بعد رحيله اليوم .. السر قدور .. سيرة ومسيرة

0

متابعة : اسفير نيوز

غادر السر قدور السودان في بداية السبعينات، وعاش بالشقيقة مصر 26 عاماً.

كاملة لم يعد خلالها للسودان، حتى عاد للمرة الأولى في معية الصادق المهدي عام 2000، ثم تكرّرت زياراته وسفرياته بين الخرطوم والقاهرة منذ ذلك الوقت.

ورغم سنوات الغياب الطويلة، فإن من يجالس السر قدور ويستمع لحكاويه وغناويه ومدائحه لا يحس بأنه قد غادر السودان ليوم واحد، فهو مسكون بالسودان وتفاصيل طقسه وتاريخه وفنه وأدبه وأوضاعه السياسية.

وظلّ مكتبه بالقاهرة نقطة تلاقٍ دائمة مع القادمين من السودان شعراء وفنانين وسياسيين.

ينطبق على السر قدور القول بأنه صاحب السبع صنائع، فهو ممثل وفنان وكاتب مسرحي صاحب إسهامات كبيرة في الدراما السودانية، خاصة مع بدايات التلفزيون في مطلع الستينات.

كما أنه شاعر وفنان وملحن ومادح من طراز فريد ومتميز، وهو أيضاً صحفي عمل في مجالات السياسة والفنون والمنوعات والرياضة، وهو إلى جانب كل ذلك أنصاري (قاطع) ومريخي متعصب للنجمة، وله فيها أشعار وغناء وحكايات مع شاعر المريخ مرسي صالح سراج.

لكن الأهم من كل ذلك أنه حكاء من طراز فريد، ولديه منجم حكاوى عن الفن والدراما والغناء والموسيقى والسياسة والصحافة والرياضة لا ينضب.

وإذا كانت الأجيال القديمة تعرف السر قدور من خلال بصماته القوية في الشعر والفن الغنائي والمسرحي، فإنّ الأجيال الجديدة لم تكن تعرفه إلا من خلال الحوارات التي أجراها مع نجوم الفن في مصر من خلال التلفزيون السوداني في الأعوام السابقة.

لكن التقديم الحقيقي للسر قدور تم من خلال برنامج “أغاني وأغاني” الرمضاني على شاشة قناة النيل الأزرق الذي فتح ذاكرة السر قدور على نهر من الإبداع وشلالات من الطرب والفرح الدفّاق.

فتح السر قدور مدرسة مجانية على الهواء لكل محبي الغناء والطرب يعلمهم فيها أصول الغناء والطرب السوداني من خلال نماذج متعددة تبدأ مع كرومة وسرور وتمر بالكاشف وعثمان حسين وأبو داؤود وسيد خليفة والتاج مصطفى وعبد الحميد يوسف وغيرهم من أساطين الغناء السوداني وهي مسيرة لا تتوقف.

اترك رد