حسن الترابي بذل فكره كتابة وقولاً وبذل سعيه ابتداراً ومدافعة وعاش حياته بين الناس كافة… لم يكوِّن “مدرسة” ولم يوزع اوسمة للشراح ولا الكهنة ولم يورث ولم يخلِّف رجلاً ولا امرأة في منصب و لم يتخذ منبراً واحداً أو يتكلس في كيان سياسي جامد ثابت الهيئة ولم ينغلق في أسرة او جماعة أو كيان أو حركة أو قطر.
قام سعي الترابي الفكري على مبدأي التوحيد والتجديد يفتح الأبواب في مسائل التدين في كافة مناحي الحياة لا يتبع التقليد ولا المذهبية كما أنه لا يوصد باب الاجتهاد. وظل سعي الترابي السياسي منفتح نحو الجميع ويسر له الله ان يختم حياته بوضع مشروع جامع. أما سعي الترابي الشخصي فقد خلا من حمل الضغينة والكراهية والأحقاد والانتقام للذات وحمل المواقف “النفسية” حتى أحيان أشد ما كان العدوان عليه.
كفوا ألسنتكم واقلامكم عن سيرة الرجل ولا ترموا حجارتكم على من والاه أو أحبه أو اجتهد سعياً على نهجه فقد أفضى لرب كريم لا يحمل حقداً على شخص ولا كيان ولا يتحيز لحزب ولا ينحصر في جماعة ولا يقفل بابه (مجازياً وحرفياً) في وجه أحد كائناً من كان.
من كان لديه منهج أو اجتهاد جديد، فلينفق عليه مما عنده ولا يتخذ الترابي لافتة دعاية لترويج خطاب الكراهية والشقاق والادعاءات الكاذبة.
حسن الترابي ليس “ماركة مسجلة” لأحد ولا لجماعة.