*تمر اليوم الذكرى الثالثة لسقوط حكومة الإنقاذ ، تمر اليوم ذكرى خيانة اللجنة الأمنية للبشير وتسليم البلاد (للمحاور الإقليمية) بعد هروب غالبية أعضائها ( لخارج البلاد) ؛ تمر اليوم ذكرى الثورة المصنوعة التي غيرت حياة السودانيين ونقلتهم من النعيم إلى الجحيم ، ومن الحسن إلى القبح ؛ ومن الرخاء إلى الضيق..!!*
*تمر اليوم الذكرى الثالثة لإيداع البشير ورموز التيار الإسلامي إلى سجن كوبر فقد مرت عليهم ثلاثة سنوات دون محاكمة ؛ ودون أدنى مراعاة لحقوقهم الإنسانية ؛ وفوق ذلك كله تم فتح الباب واسعا أمام الإعلام العدائي لبنهشهم كيف يشاء ويصنع الروايات بشأنهم كيف يشاء ؛ بل أصبح الحديث عن محاكمتهم جريمة ؛ والأصل بقائهم في السجن دون اكتراث لأي مبدأ قانوني ؛ وكأن العدالة شعار أجوف تردده ببغاواتهم من أجل التطريب بصوت نكر..!!*
*تأتي اليوم الذكرى الثالثة لمرور أكبر ثورة (ظلم) و(تنمر) و(تجني) و(تشفي) و (حقد) و(مقت) و (كراهية) ؛ فقد هاج فيها الشبان ؛ وفقد فيها الشيوخ وقارهم ؛ وفقدت فيها النساء حشمتهن ؛ وانهارت فيها منظومة القيم السودانية ؛ وتربع على عرشها (القراي) وكثير من (الملاحدة) ووصل بهم الأمر لأن دعوا للمساواة بين (الكنيسة ) و(المسجد) بل إنهم لا يميزون بين (عبادة الله ) و(عبادة الأوثان) ؛ وانفصل فيها الناس عن (شعورهم) وعن (احساسهم الأصيل) وحل بداخل (وجدانهم الفارغ) احساس الزيف والغش والضلال لذلك بكوا بلا (حزن) واحتفلوا بلا (فرح) ..!!*
*نعم فرحوا وملؤوا الطرقات صخبا وهتافا .. هاجوا وماجوا ؛ رددوا شعارهم الفاجر (أي كوز ندوسو دوس ) ، خدعوا أنفسهم وصدقوا خداعهم ؛ وامتلؤوا يقينا كاذباً ، ووهبوا قلوبهم وعقولهم رخيصة (لتجمع المهنيين اليساري) ، ونصبوه عليهم ملكا بل كأنه إلها يعبد (ففطروا رمضان بأمره) ؛ وبأمره عطلوا حياة الناس حينما قفلوا الطرقات حتى مات المرضى في الطرقات ؛ ونشروا ( القبح) و(الزعر) وأوقفوا الحياة ولم يزرعوا شيئا جميلاً طيلة فترة الثلاثة سنوات ..!!*
صفوة القول
*ثلاثة أعوام مرت ولم يآ السودانيون جديداً غير تعيين (حاكم عام) غربي على السودان اسمه (فولكر) ، يأتمر الناس بأمره ، ويحج إليه قادة الأحزاب والجماعات السياسية ؛ يعدهم احيانا ويمنيهم أحياناً أخرى – ثلاثة أعوام مضت وما تزال الدماء تنزف ؛ وما تزال أحلامهم تترنح بين الخيال والمستحيل ؛ وما تزال (سلعة الكذب) تباع وتشترى ، ثلاثة أعوام وما يزالون يرددون الشعارات (العدمية) (المغلقة) ، ثلاثة سنوات وما زالوا يعتقلون (الأسود) ويتركون (الضباع) حرة تفعل ما تشاء ؛ والمؤسف حقا أنهم لا يعيدون البصر كرتين حتى ينقلب إليهم خاسئا وهو حسير ؛ ثلاثة سنوات وما زالوا يتعجبون ويهيجون ويسخطون حينما يرون أن القضاء السوداني قد برأ قادة وطنيون شرفاء ؛ أي (جهل) هذا ؟ واي (مقت) هذا ؟ لذلك نقول إنه (الأثر الباغي) ، وحسبي الله ونعم الوكيل .*