Site icon اسفير نيوز

احمد يوسف التاي يكتب.. (إمبراطورية 9 طويلة) (1)

عصر أمس الجمعة وفي الشارع العام بمنطقة الحلفاية كانت النيران تلتهم عدد (موترين) تتبعان لـ (إمبراطورية 9 طويلة) وذلك بعد أن نفذت عصابة تسعة طويلة عملية سطو على إمرأة مسكينة كما يقول الرواة ، فاستنجدت المرأة بالمارة ، وسرعان ما تجمع شباب الحي وطاردوا أصحاب الموترين حتى ألقوا عليهم القبض واوسعوهم ضرباً ربما فارق أحدهم الحياة ، كما كان الحال في حادثة حي كافوري وغيرها …في الطريق قبل الوصول إلى مكان الحادثة كنا نرى ألسنة اللهب تلتهم (الموترين) والتي لم تبقِ منهما شيئاً ، وبجانبهما يرقد (اولاد تسعة طويلة) جثتين هامدتين من أثر الضرب المبرح… في مكان الحادثة أيضاً تجمع عدد غفير من المواطنين وقد أغلقوا الشارع تماماً والبعض منهم يحاول الضرب على الجثتين الهامدتين ، والبعض يردد : أضربوا الحي ، الميت دا خلاس خلوه)…

(2)

الأيام القليلة الماضية شهدت عمليات نهب واسعة بواسطة عصابة ما يسمى بـ (تسعة طويلة) ، وما يسترعي الإنتباه ليست العمليات المتواترة والتي بدأت تطرق أبواب المدينة بإيقاعات متسارعة، ولاكثرة الأحداث من هذه الشاكلة من عصابة منظمة باتت تروع المدنيين الآمنيين ، ولا التفنن في أشكال الخطف والنهب، ولكن مايسترعي الإنتباه حقاً هو الجرأة التي ينفذ بها أفراد هذه العصابة عملياتهم، وكأنهم أمِنُوا العقوبة، وكأنهم على ثقة تامة أن الدولة لاتحاسبهم لأنهم جوعى ولأنهم مضطرين لذلك كما يبرر البعض..

الناظر اليوم إلى عمليات (تسعة طويلة) في الخرطوم يدرك تماماً أن تحولاً خطيراً في الجريمة قد حدث بالفعل في ظل سبات عميق تغط فيه حكومة ولاية الخرطوم ، تلك الولاية التي لم تعد آمنة مثلها ومثل مدن الرعب الأخرى التي لم تعرف الأمن حتى أصبحت مضرب المثل في النهب والخطف وترويع الآمنين كما يحدث في أفلام الآكشن تماماً …

(3)

ثمة ملاحظة مهمة استوقفتني أمس وأنا أشاهد الجموع الغفيرة التي سدت الأفق في مكان الحادثة وهي أن كل الناس الذين تجمهروا في مكان الحادثة أيدوا بشدة حرق المواتر وضرب الجناة وأخذ القانون باليد، مما يعني عدم ثقة المواطن في حماية الدولة وعدالتها وقوانينها وأجهزتها، وهذا لعمري تطور خطير للغاية ، فإذا فقد المواطن الثقة في عدالة الدولة وهيبتها وقوانينها ، يعني أن المواطن الآن بات يعيش إحساساً بعدم وجود الدولة التي تقوم بواجبها في الحماية وبسط الأمن وفرض هيبتها بتطبيق القوانين..

على الحكومة أن تعي هذا الدرس جيداً وأن تدرك أن المواطن الآن بات يميل لأخذ القانون بيده من فرط عدم الثقة في الدولة ، وعليها أيضاً أن تعيد للمواطن الثقة في اجهزة الدولة وقدرتها على حماية الافراد دون تمييز لا أن تظهر سطوة الدولة وهيبتها في حماية النظام وكراسي المسؤولين وحماية أسرهم…….الـلهم هذا قسمي في ما أملك..

نبضة أخيرة

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الـله، وثق أنه يراك في كل حين.

Exit mobile version