¤ لا يختلف اثنان ان تناول رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان لافطار رمضان أمس مع عامة الناس بالمسجد الكبير بقلب الخرطوم .. يعد حدثآ يحمل حزمة من الدلالات.. عنصر المفاجأة كان الأبرز.
¤ على الاقل ان الذاكرة لا تكاد تحفظ موقفآ مماثلآ سواء للرئيس السابق عمر البشير .. أو الاسبق الراحل جعفر نميرى .. وهما حظيا بشعبية وحضور اجتماعي كبيرين.
¤ لكن حضور لدرجة الالتحام المباشر مع المواطنين يكاد يكون من الحالات النادرة.. اقصى ماكان يفعله البشير، يطلب من الجماهير الاقتراب من المنصة .. واذا ما تأملنا مقطع فيديو افطار البرهان .. منذ لحظة وصوله ومصافحته للمواطنين وكذلك عند مغادرته .. وتناوله لافطار بسيط على الأرض.. مع المظهر المدني الكامل لمرافقيه.. يبدو الأمر لافتآ.
¤ الملاحظ حول شخصية البرهان امتلاكه قدرة فائقة على احداث المفاجأت .. التي توقف نبضات القلب.. اتفقت معه او اختلفت . مثل توجيهه بايداع قائده المشير البشير السجن.. اتخاذه قرار التطبيع بشجاعة يحسد عليها .. وكذلك اصداره لقرارات 25 اكتوبر التصحيحية.. وخوضه الحرب في الفشقة السودانية ضد القوات الاثيوبية الغازية.
¤ اسلوب البرهان ولهجته شهدا تغيرآ كبيرآ مؤخرآ .. ظل يحتفظ بهدوئه في أحلك الظروف .. تذكرون عقب اجراءات 25 اكتوبر .. سئل عن (حمدوك) اجاب بهدوء وذكاء اربك مخالفيه .. واثلج صدور مؤيديه.
¤ مثل اللحظات الشعبية التي عاشها البرهان امس تثير التعاطف وتحصد الاعجاب.. وتشئ بان حوله مستشارين .. وان كنت ارجح ان الخطوة جاءت منه .. ولعلها ليست بجديدة عليه.. وان كانت المواقف المماثلة تحدث في مسقط رأسه.. خاصة عندما يمضي اجازة العيد ..حيث يفترش الارض على الرمال بالجلباب والطاقية.
¤ دون صخب كما يفعل أخرين يشكل البرهان صورة مختلفة له.. رغم انه غير ميال للمرح كما كان البشير .. لكنه ودود رغم انه من الشخصيات الحذرة ،قليلة الكلام.. ربما يتفوق على الاخرين انه ليس لديه حساسية تجاة النقد . وليس بالشخصية الغضوبة.
¤ كما انه مرن وغير ميال للتعنت او (ركوب الراس).. لدرجة ان البعض يصفه بالضعف .. وهو عكس ذلك تمامآ كونه يتميز بمعرفة نقاط ضعف الاخرين .. لذلك كثيرآ مايحرز (قون المغربية)، مثلما فعل أمس.. متخطيآ توقعات الكثيرين.. وقد برع في رفع منسوب الارتياح لدى المواطنين .. وهو ما لا يتحقق بسهولة في اوساط السودانيين.
¤ بالنظر للمشهد فان تكوينه السياسي ليس متجانسآ.. وهو مايعزز فرص المؤسسة العسكرية .. والبرهان على وجه الخصوص
¤¤ *سبب أخير*
*افطار كباشي*
تلاوة عزبه لصاحب صوت هادئ في صلاة المغرب يوم الافطار المحضور الذي اقامه عضو مجلس السيادة الفريق أول شمس الدين كباشي .. لا ادرى هل قصد الامام او من قبيل المصادفة .. وهو يتلو في الركعة الثانية الآية التي يذكر المولى عز وجل ، الناس انه خلقهم من ذكر وانثى وجعلهم شعوبآ وقبائل ليتعارفوا.
¤ الحشد الكبير الذي حرص على تلبية الدعوة كان من كل المكونات المدنية والشعبية والعسكرية .. وماكان ليكون كذلك، لولا ان صاحب الدعوة كباشي .. والذي لم يحتاج لالقاء خطبه .. واكتفى مدير مكتبه بتقديم الشكر للحضور (وبس).
¤ وهكذا كباشي مختلف في كل شئ.