الطاهر ساتي يكتب.. مًخدّر جديد ..!!
:: نصف عام، ولا يزال المجلس السيادي عاجزاً عما وعد به الناس .. كما عجز عن تنفيذ برنامجه حسب الجدول الزمني الموثق في بيان رئيس المجلس السيادي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة يوم البيان.. عجز المجلس السيادي عن تشكيل حكومة الكفاءات المستقلة، وفشل في تنفيذ محتوى بيان 25 أكتوبر، وليس هناك أي مسمى آخر لما يحدث غير العجز و الفشل..!!
:: ومن المحن، بعد نصف عام، يحدثنا العميد الطاهر أبو هاجة، المستشار الإعلامي لرئيس المجلس السيادي عن تشكيل حكومة جديدة خلال (الأيام المقبلة)، و يقول إن الحكومة المرتجاة هي رغبة (الأغلبية الصامتة) التي تأذت من الفوضى السياسية.. كلمة حق مراد بها التخدير .. صحيح، فالأغلبية الصامتة بحاجة إلى حكومة كفاءات تنقذ ما تبقى من الأمن و الاقتصاد و الخدمات من بحر التردي، و تُجنب البلد مخاطر الفوضى و العبث..!!
:: و الأغلبية الصامتة بحاجة إلى حكومة تشعرها بأن (هناك دولة)، ولكن المؤسف أن البرهان عاجز عن تشكيل هذه الحكومة .. بعد 25 أكتوبر، كان يجب الشروع في بناء دولة المؤسسات المهنية (غير المتحزبة)، كما وعد البرهان .. وكان يجب فك كل أنواع الاحتكار؛ لتكون المنافسة عادلة وشريفة في مؤسسات الدولة، بلا محباة أو محاصصات حزبية، كما وعد البرهان..!!
:: و بعد 25 أكتوبر مباشرة، كان يجب تأسيس مناخ سياسي مُعافى بحرية (غير المطلقة)، وبالديمقراطية الراشدة غير العبثية؛ وذلك دون المساس بأمن البلد وسلامة المجتمع، ولكن البرهان عجز عن فعل ذلك، فانحدر الأمن في المجتمعات، لتحل محله (مملكة 9 طويلة).. !!
:: و بعد 25 أكتوبر، كان يجب أن تبدأ حكومة الكفاءات المستقلة – التي وعد بها البرهان – مهمة الانتقال بالبلد من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة؛ ليتفرغ الشعب للإنتاج، و القوى السياسية للانتخابات.. لقد أهدر البرهان فرص تأسيس (الحكومة الانتقالية)، بدلاً عن حكومة النشطاء و العسكر، ثم حكومة العسكر.. !!
:: بعد استقالة ابن عوف، توقعت ما أسماها أبو هاجة بالأغلبية الصامتة أن يشكل البرهان حكومة مهام مستقلة، لفترة محددة، تعقبها انتخابات، ثم سُلطة مدنية، ولكن البرهان لم يفعل.. وكذلك بعد جريمة فض الاعتصام، توقعت الأغلبية الصامتة أن يُشكل البرهان حكومة مهام مستقلة، تعقبها انتخابات، ثم سُلطة مدنية تحاسب الجناة، ولكنه لم يفعل..!!
:: و بعد 25 أكتوبر 2021، توقعت المسماة بالأغلبية الصامتة أن يُشكل البرهان حكومة مهام مستقلة، لفترة محددة، تعقبها انتخابات، ثم سُلطة مدنية كاملة، كما وعد في بيانه، ولكن فاجأهم البرهان بانتظار (حلول فولكر)، وما أسماه بالتوافق السياسي .. التوافق الكامل لم يحدث في تاريخ السودان.. ولذلك، فإن فترة أبو هاجة – المسماة بالأيام القادمة – مجرد تخدير آخر للأغلبية الصامتة، لتصبر على المزيد من الفوضى و التردي ..!!