¤ طرقت قحت كثيرا على قضية خط هيثرو واستثمرت فيها سياسيا بصورة رخيصة .. رغم ان الملف أخذ حيزا مقدرا منذ أيام الانقاذ .. الان وجه الاتهام للوزير الاسبق كمال عبد اللطيف ومدير سودانير الاسبق العبيد فضل المولى .. بينما انتقل متهمان أخران الى دار الخلود.
¤ الخط هو زمن الإقلاع والهبوط المملوك لسودانير بمطار هيثرو الدولي بانجلترا .. حركت الانقاذ الملف قضائيا بعد فقدان سودانير له.. وذلك لان إذن الهبوط والاقلاع يكتسب قيمة مالية وتجارية عالية .. وقدر بنحو (30) مليون جنية استرليني.. شكلت الانقاذ لجنة تحقيق اصدرت تقرير مبذول في الانترنت ممهور بتوقيع وزير العدل الاسبق د. عوض الحسن النور في سبتمبر 2015.
¤ توصلت اللجنة الى ان الخط تم مبادلته مرتين مع شركة (بي ام اي) البريطانية.. وان من قام بالتوقيع هو كل من مستشار مجموعة عارف الكويتية ومدير عام الشركة المكلف حينها.. وقطعت بان ماحدث خيانة امانة .. وكذلك جاء في تقرير لجنة التحقيق مايلي ( ثبت وفاة المدير العام المكلف ، وحيث ان اتفاقاً بينه ومستشار مجموعة عارف إيريك باتريك والكابتن على دشتى ( نائب رئيس مجلس الادارة ).
¤ وان لائحة تاسيس شركة الخطوط الجوية السودانية تنص على ان سلطة ابرام العقود والاتفاقيات من اختصاص مجلس الادارة ..واعطت الحق للمجلس تفويض هذه السلطة لمدير عام الشركة ، – طبقا للتقرير – بل ان اللائحة جوزت للمجلس أن يفوض آخرين.. الا ان لجنة التحقيق لم تجد اى قرار صادر من مجلس ادارة الشركة او جمعيتها العمومية.. أو حتى من لجان مجلس الادارة.
¤ ويواصل التقرير (ما يفهم منه الموافقة على التصرف فى اذون الهبوط والاقلاع بسودانير لمطار هيثرو او تفويضه لاى شخص او توكيله للقيام بذلك ، بل الكثير من اعضاء مجلس الادارة لم يعلم بهذا الأمر الا بعد إثارته فى وسائل الاعلام).
¤ وخلص تقرير لجنة وزير العدل الى توجيه المدعى العام لجمهورية السودان بفتح بلاغ ضد :
إيان باتري والكابتن على ديتشى، ( اجنبيان) وكل من تثبت علاقته بالتعاون والاتفاق والتحريض معهما وتسبب فى فقدان خط هيثرو.
¤ بالتالي لا علاقة لكمال عبد اللطيف الذي كان رئيسا لمجلس ادارة سودانير بكل الذي حدث .. في جلسة شهيرة لمحاكمته في سبتمبر 2021م تم استجوابه – كنا حضورا – .. قال للقاضي عبدالمنعم عبداللطيف (حقو الحكومة تكرمني بوسام الإنجاز لاستعادة خط هيثرو بدل تحاكمني).
¤ حديث كمال كان من باب السخرية لكنها الحقيقة .. جهد كمال ومن معه اقنع سلطات مطار هيثرو بجدية سودانير في استعادة الخط .. حيث وافقت على منحها حق الهبوط والإقلاع بمطارها
¤ كان بلدوزر الانقاذ كمال يباهي بمساهمته في استراداد الخط لأن ذلك إنجازاً تاريخياً. وللأسف فقد السودان خط هيثرو بعد شهر واحد من انتهاء تكليف كمال .. ان القضية ذائعة الصيت لذلك ارادت لها قحت ان تكون كرت مناورة ولو تلفيقآ .. خاصة بعد وفاة اثنين من المتهمين فيها.
¤ كان كمال يتعامل بشفافية مع منصبه في سودانير .. لدرجة اعادته عقب مغادرته موقعه بفترة قصيرة مايعادل (10) الف دولار مرفقة بخطاب رسمي عبارة عن حقوقه .. صادق عليها المدير العام لسودانير الكابتن المرحوم عبدالله إدريس.
¤ لا يزال عبد اللطيف معتقلا رغم ان المتحري قال امام المحكمة أن المتهم الثاني – ويعني كمال – لم يكن موجودا عندما فقدت سودانير خط هيثرو .. وليس له علاقة مباشرة بالمتهمين الهاربين (باتريك) و(وديشتي) وليس طرفا في لجنة التفاوض بحسب المستندات.
¤ سيسجل التاريخ ان النائب العام الاسبق تاج السر الحبر هو من وجه بإضافة كلا من المرحوم الزبير احمد حسن وكمال عبد اللطيف الي البلاغ .. رغم عدم المسئوليه تجاه خط هيثرو بحسب اقوال الشهود الذين مثلوا أمام المحكمة واكدوا أن التصرف بمبادلة خط هيثرو تم بعد مغادرتهما..
¤ ماتحقق من انجاز في حقبة كمال كان مذهلآ .. تمت إضافة (5) طائرات صغيرة و(3) طائرات ايرباص بجانب تأهيلهم لطائرة اليونيج (707).. علاوة على تأهيل الشركة في المجالات الرقمية والإدارة الهندسية وتقديم الخدمات الفنية والصيانة ورفع قدرات العاملين .
¤ ومهما يكن من أمر لو مبدأ الحرية مطبق فعليا لكان كمال على الاقل مطلق السراح .. ولا اقول مكرما.. لان هذا لن يحدث في هذة الفترة الظلامية.