طبعا أراد البعض استغلال مشاركة قوات التحالف السوداني في مشكلة كرينك، وهذه القوات تعتبر من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا ورئيسها هو الجنرال خميس أبكر كندم والذي هو والي غرب دارفور، وسرعان ما قام هذا البعض من هواة الفتن بوصم الحركة بالعنصرية ونعتها بوصف الزرقة وأنها قامت بالهجوم على العرب.
الذي لا يعلمه هذا البعض أن هذه الحركة تضم ضمن قواتها طيف واسع من العناصر العربية (إذا جاز لنا الحديث بمثل اسلوب العنصريين) وتحديداً تضم الحركة عدداً كبيراً من الأفراد ينتمون لقبيلة الرزيقات وبعض القبائل الدارفورية والكردفانية تحت قيادة الجنرال سعيد ماهل والذي يأخذ صفة نائب رئيس الحركة.
بالنسبة لمشكلة دارفور وتداعيات حادثة كرينك، في رايي الشخصي *لابد من التفكير خارج الصندوق،* فهذه القضية الان تجاوزت الخطابات السياسية وابتعدت عن المنطق والحكمة، وأصبحت تلتاث بأبعاد ومخططات عنصرية وسياسية وجهوية تضر بالمنطقة والأقليم بل وبالسودان.
الحل يكمن في استنهاض الوعي الجمعي وتبصيره بحقيقة الصراع، ثم بسط هيبة الدولة، وإبعاد الوالي مؤقتاً، وأن تتولى ادارة الولاية لجنة يكونها حاكم الأقليم أركو مناوي تضم في عضويتها نائب الحاكم أو من يفوضه، الجيش، الشرطة، الأمن، الادارة الأهلية، القضاء.
ثم *لابد من تحرك ومبادرة ورؤية للحل وأن نقف مع الحق حتى ولو على أنفسنا*، وأن ننظر لمصلحة وطننا الصغير دارفور في إطار الوطن الكبير السودان، وأن لا نخشى في الحق لومة لائم، أو نجامل من أجل جُعل مادي أو معنوي أو مصلحة حزبية أو قبلية تضر بالآخر، وأن يتم الجمع بين سلطان عموم دار مساليت وناظر الرزيقات، لتعزيز فرص الحل السلمي.
علينا أن نعي جميعاً أن المشكلة الأساسية تتمثل في الآتي:
*اولاً:* ضعف بعض عناصر الإدارات الأهلية.
*ثانياً:* الأحقاد المتراكمة التي تم تغذيتها في نفوس الشباب المتهور.
*ثالثاً:* إنتشار السلاح بكل أنواعه.
*رابعاً:* إنتفاء الواعز الديني وإستسهال قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.
*خامساً:* عدم فرض هيبة الدولة وضعف إمكانيات الأجهزة الأمنية.
*سادساً:* تحيز وسلبية المكون الحكومي المحلي السائد في عناصر الأجهزة الأمنية خاصة الشرطة.
*سابعاً:* دخول عناصر من الحركات المسلحة للمدن بكافة اسلحتهم.
الجدير بالذكر أنه وبعد سقوط الإنقاذ تم تغذية العنصرية وارتفع شعار الزرقة والعرب من جديد، وهذا أدى إلى خلق شعور لدى القبائل ذات الأصول الأفريقية بأن الوقت قد حان لفرض وإعادة سلطة يرون أنها قد سُلبت منهم إبان عهد الإنقاذ، وبالمقابل أحست القبائل ذات الأصول العربية بخطورة التهديدات الموجهة دهم، لذا أصبحت ردة فعلهم عنيفة.
في اعتقادي لابد من فرض هيبة الدولة أولاً عبر العمل الأمني والشرطي والعسكري، وبالتزامن مع تدابير اجتماعية وسياسية وإعلامية وإقتصادية.