¤ تبقت اقل من ثلاثة أسابيع على انتهاء اجل البعثة السياسية الاممية .. صخرة وضعها رئيس الوزراء السابق د. عبد الله حمدوك ، على صدر السودان .. وغادر منشرح الصدر الى دولة الامارات .. ما لا يعلمه اهل السودان ان البعثة التي يترأسها فولكر بيرتس لا تملك خطة ولا رؤية عمل.
¤ حقيقة تكاد تكون غائبة عن الكثيرين .. تفاجأت حكومة مابعد 25 اكتوبر ان فولكر وزمرته ضيوف شرف .. مثلهم والمدربين واللاعبين الاجانب الذين يستقدمهم الهلال والمريخ .. لم يقم الرجل بأي دور .. وهذا ليس بحديث سياسي لكنه الواقع المؤلم.. والحقيقة المره.
¤ اضطرت الحكومة للتعامل بجديه مع ملف فولكر .. عقدت اجتماعات مهمة ضمت جهات ذات الصلة .. قررت بعدها ابتعاث وكيل الخارجية السفير نادر الطيب الى نيويورك للاجتماع مع الامم المتحدة .. ووضع خطوط عريضة ورسم طريق لفولكر وجماعته .. حددت الحكومة (11) بند بشان البعثة.
¤ منذ نحو ستة اشهر فطن فولكر الى انه لم يقم باي عمل يشفع له بالبقاء .. اطلق مبادرة لحل الازمة السودانية .. تصدى له سودانيين يوم (26) يناير الماضي ونظموا تظاهرة حاشدة امام مقر البعثة بالمنشية، رافضين تدخله .. انتبه الالماني ان السودانيين لا يزالون يخشون على تراب ارضهم.. وان محاولات حشر الأنف في شؤونهم تثير حفيظتهم.
¤ الطريق أمام فولكر ملئ بالالغام .. افشل الاسلاميون مبادرته وباعدوا بينه والشارع السوداني العريض.. وجد نفسه يعيش في عزله .. سعى لفك الحصار عنه بالاجتماع بالمؤتمر الشعبي لايصال رسالة ان الاسلاميين الثوريين معه.
¤ لم يخفف الشعبيين عن وطأة الحصار عنه .. الاسبوع الماضي هاتف فولكر ، رئيس حركة الاصلاح الآن د. غازي صلاح الدين في تركيا .. وتوسل اليه ان يشارك.. رفعت الحكومة اصبعها في وجه فولكر .. انتقادات حاله له من قبل رئيس مجلس السيادة .. اضطر لتذويب مبادرته والاستقواء بالاتحاد الافريقي والايغاد .. ولد الجسم الغريب (آلية الثلاثية).
¤ طالت التأجيلات نشاط الآلية ما يدل على حالة التنافر بين المؤسسات الدولية والاقليمية .. تطابق ذلك مع رفض متزايد وسط القوى السودانية لها.. انطلقت حملة قوية وضخمة وصفت انتهاء فترة البعثة بيوم الجلاء .. داعية لعدم التجديد لها.. واستمر خنق فولكر من خلال تنامي المبادرات الوطنية غير المتعاملة معه او المستأذنة له .. وهذا دليل اخر على ذهاب ربحه.
¤ وصدق السياسي المخضرم مبارك الفاضل عندما قال ستفشل هذه الخطوة الجديدة لفولكر كما فشلت التي سبقتها.. الصوفية خارج سياقات فولكر ويعكفون على مبادرتهم الخاصة. التيارات الاسلامية جميعها عدا المؤتمر الشعبي خرجت عنه وعادته.. وكذلك فعل الشيوعيون وقوى مؤثرة من لجان المقاومة بل حتى من قحت المركزي.. فمن هو الشعب السوداني المعني بمبادرة فولكر.
¤ في تقديري – وان كان لابد من وساطة خارجية – فان دولة الجنوب يمكن ان تقود عملية تسهيل تشمل كل الاطراف .. مبادرة قائمة على الارث السوداني في انهاء الانتقالات ..وبعيدة عن الاهداف والمقاصد الغربية .. خطوة ستكون شبيهه بالاختراق الكبير الذي احدثه وزير الخارجية الاسبق د. الدرديري محمد أحمد في دولة الجنوب.
¤ زار الدرديري جوبا بعد ان فقد الجنوبيين الامل في السلام.. وبدأت امريكا واوربا والاتحاد الافريقي في رسم خطة لاصدار عقوبات على قادة الجنوب.. لكن قلب السودان الطاولة.. في غضون شهرين نجحت الخرطوم في تغيير المشهد ووقع الجنوب اتفاقية سلام بالخرطوم برعاية الرئيس السابق المشير البشير .. وهي الاتفاقية التي لاتزال سارية.
¤ ومهما يكن من امر فان الفرصة كبيرة امام الحكومة لتفتح ابواب صالة كبار الزوار بمطار الخرطوم امام فولكر .