اتساع هوة الخلاف بين البرهان وحميدتي
اتسعت حدة الخلافات وتباين المواقف بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في الآونة الأخيرة على خلفية التحالف الظاهر بين “البرهان” وأنصار النظام السابق الأمر الذي يراه “حميدتي” محاولة للقضاء عليه أو إخضاعه كليا.
وقال قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان حميدتي، إن الرئيس السوداني الأسبق، جعفر نميري، لو كان حيا لسلمت إليه السلطة لأنه “كارب قاشه” – أي انه (كان قويا ومسيطرا تماما على الأمور) – في إشارة إلى ضعف إدارة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، للأمور وتحكم مجموعة النظام المباد في قراراته، حسبما يرى محللون.
وانتقد حميدتي خلال معايدة حاكم إقليم دارفور، مني اركو مناوي، ما يجري في البلاد، وغمز من قناة البرهان قائلا بالدارجية: “الليلة لو نميري طلع لينا من القبر (اليوم اذا قدر لنميري أن يخرج من قبره)، بنجيبوا نختوا في الكرسي ده، ما عندنا أي مشكلة (لأتينا به ووضعناه على كرسي الحكم)، لأنو كان زول كارب قاشه، وما كان البلد بتمشي بالطريقة الماشة دي(ولم تكن الامور لتمضي بهذه الطريقة التي تمضي عليها الآن”.
واتهم حميدتي الأجهزة الأمنية بالتواطؤ مع العصابات التي تنهب وتعتدي على المواطنين، والتي يطلق عليها شعبيا (9 طويلة) رغم قدرتها على حسمها في يومين، وامتلاكها لكشوفاتهم ومعرفة أفرادها وقياداتها.
وتابع: “هل كان في 9 طويلة؟، وين الآن الأجهزة التي كانت تحاربهم؟.. كل مجموعات 9 طويلة كشوفاتهم عند الأجهزة، معروفين فلان وفلان وفلان ورئيسهم علان وفلان، ممكن يلموهم خلال أسبوع أو يومين، نحن تاني ما بنتحمّل الموت ده”.
وأشاعت عصابات الخطف والابتزاز (9 طويلة) خلال الفترة الماضية، الرعب في أوساط المواطنيين، وسط تقاعس الأجهزة الأمنية عن حسم الظاهرة، واتهامات برعايتها، قبل أن يأتي حميدتي الرجل الثاني في سلطة الإنقلاب ويؤكد هذا الاتهام.
وأبدى حميدتي تذمره مما جرى في بلدة “كرينك” بغرب دارفور من مجزرة ارتكبتها الميليشيات المسلحة المدعومة من قوات الدعم السريع، قائلاً: “الحصل في كرينك ما بمر ساي(لن يمر هكذا)، الصراع القبلي في دارفور مصطنع ومخطط”.
وقال محللون سياسيون أن تصريحات حميدتي بمثابة “غمز ولمز” استهدف البرهان، وهي دليل واضح على تصاعد حدة التوتر بين الرجلين، على خلفية تحالف البرهان مع الكيزان وطرف خارجي للقضاء على حميدتي أو إخضاعه اخضاعا كليا”.
وأشاروا إلى أن “آخر مظاهر تفجر التوتر وضحت في مجزرة كرينك بغرب دارفور التي يراها حميدتي فخا نصبته له الاستخبارات العسكرية مع الكيزان والبرهان، ولم يفلح الإفطار المشترك الذي جمع البرهان وحميدتي في أواخر رمضان، في تهدئة التوتر، حيث كان لافتا غياب عبدالرحيم دقلو الذي لم يرغب في مجاملة البرهان، حيث يعتقد أنه ضالع في محاولة لف الحبل على رقبة الأخوين دقلو بالتنسيق مع الكيزان والطرف الخارجي”.
وكانت ميليشيات مسلحة مدعومة من الدعم السريع هاجمت يوم الجمعة قبل الماضي محلية كرينيك، قبل أن تجدد هجومها عليها مرة أخرى يوم الأحد، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 200 شخصاً وإصابة العشرات من السكان، إضافة إلى إحراق منازل ومركز شرطة ومستشفى وسوق.