¤ الكل يلاحظ ان الاسلاميين في افضل أحوالهم الان .. مقارنة بحالة العسر التي كانوا عليها بعد تغيير أبريل 2019 والثورة الكذوبة .. من سقوط للنظام الى اعتقالات طالت القيادات .. الى حملة ممنهجة ومدعومة استهدفت سمعتهم السياسية .. قامت على اشاعة ان اي اسلامي فاسد.
¤ ثم تبدل الحال سريعآ وعاد مفصولين من الاسلاميين الى وظائفهم .. وليس كل المفصولين ينتمون للوطني .. ولكن كيد الحصول على المنصب دفع (قحاتة) الى دمغ موظفين بصفة (كيزان).. ليجلسوا في مقاعدهم.
¤ توالى هطول امطار النصر وبغزارة وخرجت (قيادات) من (المعتقلات)… اعقب ذلك ظهور علني بتنظيم افطارات في كل بقاع البلاد .. شهدتها حشود ضخمة اعادت اليهم الثقة .. جعلت كثيرين منهم يخرجون من (المخابي).. واخرين يعودون من (المنافي).. واخرست كل (شفاتي).
¤ لكن لم يجيبوا على السؤال الحيوي .. ثم ماذا بعد (النعنشة) .. وهو تعليق عضو السيادي محمد حمدان على ظهورهم .. حين قال في احدى مخاطباته الكثيرة هذة الايام (شايف الجماعة اليومين دي منعنشين).
¤ ومابعد ذلك هو التحدى الحقيقي لهم .. لا سيما وهم ليسوا على قلب رجل واحد .. على الاقل لم يتوحدوا خلف أميرهم مولانا علي كرتي. كل التركيز عليه ذو صلة ب (الفلوس) بينما المطلوب تنقية (النفوس) .. تصدى كرتي للمهمة في وقت بالغ التعقيد .. وكانت كل ابواب الحلول ، موصدة تمامآ.
¤ ومع ذلك عبر بهم حتى وصلوا هذة المرحلة .. بالعمل على ثلاثة محاور ، تفادي المواجهة – رغم الاستفزازات – مما جنب البلاد الانزلاق نحو الهاوية.. اعادة بناء الحزب وترميم هياكله .. والسعي الى العودة الى المجتمع الذي يعرف الحركة (الاسلامية) لا الشلة (القحتاوية).
¤ ورغم جهود كرتي المضنية لطي صفحة الامس .. الا ان اسلاميين لا يزالوا في حالة حنين الى الماضى.. دون العمل على ذلك وفق رؤية جديدة.. والسياسة لا تقوم على الامنيات .. وفئة منهم شامته، فرحة بالسقوط وهذة ظلت تلحق الاذى بالوكني .. ومجموعة اخرى هرولت نحو الدعم السريع وارتمت في احضانه.. ومجموعة طرقت ابواب العدل والمساواة
¤ وتيار صادق يتحدث عن وحدة الاسلاميين من باب البحث عن الكثرة ولن تكون لهم الغلبة .. لكن الوحدة مجرد (اشواق) بينما الطريق ملئ ب (الاشواك) .. فالشعبي الذي يحسن فيه الوطني الظن ويري امكانيه التقارب معه .. تجده يدير ظهره لاخوان الامس .. ولايزال يشعر بمرارة المفاصلة في حلقة.
¤ وكذلك من التحديات التي تشكل عبئا على الوطني في الوقت الراهن معاداة بعض كوادر للمؤسسة العسكرية .. وفي ذات الوقت معلوم العداء المستحكم مع قحت .. وهؤلاء لم يسمعوا بسياسة – ان لم نقل تصفير المشاكل – على الاقل تقليل الخصوم
¤ ومهما يكن من أمر فان الطريق امام الوطني مزروع بالالغام .. وطويل وشائك ويحتاج الى جهد .. والى مخلصين.