“أصبحنا منبوذين في العالم”.. الحرب تفسد حياة الروس

0

اسفير نيوز  __  وكالات 

 

أفسدت الحرب على أوكرانيا الحياة اليومية للروس وأجازاتهم، وسلبت فرحتهم بقضاء بعض الأوقات السعيدة في التسوق أو تناول وجبة في إحدى المطاعم العالمية، بحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست.

 

ومع استمرار الحرب، يتوق الكثيرون من الروس إلى عودة الحياة إلى طبيعتها، قبل أن تصبح الأسعار مجنونة وتغادر الشركات الأجنبية البلاد بسبب الغزو الروسي.

 

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أنه بعد نجاح الكرملين في إقناع غالبية السكان في روسيا بأن الحرب كانت ضرورية “لتحرير” الأوكرانيين من “النازيين”، يسعى التليفزيون الحكومي الآن لإعداد الناس لخوض حرب طويلة.

 

قد تكون المصاعب التي يواجها الروس تافه بالمقارنة لما يحدث في أوكرانيا من قتل العشرات من المدنيين والجنود واستهداف المباني والبنية التحتية.

 

لكن المحللين يرون أن الحرب الطويلة تقلق الكرملين بسبب المخاوف من زيادة معاناة المواطنين جراء العقوبات وانسحاب الشركات الأجنبية من الأسواق وارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى عدم عودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل الغزو.

 

وقالت مارينا، تعمل معلمة 57 عامًا، إنها وأصدقائها سئموا من الحرب لدرجة أنهم تجنبوا الحديث في هذا الموضوع. وأضافت: “بشكل عام، يبدو أن الجميع سئموا وتعبوا من الحرب أو العمليات الخاصة. الناس لديهم مشاكلهم الخاصة والمشكلة الرئيسية هي كيفية الحياة خاصة مع ارتفاع الأسعار”.

 

وتابعت: “سئم معظم الناس من الحرب. أريد أن أسافر. يريد الآخرون أن يكونوا قادرين على التخطيط. نريد العودة إلى حياتنا العادية”.

 

وأكدت مارينا أنها تحلم بعودة حياتها القديمة التي كانت قبل بضعة أشهر. وقالت: “أريد أن أتمكن من مشاهدة الأفلام الغربية على نتفليكس والتسوق في المتاجر العالمية. أرغب في السفر إلى أوروبا على خطوط طيران موثوقة ومعقولة التكلفة. أريد أن أكون جزءًا من العالم ولست منبوذة”.

 

وقال غريغوري يودين، أستاذ الفلسفة السياسية في كلية موسكو للعلوم الاجتماعية والاقتصادية، إن “السؤال الطبيعي للروس ليس ما إذا كنت تؤيد الحرب أم لا، ولكن يسألك كيف يمكنني التكيف مع هذا؟”.

 

وأشار يودين إلى أن جزءًا من النخبة في موسكو، بما في ذلك البيروقراطيون ذوو الرتب المتوسطة الذين يشعرون أنهم أوروبيون، ليسوا سعداء بالحرب، لكنهم يميلون إلى الاعتقاد بأن بوتين سيقاتل حتى يفوز.

 

وذكر دينيس فولكوف من وكالة “ليفادا سنتر” المستقلة للاستطلاعات الرأي أن الاستطلاع الأخير أظهر أن الاهتمام بمشاهدة أخبار الحرب بدأت في التضاؤل، حيث يركز الأشخاص في حياتهم ومحاولات إعادتها كما كانت قبل بضعة أشهر.

 

وقال كسينيا (50 عاما) وهو محاسب في شركة تبيع مواد أجنبية وتضررت بشدة من العقوبات الغربية “أفضل سيناريو هو أن ينتهي هذا في أقرب وقت ممكن وبعد ذلك نأمل أن تعود الأمور إلى طبيعتها”. وأضاف: “الآن أشعر كما لو أنه لا يوجد مستقبل وهو أمر محبط للغاية”.

 

وتابع كسينيا: “أنا منزعج حقًا بشأن ماكدونالدز، وأعني ذلك حقًا. لطالما كان ماكدونالدز رمزًا للحرية بالنسبة لي. أتذكر عندما تم افتتاح أول مطعم في موسكو في التسعينيات قبل أشهر من انهيار الاتحاد السوفيتي، شعرت وكأنه ضوء في نهاية النفق”.

 

بالنسبة إلى كسينيا وأصدقائه المعارضين للحرب، فإن أسوأ جزء هو التفكير في مقتل المدنيين الأوكرانيين، بمن فيهم الأطفال، واغتصاب النساء على أيدي الجنود الروس.

 

وقال “يمكنني العيش بدون ملابس معينة. وأعتقد أنني أستطيع العيش بدون الأفلام الغربية. لكن المشكلة الرئيسية بالنسبة لي هي أن الروس الآن منبوذون، ولا يريد أحد أن يتصافح معهم. من الناحية النفسية، من الصعب حقًا أن أشعر أنني غير مرغوب فيه في كل مكان”.

 

وأكد فيكتور، نجار يبلغ من العمر 35 عامًا، أن شركته الصغيرة فقدت معظم عملائها، لأنهم اضطروا إلى التوفير، وأنه لا يستطيع إنهاء بناء منزله بسبب تضاعف أسعار مواد البناء بينما انخفض دخله إلى النصف.

 

وقال فيكتور: “اعتقدت أن الحرب ستسمر لشهرين فقط، لكن الآن سوف تستمر لسنوات، وذلك كارثة. لا يقتصر الأمر على خسارة الأرواح. في السنوات القادمة سنعيش في فقر وسنكون مكروهين مرة أخرى مثل الفاشيين في ألمانيا في الحرب العالمية الثانية

اترك رد