اسفير نيوز __ وكالات
أكبر طائرة في دمرها الروس.. ماذا تعني “سفيرة كييف المجنحة” للأوكرانيين والعالم؟، ورمز أوكرانيا المحبوب، التي كانت تعرف باسم “مريا” من أبرز ضحايا الغزو الروسي لأوكرانيا.
أولكسندر هالنينكو، أول طيار حلق بطائرة “أنتونوف 225” ماريا، يقول لصحيفة “نيويورك تايمز” إنه تمكن من شرفة منزله رؤية الانفجارات في مطار غوستوميل حيث تقف الطائرة، وهو ما جعله يشعر بالخوف الشديد على شيء قريب جدا إلى قلبه.
هالنينكو، يحب طائرة مريا كما يحب طفل له، إذ تجد في منزله صور ولوحات ونماذج لها في كل غرفة.
الطيار هالنينكو، (76 عاما) من أبناء الحرب الباردة، والده كان نقيبا في الجيش الروسي، ووالدته كانت تعمل بالفلاحة، وكلاهما توفيا عندما كان صغيرا، بحسب تقرير للصحيفة
ويشير التقرير إلى أنه ترعرع في مدرسة داخلية جنوب شرقي أوكرانيا، واستمر في الدراسة حتى أصبح طيار مقاتلا من النخبة السوفيتية، قادرا على قيادة جميع أنواع الطائرات المقاتلة وطائرات الشحن.
وفي الثمانينيات كانت القيادة السوفيتية حريصة على العودة لسباق الفضاء، إذ صمم المهندسون مركبة فضائية قابلة لإعادة الاستخدام أطلق عليها اسم “بوران”، وكانت الطريقة الوحيدة لنقل هذا المكوك على ظهر طائرة كبيرة.
طائرة مريا لعبت دورا هاما في نقل المعدات الطبية خلال جائحة كورونا
طائرة مريا لعبت دورا هاما في نقل المعدات الطبية خلال جائحة كورونا
ولهذا قامت شركة أنتونوف في كييف بتطوير الطائرة الضخمة، وأجرت أول رحلة طيران لها في 1988. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991 وبرنامجها للفضاء، تم توجيهها لتعمل في إطار الشحن لتنقل المولدات الضخمة والإمدادات الطبية ودبابات القتال، بحسب التقرير.
ويوضح تقرير الصحيفة أن مريا، وتعني في الأوكرانية “الحلم”، تعتبر أكبر طائرة تجارية في العالم، تمتلك 6 محركات نفاثة، وطول جناحيها بمساحة ملعب كرة القدم، وارتفاعها يماثل ارتفاع بناء من ستة طوابق، وتمتلك 32 عجلة هبوط، ويبلغ وزنها الأقصى 1.4 مليون باوند.
وهذه الطائرة فريدة من نوعها في العالم، إذ يبلغ طولها 84 مترا ويمكنها نقل ما يصل إلى حوالي 250 طنا من البضائع بسرعة تصل إلى 850 كيلومترا في الساعة، بحسب وكالة فرانس برس.
إصلاح مريا يحتاج لأكثر من 3 مليارات دولار
إصلاح مريا يحتاج لأكثر من 3 مليارات دولار
ووصفت نيويورك تايمز الطائرة بأنها “سفيرة أوكرانيا المجنحة حول العالم”.
ورغم أن الحرب في أوكرانيا، والتي بدأت في 24 فبريرا، أسفرت عن مقتل العديد من الأشخاص، إلا أنها دمرت أشياء مادية تعني الكثير للبلاد.
مريا التي تعرضت لضربات صاروخية مباشرة في 27 فبراير خلال المعارك التي دارت في المطار، أثار الضرر بها مشاعر حزن في جميع أنحاء العالم، وأصبح البعض يضع وشم “ماريا”، ويتداول البعض رسما كاريكاتيريا للتعبير عن الحزن لما حصل لها.
الضرر بمريا أثار موجة من الحزن حول أنحاء العالم
الضرر بمريا أثار موجة من الحزن حول أنحاء العالم
وقال الطيار دميترو أنتونوف لصحيفة نيويورك تايمز إن مهمة ماريا الأخيرة كان في الثاني من فبراير عندما سلمت شحنة اختبارات كورونا من الصين للدول الأوروبية.
وتقدر مجموعة أوكروبورونبروم أن إصلاح “مريا” سيكلف أكثر من ثلاثة مليارات دولار ويستغرق أكثر من خمس سنوات، وفق تقرير لفرانس برس.