نقطة اولى
تجارب الحكم في السودان عديدة ومتنوعة ومحطات الحكم وعلاقاته الشعوبية عميقة وسلطته التي يقدر الله حكمها عبر مسيرة الحكم الوطني يتحكم فيها مجموعة غالبة على حقوق الآخرين بالإقتراع المسمى عرفاً بالتوالي السياسي المعلوم أو عن طريق العسكر كالسطو الليلي والبيان وهذا معنىً إصطلاحياً للإنقلاب لنخفف الضغط على المؤسسة العسكرية التي تحاول تهدئة انفاس العشاق غير المقتدرين الا رغبتهم في التعلق ، فالإنقلاب موسيقى يصحى عليها الناس أو هو الإستجابة للجماهير كتجربة ابريل مسيخة الطعم أو كما تدعي مسرحيات العمل السياسي وعملائه بل إن هيمنة أي مجموعة ومصادرة حق الآخرين إنقلاب سوا كانت اكتوبر أو ابريل أو غيرها من الشهور التاريخية المشهورة في السودان ، تشخيص حالة مشكلة السودان ظاهرة في اعطاء مقعد أو منصب لزول وهو غلط والمعطي يعرف الخطأ ويتعمده وذاك الشخص الغلط يتصرف في المؤسسة الصح. فيحول نورها وبريقها الى ظلام فيخمد نورها ، المجموعة الخطأ تتحوز بتصرف في الشأن العام محتمية ببيت حزبي او حاضنة خيل لها وله أن منسوبه صحيح الفكرة وبعيد عن الإغواء والأهداف العارضة ، طبيعة الحكم واصدار القرار السياسي والاقتصادي والمخابراتي وعلاقات الشعوب وحلول الأزمات الماثلة والموروثة هو حل الأزمة الهيكلية اولاً وهذه قضية السودان الأساسية لأن تفكير الشخوص الذين يشاهدون من بداخل نلدي السلطة لم مستقّر حالهم وهم غير مهيكلين وهو الشعور بالتهميش وعدم الإهتمام لهذه الطريقة فيرفعون اصواتهم ولا أحد يستجيب لهم حينها تفتح الجبهات ويبدأ القتال وتحدث الثغوب كما هي حالة جزء من مناطق دارفور الآن بل الموت اصبح يوزع صباح مساء والنادي المحترم يشاهد يحدث الموت الخطأ هذا في زماننا الغلط بعيداً عن رغبات الجماهير وكفى
نقطة ثانية
الصح هو الدخول لمطبخ القرار وليس الدخول بقوة السلاح أو القبائل التي تناصرك أو الميول الحزبي الذي يسند ظهرك هذه ليست كفاية وليست الكفاءة كذلك فقد خرجت مدارسنا الوطنية والأجنبية افزاز ونجباء ما اضافوا للسلم سطراً واحداً لأنهم غلط .فاجراء الحوار السياسي والتوافق مصطلح اليوم مع مختلفين في الطريق ليس كافياً لفك عقد القضية السودانية المعقدة والمتوارثة ، وليس الحل في تقسيم الثروة كما يدعي بعض قاصري النظر ولا في تقاسم السلطة أو اعطاء الحكم الذاتي لبعض المناطق كما هو دعوة نخب سياسية حديثة في المشهد كما ليس هو في التفاوض لأجل السلام الأنشودة الرائعة على كل لسان فقد اغلقت نيفاشا الموقرة ابواب عديدة وفتحت غيرها تعاملت بالقانون ومع العرف وامتثلت للعادات السودانية وروح التسامح وغيرها فاوقفت نزيف الدم وذهاب الشهداء من بيوت اهل السودان الحل صغير رغم حجمه وبسيط رغم سمكه كيف نطوير ذاتنا الحاكمة ونضع فلان المتخصص في الموقع الذي يجيد صنعته كيف نقنع انفسنا وذاتنا السياسية أن الولاء للوطن يتجاوز الصغائر والضغائن والإقصاء والتشفي ، الحل في أننا حزب واحد أو اثنين لنحترم عادات الدول المتحضرة والمتطورة في ممارسة الشأن العام
كيف نصل لدرجة أن الإصلاح حال مهم من الفوضى والإنجراف وبيع الزمم والخوف من الفقر والجوع والنزوح والهجرات.فلم تحرر الأحزان يوماً وطناً
هل يمكن أن يشرك نادي السلطة النخبوي الجميع في حوار شفاف وواضح ومقنع ينهى حالة الإحتقان والتقاتل والحرب بين أبناء الوطن والأهم إنهاء الحلقة المعروفة بالدوران بين نوعي الحكم !!
