ردع الصين يتطلب سرعة تسليح أميركا لتايوان

0

اسفير نيوز __وكالات

في الوقت الذي تحليل: ردع الصين يتطلب سرعة تسليح أميركا لتايوان فيه العالم أزمة غزو روسيا لأوكرانيا التي لا تلوح لها نهاية في الأفق، تثار قضية تايوان التي يمكن أن يسفر غزو الصين لها عن نتائج لن تختلف كثيراً عمّا يحدث اليوم. وقد أدت زيارة وفد من الكونغرس الأميركي مؤخراً إلى تايوان لردود فعل صينية قوية قولاً وفعلاً.

 

فقد أكدت الصين مراراً وتكراراً أن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وتوقع الكثيرون قيام الصين في وقت ما بغزو تايوان، ربما بتشجيع من سيناريو غزو روسيا لأوكرانيا، بينما يستبعد آخرون ذلك في ضوء ما واجهته روسيا من ضغوط مختلفة تجسدت في عقوبات سياسية واقتصادية كارثية.

 

وقال الباحث والكاتب الأميركي جوردون ج. تشانغ، أحد كبار زملاء معهد «جيتستون» للأبحاث والدراسات السياسية وأحد أعضاء مجلسه الاستشاري، إن الجيش الصيني أرسل طائرات مقاتلة وقاذفات قنابل وفرقاطات بالقرب من تايوان في إطار تدريبات عسكرية وصفها المتحدث باسم وزارة الخارجية تشاو ليجيان، بأنها إجراءات مضادة للتصرفات الأميركية السلبية مؤخراً، بما في ذلك زيارة وفد الكونغرس الأميركي لتايوان. وأضاف المتحدث أن بكين «سوف تواصل اتخاذ إجراءات قوية من أجل الضمان المطلق لسيادتها ووحدة أراضيها».

 

وفي الوقت الذي كان يدلي فيه المتحدث بتصريحاته كان ستة من أعضاء الكونغرس بقيادة السيناتور ليندساي غراهام، والسيناتور روبرت مننديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ يجتمعان مع رئيسة تايوان تساي إنغ – ون وكبار المسؤولين. وكانت الزيارة التي استغرقت يومين غير معلنة ووصفتها وزارة الدفاع الصينية بأنها «متسترة».

 

وقال تشانغ في تقرير نشره معهد «جيتستون» إن صحيفة «غلوبال تايمز» التابعة لصحيفة «الشعب» الصينية كانت أكثر مباشرة؛ إذ قالت إن التدريبات لم تكن فقط «تحذيراً» لأعضاء كونغرس آخرين يعتزمون زيارة تايوان ولكنها أيضاً «تجاوزت الردع بالإعداد لأعمال حقيقية محتملة من شأنها أن تحسم قضية تايوان تماماً عندما يكون ذلك ضرورياً».

 

وأضاف تشانغ أنه سواء كانت الصين تخطط لغزو تايوان الآن أم لا، فإن الوقت قد حان لأن تتخلى الولايات المتحدة عن عقود من سياستها الخاطئة تجاه قضية تايوان. ومن بين أمور أخرى، يتعين على واشنطن، على أساس عاجل، البدء في تسليح تايوان بالأسلحة التي تحتاج إليها بصورة ملحّة. فقد قالت القيادة الميدانية الشرقية الصينية في بيان لها إن «جمهورية الصين الشعبية تحتفظ لنفسها بحق استخدام القوة لضم جمهورية الصين، وهو الاسم الرسمي لتايوان. فتايوان جزء مقدس لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وليس هناك أي مجال لتدخل أجنبي بالنسبة لقضية تايوان».

 

من ناحية أخرى رأى كثير من المحللين أن المقاومة البطولية الأوكرانية في مواجهة الغزاة الروس جعلت غزو الصين لتايوان أقل احتمالاً. ولكن للأسف قد يشعر شي جينبينغ، الرئيس الصيني الطموح والجسور للغاية بتشجيع من الأحداث الأخيرة في أوروبا الشرقية. وكان أحد زعماء الطلبة في أحداث تيانانمين قد كتب أواخر الشهر الماضي يقول: «يجب ألا نتوقع اتخاذ قرارات عقلانية من جانب الديكتاتوريين ونظم الحكم السلطوية».

 

فمن الممكن أن يقرر شي تماماً أن الحرب الأوكرانية توضح أن لديه اليوم ضوءاً أخضر لغزو تايوان. وعموماً فإن الولايات المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي الـ27 وبريطانيا -تلك الـ29 دولة التي كان اقتصادها أكبر 25 مرة من اقتصاد روسيا العام الماضي – لم تستطع ممارسة قوتها لردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لذلك قد يشعر شي بأنهم سوف يفشلون بالمثل بالنسبة للصين.

 

وأوضح تشانغ أنه علاوة على ذلك، لم تكن العقوبات التي فُرضت على موسكو بعد الغزو شاملة، وما زالت كذلك. ومن ثم، فإنه من الممكن أن يعتقد شي أنه لن تجرؤ أي دولة على فرض تكاليف هائلة على دولته العظيمة. وقد يعتقد شي أن غزو بوتين تسبب في قدر كافٍ من الفوضى والإرباك مما يؤدي إلى عدم إقدام الآخرين على الوقوف في وجه أعماله العدوانية.

 

وقال تشانغ إن القادة الصينيين يعطون انطباعاً بأن الأحداث الأخيرة جرّأتهم. فعلى سبيل المثال، سقوط كابل العام الماضي، أدى إلى أن ترى بكين أن الولايات المتحدة عاجزة. لدرجة أن صحيفة «غلوبال تايمز» تساءلت: «كيف يمكن لأميركا أن تواجه الصين القوية بينما لم تستطع حتى التعامل مع حركة (طالبان)؟».

 

وأكد تشانغ أنه ليس معنى كل ما تم ذكره أن الصين سوف تغزو تايوان -وهناك أسباب كثيرة وراء عدم قيامها بذلك- ولكن الردع الآن أكثر أهمية في مضيق تايوان. فبعد سقوط أفغانستان وغزو أوكرانيا تعد تايوان في أنحاء العالم اختباراً لمصداقية أميركا.

 

ورأى تشانغ أن الولايات المتحدة اتبعت طوال عقود سياسة «الغموض الاستراتيجي»، ولم توضح للصين أو لتايوان ما ستفعله في حالة أي صراع وشيك. ولم يعد هذا الغموض مجدياً الآن. فمن أجل منع حدوث غزو صيني لتايوان يتعين على الرئيس الأميركي جو بايدن الإعلان على الملأ أن أميركا سوف تدافع عن تايوان. وبالإضافة إلى ذلك يجب على الولايات المتحدة التعاون مع الحليفتين اليابان وأستراليا وإبرام معاهدة دفاع متعددة الأطراف لصالح تايوان.

 

واختتم تشانغ تقريره بالقول إنه للتأكد من أن حسم وضع تايوان سيتم بطريقة سلمية، يتعين على إدارة بايدن البدء في شحن أسلحة لتايوان، خصوصاً الصواريخ طويلة المدى. كما يتعين أن يكون لأميركا والدول الصديقة قوات في تايوان. فالردع هو أفضل ضمان للسلام.

اترك رد