أسامه عبدالماجد يكتب.. كسر عظم الجيش
*¤ رصدت حملة منظمة استهدفت عضو مجلس السيادة الفريق مهندس ابراهيم جابر.. وهو امر طبيعي ومتوقع.. وهي في اطار الهجوم على القوات المسلحة .. دعوني اعود بكم إلى الوراء قليلآ.. بالتزامن مع التغيير المزعوم في ابريل 2019 انطلقت دعوات قوية – لا اقول – لضرب المكون العسكري، لكن لكسر عظمه.
¤ من وقتها تكررت تلك المحاولات وظلت تتعدد ادواتها من فترة لأخرى بحسب المتغيرات .. بدأت بمصطلح مهين للقوات النظامية .. اطلقوا عليها (اللجنة الامنية للبشير).. وكأن القوات المسلحة بكل تاريخها رهينة للبشير.. في ايحاء ان الجيش لم يكن شريكا في مرحلة مابعد الانقاذ.
¤ تواصلت حملات التخذيل والتشوية للقوات النظامية .. الجيش ( شراكة العسكر مابتتشكر ) و بعد 25 اكتوبر تحول الشعار الى (لا لحكم العسكر ).. الشرطة (بوليس جرى) .. الحملة الأخطر حيال المخابرات (مطالبات بالبل والحل) .. أما الدعم السريع ؛ فحدث ولا حرج من تحقير لحميدتي وشقيقه.
¤ للأسف رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك دخل في ذلك المستنقع الآسن.. عند اطلاقه مبادرة (ماتت لحظة مولدها) حول ما اسماه (تحصين الانتقال) وذلك في يونيو 2021 .. قال هناك (تشظي بين العسكريين والعسكريين.. وهذا مقلق جدا)
¤ تصدى له القائد العام للجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ومعه قائد الدعم السريع .. عقدا لقاء تنويريآ مع الضباط من رتبة العميد فما فوق.. ذلك بعد نحو (14) ساعة فقط من حديثه.. جاء رد البرهان عنيفآ عندما شدد علي عدم الإلتفات إلى الشائعات التى تستهدف وحدة المنظومة الأمنية.. مؤكدآ على إنسجامها وتماسكها.
¤ ارسل البرهان تهديدات مباشرة لحمدوك (لن نسمح أبداً لأي طرف يعمل على بث الشائعات وزرع الفتن بين مكونات المنظومة الأمنية القوات المسلحة والدعم السريع).. حديث حميدتي لم يكن اقل حدة من تحذيرات البرهان.
¤ ثم صوبت السهام – بل المدافع – الى صدر الفريق شمس الدين كباشي .. كانت الحملة هي الاخطر والاكثر بغضآ .. لأنها انطلقت من دوافع عنصرية بغيضة .. ليس كتلك التي انتاشت ابراهيم جابر وركزت على امر تافه انه (كوز) ويعمل على اعادة اتحاد العمال للنظام السابق.
¤ يا للغباء .. ذلك ان المؤسسات العمالية الدولية والاقليمية معترفة بالاتحاد في تشكيلته منذ الانقاذ .. المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وجه صفعه لقحت.. باختياره رئيس اتحاد عمال السودان (الكوز) المهندس يوسف عبد الكريم، بالإجماع نائبا لرئيس المجلس المركزي للاتحاد.. ومعه خمسة من قيادات الاتحاد في مواقع قيادية ، حق للسودان ان يفخر بهم.
¤ الهجوم على كباشي وصل قمته بانتاج كتاب ضده .. لكن الجنرال ظل قويآ وشامخآ مثل أهله وجبالهم الراسيات.. وجاء (الدور) على الفريق ياسر العطا .. الهجوم عليه كان معدآ بطريقة مختلفة .. مرة بالترويج انه يمثل الحزب الشيوعي في الجيش وانه عراب لجنة التمكين .. وبذلك يدخلوه في مواجهه مع الاسلاميين والمفصولين.
¤ مع العلم ان ياسر استقال من اللجنة سيئة السمعة.. وتارة روجوا بانه ينوي الانقلاب على البرهان حتى يؤلبون عليه رئيسه.. ذات الامر حدث في الهجوم على ابراهيم جابر الذي يتمتع بكفاءة اكاديمية وعسكرية .. اشاروا الى ان حميدتي فرضه على المجلس السيادي.. بذلك القول الخبيث وكأنما يقصدون انحيازه للدعم السريع على حساب الجيش .. الذي تربى في كنفه.
¤ ومهما يكن من أمر لم يسلم البرهان نفسه من الشائعات .. ووصفه بالضعيف والصامت .. لكن فاجأهم صبيحة (25) اكتوبر فعرفوا (برهان ثان) .. وربما قريبآ يرون فيهم جميعآ وجوهآ ثانية.