الوفاق الوطني بوصفه طريقاً لحل قضايا البلاد، وأضاف أنه أول من بادر لجمع الصف في اطار الحرية والتغيير ويقود خط المبادرة، ولديه خط مفتوح مع كل الأطراف مدنيين وعسكريين وشيوعيين وغيرهم.

ولم تكن تلك المرة الاولى التي يطرح فيها حزب الامة رؤيته بالجلوس مع المكون العسكري، ويرى انه لا سبيل سوى اتخاذ هذه الخطوة بالرغم من رفض الشارع لها وتمسكه باللاءات الثلاث (لا تفاوض لا شراكة لا مساومة)، والبعض تساءل عن دوافع الأمة لقيادة مبادرة مرفوضة مسبقاً..

 

 

 

وكان حزب الأمة القومي قد طرح خريطة طريق لاستعادة الشرعية، بهدف تجاوز الأزمة التي تجابه عملية الانتقال الديمقراطي، وشملت خريطة الطريق الذي قدمها حزب الأمة خلال مؤتمر صحفي عقده في مقره بأم درمان عدة محاورة تركز في مجملها على ضرورة العودة لمسار الانتقال السياسي، كما حثت على اعتماد الحوار كمبدأ لتجاوز الخلافات بين القوى السياسية والقائمين على أمر السلطة.

وقال رئيس حزب الأمة القومي المكلف اللواء السابق فضل الله برمة ناصر، إن البلاد تمر بمرحلة خطيرة تتطلب التكاتف ووقف التناحر. وأضاف قائلاً: (أؤكد لكافة فئات المجتمع والقوى الثورية أن السبيل لمستقبل آمن وتجاوز الأزمة هو التنادي والتفاهم والتراضي والإجماع قدر المستطاع لاستعادة الشرعية واستمرار الفترة الانتقالية).

وبالمقابل يصر الجيش على أن الانتخابات هي الوسيلة الأفضل لحل الأزمة، بينما يرى رافضو الانقلاب أن الحل يكمن في ابتعاد الجيش عن السلطة وتشكيل حكومة مدنية، ولكن المحلل السياسي احمد آدم يتفق مع قيادة حزب الامة على أن الحل هو الجلوس حول طاولة حوار، وقال في حديثه لـ (الإنتباهة) إن هناك إمكانية للتوصل إلى رؤية أفضل إذا جلست الأطراف حول طاولة الحوار، مشيراً الى ضرورة ان تسبق الجلوس القناعة بتقديم التنازلات الممكنة للوصول إلى حلول ترضي الجميع، واضاف ان التمسك بعد التفاوض لن يؤدي الى قيادة البلاد لبر الامان، لجهة ان كل طرف متمسك بموقفه لذلك لا بد من التنازل.

الا ان البعض وجه انتقادات للواء برمة ناصر واعتبروه بدأ يحن الى زمان العسكر الذي ينتمي اليهم، واشاروا الى ان مساعيه بهدف ارضاء العسكر وليس لايجاد حلول للازمة الراهنة، ويقول الخبير السياسي ابراهيم الفاضل ان مواقف رئيس حزب الامة فضل الله برمة ناصر تعبر عن شخصية عسكرية همها وضع المكون العسكري على رأس الدولة، واشار في حديثه لـ (الإنتباهة) الى ان الكلمة الآن للشارع الذي يرفض التفاوض مع العسكر، ويجب أن تقف القوى السياسية والاحزاب الى جانب اللاءات الثلاث وليس المطالبة بالعدول عنها، واكد انه بهذه المساعي يجعل الحزب يتبنى مواقف عسكرية مما يقلل من قيمة الحزب الذي بدأ يتهاوى، وذكر في حديثه أن الحزب يبحث عن اية بطولات تعيده الى المجد السياسي الذي فقده بتعدد مواقفه.

Exit mobile version