الحل المبسط في منع القفز أو الدخول الى هذا النادي بكل طرائق القفز دون النظر لعواقب مجتمعية ، الحل الذي نقصد وعله يكون في دعوة التيار الإسلامي العريض يتم بمتغيرين الأول رضا المجموعة الحاكمة لا نظلمها هي الفا حتى اللحظة ومكلفة من تلقاء نفسها او بقوتها الحديدية فهذا معلوم بالضرورة بمعنى احترام ارادتهم الحاكمة بقدرات الحكم ومعاييره او بغيرها فقد حكموا الثاني قبول من اتيحت لهم فرص تجريبية في تقديم خدمة لانسان السودان عبر منصات الحكم او مؤسسات الدولة مدنية كانت أو عسكرية وطنية أو اجنبية صديقة يسمح لهم بالدخول بشروط الولاء دون غيره. هم من عامة اهل السودان وسواده العظيم ليس إلاّ.
نقطة ثالثة
كانت لثورات الربيع العربي التي إنسلخت بفعل التدخلات الإستعمارية الحديثة واعمال سياسة المحاور دور في تشكيل أزمة اليوم في كل البلاد العربية فمشكلة السودان هي نفسها تعانيها اليمن والعراق وليبيا ولبنان وسوريا ومجموعة من دول الخليج ، هنا كانت الثورات ظاهرة أو مكبوته مهيكلة تحت الضغط كانت أو بصراع النخب الحديثة في الحالتين ، تم احتكار السلعة السياسية ونية الحكم لبيوتات محددة عن طريق الصعود المجتمعي المفاجئ على حساب القبيلة كما هو في ليبيا أو تكوين بعض الأجسام المضادة لطبيعة الحكم الوطني المرفوض كما حالة العراق وسوريا
أو اشعال الحرب اليمنية ذات الطابع الأهلي والعقدي معاً ، الثورة السودانية التي استخدمت الشارع وتنصرف الى حالها الآن ما استطاعت أو تولد قيمة واحدة من قيم الحكم وكيفيته المتعارف عليها فقط دبرت لها مكائد مدسوسة سقط على أثرها النظام السابق ثم فتحت سقوفات حوارية لجيل جديد وحديث في تجربة الحكم فادخل البلاد في صراع مع الجوع والعطش والمرض والإبتلاء العظيم وضياع هيبة الدولة والنظام
السانحة تظهر من جديد لتضع التاريخ الحاضر في مساره الصحيح بمعالجات هيكلية في صالح جيل اليوم
البشير زاح عن السلطة بفعل الثورة أو محاورها وبقيت كراماته وذكرياته في الشارع والمتجر والمكتب وشراء السلع وبيوت الأفراح والقرارات الصعبة والسودانية الأصيلة وكفى به تاريخ ، الحل النهائي في إعادة هيكلة الدولة السودانية في المستويات الحزبية والمؤسسات السيادية جميعها بالوصول لكيفية الحكم ولم يكن ذلك بمعزل عن مراجعة النادي النخبوي ومصادره المعرفية ذلك بنقاش واضح بعيداً عن التخوين أو عزلٍ لأحد بسبب ولاء أو مشاركة سابقة بل الخطوة الصحيحة بجعل فترة الإنتقال مظلة للتأسيس وإعادة البناء بأن يكون الجميع جزء من صناعة القرار وأي زول في المحل الصح يبقى صح.
جملة النقاط
الفرصة تلوح فقد لا تحتمل البلد امد آخر من التعنت والتشظي المتعمد من احزاب واشخاص لنجنب البلاد الدوران في حلقة انقلاب ديمقراطي وعسكري وهيمنة مجموعة على آخرى .