شريف أحمد الامين يكتب.. 9 طويلة .. من يدير المعركة؟!!

0

▪️تمدد وإتساع نشاط العصابات المتفلته بولاية الخرطوم أصبح مثار جدل وعلامة إستفهام ضخمة تطعن في هيبة الدولة وتقذف بها في حالة الإنفلات الأمني الذي صار واقعاً في إنتظار المرحلة المقبلة والتي حتماً (ستنشطر وتنبشق) إلي مشروع حرب أهلية وصراع شوارع بين المواطنين ومتفلتي (تسعة طويلة) لإثبات الذات والتحدي بين طرفي الصراع!.
▪️وللفائدة ولمزيد من دراسة بروز تلك الظاهرة الخطيرة (تسعة طويلة أو عصابات النيقرز) ونشأتها في ولاية الخرطوم تأريخيا من أجل علاجها جزرياً (عسي ولعل) نجد أن أصل تسمية (النيقرز) مشتقة من اللغة الإنجليزية (nigga) ويشيع استخدامها في اللهجة الافريقية الامريكية وتعني (عصابة السود)، حيث تعتبر تلك المجموعات والمنتمين اليها اصحاب تشكيل عصابي مكتمل الدسم من ناحية الترتيب الإداري للمجموعات ذات التنظيم والتخطيط المحكم للجرائم يترأسهم زعيم كل مجموعة (BOSS) ولهم لغة وشفرات خاصة للتحدث فيما بينهم امعاناً في سرية التنظيم، كما يرتدون ازياء واكسسوارات غريبة ويتسلحون بالسواطير والسكاكين والخناجر وما شاكلها من الاسلحة البيضاء، حيث تتحرك العصابة في مجموعات لتنفيذ الهجوم الجماعي المباغت للمناطق المستهدفة ويكون انسحابهم جماعياً ايضاً مصحوباً بتغطية دفاعية مشددة للمجموعة.
▪️بالنظر لتأريخ تهديدات تلك العصابات الإجرامية للأمن المجتمعي ومحاولاتهم المستمرة لخلق الفوضي والاضطراب الأمني بولاية الخرطوم ظهر للعيان في العام 2003م من خلال جيوب إجرامية في أطراف المدن وكانوا حينذاك يطلق عليهم (المتفلتين – اسم الدلع-) بغرض تحجيم دورهم وربما (لتطمين) المواطنين بإن تلك المجموعات غير منظمة ولم تصل للتشكيل العصابي الموحد!!.
▪️وصلت تلك العصابات الي النضج الاجرامي في العام 2007م بعد ان تم إبعاد عدد من زعمائها واعضاءها من جمهورية مصر بعد ان أثاروا القلاقل هنالك وكان اغلبهم من لاجئي جنوب السودان (قبل الانفصال)، وعند وصولهم للخرطوم أعادوا تشكيل تنظيمهم تمهيداً لمواصلة جرائم النهب والسرقة وترهيب المواطنين، حيث وجدوا ضالتهم ابان احداث رفع الدعم عن المحروقات في سبتمبر من العام 2013م، فقاموا بإحداث خلل أمني كبير خاصة في جنوب الخرطوم ووصلت اعمالهم التخريبية لقلب العاصمة واجبروا المحتجين والمتظاهرين لملازمة منازلهم للدفاع عنها من (هيجان) تلك العصابات إلي أن واجهت تلك المجموعات المتفلته عقب الأحداث ردع وقوة باطشة من قبل القوات النظامية اجبرتهم علي الهروب من العاصمة أو ملازمة اوكارهم في أطراف الولاية.
▪️منذ ذلك التأريخ اختفي النشاط الاجرامي للنيقرز بفضل الحملات المكثفة المتواصلة والتي قامت بها الاجهزة الامنية لاوكارهم ومناطق تجمعاتهم واعتقلت الرؤوس المدبرة لعملياتهم إلي ان عادوا بشكل شرس عقب ثورة ديسمبر 2019م مستغلين حالة السيولة الأمنية التي حدثت في الخرطوم بفعل الاحتجاجات وربما بدافع بعض الأياد الخفية التي حركتهم!
