اسامه عبدالماجد يكتب.. ورابعهم حميدتي
¤ كتبت في هذة المساحة أمس الاول بمناسبة الذكرى الثالثة للثورة المصنوعة تحت عنوان ( ثلاثة رجال أسقطوا البشير) .. وسميتهم النائب الاول عوض بن عوف ومدير جهاز الامن الاسبق صلاح عبد الله قوش ومدير الاستخبارات الراحل جمال عمر .. القاسم المشترك ان ثلاثتهم احيلوا للتقاعد واعادهم البشير.
¤ قلت ان عودة الثلاثي مع الترفيع والترقية والتسكين في مواقع حساسة للغاية ربما تكون الحالة الاولى من نوعها في العالم .. أقدم عليها البشير في حالة (لا وعي سياسي).. وقد خلقت اختلالات كبيرة في المؤسستين الأمنية والعسكرية .. وأدت لشق الصف، والتململ.
¤ حظى ماكتبناه بتفاعل كبير .. عدد مقدر علق بان الرابع ممن خانوا البشير هو قائد الدعم السريع محمد حمدان (حميدتي) .. واختلف معهم تمامآ فيما ذهبوا اليه .. ماكان حميدتي يجرؤ على مخالفة البشير في أي شأن .. حتى اخر لحظة من عمر الانقاذ.
¤ بعد التغيير حاول حميدتي تغيير جلده .. والتلون بما يتماشى مع مرحلة مابعد البشير .. لذلك كان مضطربآ ولا يزال بذات الخصوص .. تجنى ذات مرة وكذب بان البشير امره بقتل المتظاهرين .. بينما لم يصدر هكذا توجيه من الرئيس .. والا ما نام الشباب والشابات امنين مطمئنين .. حول سور القيادة العامة وجوار اقامة البشير ستة ايامآ حسومآ.
¤ وعندما لم يصدق احد مزاعم حميدتي .. ولم يأبه أحد لحديثه .. لأن القتل ليس من شيم البشير .. خرج بقول جديد انه من اجبر اللجنة الامنية بالانحياز للجماهير .. وهو قول سفهه كل من سمعه .. وحاول دقلو الكبير (عبد الرحيم) هو الاخر تجميل صورة الدعم السريع .. وباهى بانه من قام بايداع البشير سجن كوبر.
¤ ولم يجيب دقلو حتى اللحظة حول مصير خمسة ملايين دولار قبضها (كاش) من البشير .. وتواطؤا جميعآ وروجوا انهم وجدوا بحوزة البشير ملايين من الدولارات بمقر اقامته .. كان ذلك بعد ستة أيام من زوال الانقاذ .. ولو كانت الاموال مجهولة المصدر والصرف لتمكن البشير من اخفائها .. بواسطة مقربين منه ومخلصين له.
¤ لكن البشير كان صريحآ وشجاعآ وهو يرتب حالة للانتقال الى المعتقل .. وابلغهم بالاموال التي كانت مخصصة للطوارئ مثل توفير الوقود والدقيق وحل مشاكل الكهرباء .. لكنهم خانوا العهد وصوروا انفسهم ابطالآ تقربآ لقحت وقالوا ضبطنا الملايين عند البشير .. وهي اموال كان يمنحها ولي العهد السعودي للحكومة السودانية.
¤ قبل يومين صوب القيادي بالشعبي الناجي عبد الله ، انتقادات شديدة لحميدتي .. وصدق فيما ذهب اليه .. لكن الناجي ليس بسياسي .. يقول اي حديث في الهواء الطلق .. والسياسة كما الصلاة كما يقول الراحل الامام الصادق المهدي – عليه الرحمة – (فيها السر والجهر) .. والناجي (زمنه فارق) من اخوانه.. افسد علينا حفل تابين الرجل الامة يوسف لبس وانتزع كلمة قال انهم خططوا لاغتيال قوش.
¤ وما لا يعلمه الناجي ومن هم حول حميدتي من جيش المستشارين ان هناك معركة مؤجلة للاسلاميين مع حميدتي.. امامهم الان تحديات اهم من حميدتي .. والاخير يعلم ذلك ثم ان حمدان يعيش حالة من القلق فوق المعدل .. والاحساس بعدم الامان .. لدرجة عدم الاطمئنان لقارورة مياة تقدم اليه في اي محفل.
¤ بينما كان البشير يستمتع بأكل العصيدة بيده وقد طبخت بمهارة فائقة ووضعت في (مندولة) في الفاشر مع السلطان كبر او في زالنجي مع الشرتاي جعفر عبد الحكم.. ولم يكن ايآ من طاقم حراساته من ابناء عشيرته .. بل كانوا يمثلون كل مناطق السودان.
¤ ورط القحاته حميدتي مع الاسلاميين .. وابتلع الطعم عندما هتفوا له .. (حميدتي الراجل الضكران الخوف الكيزان) .. وادرك الرجل بعد فوات كيف اوقعه القحاته في الفخ.. وتمنى لو لم يطرب لهذا الشعار الملغوم.. ولم يعادي الاسلاميين والبشير.
¤ ومهما يكن من امر يسجل التاريخ ان دقلو اخوان قالوا ان (البشير مرشحهم لانتخابات 2020 على رأس اي زول).. وهو الحديث الذي اغضب حينها نائب البشير حسبو عبد الرحمن.. الذي كان ينظر للمستقبل ببنما ابناء عمه ينظرون تحت اقدامهم.