¤ في الاسبوع الاخير من فبراير الماضي زار عضو السيادي محمد حمدان دقلو روسيا.. تلتها ستة زيارات خارجية لرئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان .. لعاصمتين خليجيتين ولثلاث من دول الجوار وللجار السابق يوغندا .. أي بمعدل كل خمسة أيام زيارة.
¤ وهي خطوة نادرة الحدوث .. ان تكون زيارات بهذة الكثافة.. مايشئ بأن البرهان يخطط لامر ما .. وان ثمة متغيرات قادمة للاوضاع الداخلية ، التي تكاد تكون وصلت الى طريق مسدود .. الراجح انه اطلع رؤساء وملوك على ماينوي القيام به.. أو اشاروا عليه بما يجب أن يقوم به.
¤ الاوضاع في بلادنا تؤثر بشكل مباشر في تلك الدول بما فيها روسيا .. التي بدأت منذ اواخر سنوات الانقاذ في التغلغل في الغرب الافريقي عبر بوابة دارفور على حساب النفوذ الفرنسي.. لذلك استقطبت باريس رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك .. ووضعت في فمه ملعقة ذهب .. لكن الرجل وكأن فمه مملوء بـ (سفة).
¤ جوبا والقاهرة وانجمينا وكمبالا يحكمها اربعة جنرالات .. يدعمون البرهان وبقوة .. الرئيس يشكل معهم في (حزيه واحدة) بلغة الجيش .. تجدهم منذ قرارات اكتوبر ذائعة الصيت يساندونه .. ويتابعون الشأن السوداني عن كثب.. الى جانب احاديث هامسة عن زيارات عسكرية وامنية متبادلة بين الخرطوم وتل ابيب.
¤ اجمالآ لذلك يبدو البرهان مطمئنآ .. وفي وضع مريح .. رغم موجة تظاهرات قحت وتجمع المهنيين وقبلهم الحزب الشيوعي .. لكن بالمقابل لم يستثمر الرئيس التأييد الذي حظى به .. عقب اطاحة (شلة) التمكين .. أو عصابة أربعة طويلة كما يطلق عليها حاكم دارفور.
¤ تراجعت الاوضاع الاقتصادية .. والتهم السوق كل مافي الجيوب .. وباتت الاوضاع الامنية مقلقة .. واصبح الكثيرين يرددون ياحليلك يا البشير .. ووزير المالية جبريل ابراهيم خذل الجميع .. واخر ما وصل اليه شعوره بالاستهداف .. وتبدو الحكومة عاجزة في تقديم اي حلول.. ويحاول من يلتفون حول حميدتي تصويره بالمنقذ بتدخله في كل ملف .. بينما النتيجة صفر.
¤ الدولة أصابها التكلس .. ولن يستمر الحال على ماهو عليه .. حتى وان أراد العسكريين ذلك .. ولا اعتقد ان الراهن فيه مايسر .. بالتالي لابد من قرارات حاسمه وجريئة .. قرارات فورية لا مجال للتراجع عنها .. لا مجال معها لوسطاء.
¤ ومهما يكن من أمر حان الوقت لتظهر نتيجة السبع زيارات .. والا فان البرهان يكون قد اضاع عليه فرصة كبيرة.. لن تتكرر !