▪️كان الظهور الطاغي الكبير في تأريخ ولاية الخرطوم لما يسمي بعصابات (النيقرز) في شهر يونيو 2019م عقب ثورة ديسمبر بالتزامن مع عطلة عيد الفطر المبارك وفض إعتصام القيادة العامة والذي عم فيه حينذاك الخوف والهلع أحياء ولاية الخرطوم بسبب النداءات المنطلقة من مكبرات الصوت بالمساجد محزرة من وجود تشكيلات عصابية مسلحة بالسواطير والسكاكين تجوب الاحياء لاغراض النهب والسلب والقتل وترويع المواطنين.
▪️ والأن تعيش العاصمة الخرطوم تجدد ظاهرة عصابات (النيقرز أو تسعة طويلة) بذات (السيناريو) وبشكل أكثر عنفاً وجراءة حيث مازالت تلك العصابات تجتاح مناطق متفرقة بولاية الخرطوم بواسطة الدراجات النارية بشكل لافت مثير للقلق بمعظم محليات ولاية الخرطوم لم تفلح فيه جهود الأجهزة النظامية من كبح جماح المتفلتين برغم تسببهم الموت والاذي الجسيم للمواطنين!!.
▪️ ولكن أخطر ما في الأمر بروز ظاهرة (سباق التسلح) بين طرفي الصراع وتطور أسلحة المواجهة والتي كانت تسخدم سابقاً الأسلحة (البيضاء) لدي المهاجمين من (النيقرز) والتي أستبدلت بالأعيرة النارية والذخيرة الحية مما دفع المواطنين في الإتجاه الأخر إلي الانجراف مع تيار التسلح للدفاع عن النفس في ظل غياب الحسم الكامل لتلك العصابات من قبل الأجهزة النظامية!.
▪️ كما برزت مشروعية تعذيب وقتل المهاجمين من (النيقرز) من أجل تحجيم نشاطهم حتي أصبح الأمر (شريعة) الشارع العام والذي بدأ (يتلذذ) في كثير من (مقاطع الفيديو) المعروضة في وسائل التواصل بتعذيب أفراد (9 طويلة) الأمر الذي سيقود حتماً لردة فعل معاكسة ستؤدي إلي توسيع نشاط تلك المجموعات الإجرامية ليس بغرض السرقة فقط وإنما ستدفعهم روح الإنتقام والثآر جراء تلك الأفعال (ولكل فعل ردة فعل) وحينها ستصبح الخرطوم جراء ذلك مهداً لجرائم الانتقام والسلب والنهب كما كنا نسمع بها في العواصم الأفريقية الموبوئة بالانفلاتات الأمنية!.
▪️ يجب إن ندرس بشفافية إعادة إنتاج عمليات (النيقرز) الاجرامية من حين إلي أخر بولاية الخرطوم خلال تلك الفترات المتعاقبة والتي تجمعها الاضطرابات وعدم الإستقرار السياسي لنري من هم وراء تلك التشكيلات العصابية المنظمة الشبيهة (بكتائب الظل) ولماذا لم ترصدهم الاجهزة الأمنية برغم انتشارها الواسع .. ولماذا لم تدك اوكارهم وتلقي القبض عليهم!!.
#أخر الشظايا:
▪️تحركات عصابات النيقرز خلال الاحتجاجات والازمات السياسية والإقتصادية تقف من وراءها اياد خفية تستغل واجهات التشكيل الإجرامي لتنفيذ اغراض سياسية بحتة ستقود البلاد إلي اسواء حالات الإنفلات الأمني والحرب الأهلية وتصفية الحسابات الجهوية إذا لم يتم تداركها.. فمن يمسك بسلاح (9 طويلة) غير المرخص!!.

اترك رد